أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - ألله يهدي أبن هادي وغيره..















المزيد.....

ألله يهدي أبن هادي وغيره..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 399 - 2003 / 2 / 16 - 02:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

كانت ولازالت أوضاع العراق معقدة وشديدة التعقيد, ففي بلاد الرافدين سمعنا بحكام من أمثال الحجاج بن يوسف الثقفي وغيره, كما كنا سمعنا بمآثر وملاحم الأئمة العظام, مثل أمام البشرية الطاهر علي بن أبي طالب والإمام الحسين سيد الشهداء والمجاهدين في سبيل الحق وضد الباطل, وكنا نفكر ونسأل أنفسنا كيف أستطاع بعض المسلمين هناك التخلي عن شيخ الشهداء وسيدهم وتركوه وحده يقاتل رايات الظلم حتى استشهد كربلائيا كبيرا لم يقف أبدا ألا مع قول الحق وكلمة الحق.

 هؤلاء الذين تركوا الأمام وراية الله والإسلام والحق في عهد سيد الشهداء نراهم اليوم يتركون العراق, يتركون شعبهم طعاما للطيور المعدنية المتوحشة وللسفن الحربية الأجنبية التي أبحرت من بلاد الروم والمغول والتتار لمحاربة شعب أعزل يخضع لحصار مميت وظالم منذ سنين طويلة, هؤلاء الذين اعتادوا الغدر والهروب عند الحاجة وعند الحسم نراهم اليوم يركبون قوافل الأوباش ويرتدون عن الحق ليساندوا الظلم والظلاميين في اعتداءهم الآثم على أرض نبوخذ النصر و صلاح الدين, هؤلاء الذين غدروا بالحسين يغدرون بالعراق, بحجة محاربة النظام الحاكم و يوافقون على كل ما تريده أمريكا, يوافقونها على احتلال بلد الرشيد والمنصور وحرق النخيل وسلب النفط وانتهاك الحرمات والسيادة واستعباد الناس الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا.

 

كان الأولى بالذين يريدون تغيير العراق نحو الأفضل أن يعطوا الناس مثالا في التضحية والأخلاق وتحمل المسئولية لا أن يقفوا مع أعداء الأمة والحياة ضد نظام يعتبرونه عدوهم, ولكي يطيحوا بالنظام ابدوا استعدادهم للتضحية بالشعب العراقي المغلوب على أمره, المحاصر بكل أنواع الموت والسواد., من ظلام الأيام الماضية والحاضرة والآتية إلى ظلم ذوي القربى.

لا يمكن للعقل أن يتصور أن هناك من هو وطني وبنفس الوقت يقف مع الغازي ضد وطنه, ولا من هو أخلاقي وبنفس الوقت يقف ضد الأخلاق ومع الحرب التي لا تحمل أية معاني أخلاقية. إن هذا الصنف من البشر لا هم له سوى الانتقام وحب الانتقام من الذين  لازالوا يحكمون العراق منذ استولوا على الحكم في الستينات. وما من وسيلة عادية تستطيع رد هذا الصنف الذي حسم أموره عن مكائده وثاراته القبلية والأثنية والدينية التي تأخذ الدعم والتشجيع من أعداء الأمة, من بيت أمريكا السوداوي ومن اللوبي الصهيوني في العالم العاجز عن وقف إرهاب الصهاينة في فلسطين وإرهاب أمريكا وحلفاءها في العراق. وهؤلاء القوم من المعارضة وهم بطبيعة الحال ليسوا بالأكثرية وإعدادهم تقل يوما بعد يوم بسب انكشاف المؤامرة الأمريكية التي تريد احتلال العراق والاستيلاء على نفطه وثرواته والتمسك به كمستعمرة بترولية جديدة تضاف للمستعمرات الأمريكية الأخرى.

هؤلاء الذين ارتضوا بدور الأجير السياسي والأمني عند الإدارة الأمريكية لا ينفكوا يهاجمون الشعب الفلسطيني الصامد والمدافع عن شرف هذه الأمة, الواقف على خط المواجهة الأول تماما كما شعب العراق المحاصر في دياره من نفس العدو ونفس القتلة, لا يعجبهم موقف البعض الفلسطيني ويتخذون من هذا الموقف حجة ومناسبة لطعن النضال الوطني والقومي لشعب الشهداء والصمود والكبرياء الوطني والقومي الذي لا ينضب, ولا يفقهون قراءة التاريخ إلا كما ترويه الأقلام الأمريكية والمتصهينة, وهذه الأقلام المأجورة أو المعادية لا هم لها سوى تشويه التجربة النضالية لشعب فلسطين وحركة تحرره الوطني التي كانت ولازالت طليعة حركة التحرر العربي. فالشعب الفلسطيني وقواه الوطنية هم الذين التقوا في تحالف مشرف مع الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة القائد الكبير الشهيد كمال جنبلاط, وكانوا معا يشكلون الطليعة الحية للانبعاث القومي العربي وللأفكار التحررية التي حوربت من قبل الأعداء بلا هوادة, فكانت مجازر المخيمات الفلسطينية في لبنان أبان الحرب الأهلية من تل الزعتر وضبية وجسر الباشا إلى باقي المخيمات التي دفعت غاليا ثمن الدفاع عن عروبة لبنان ومشروع الحركة الوطنية اللبنانية.

 أما أن يأتي متأمرك يلبس رداء الردة ويتهم الفلسطينيين باغتيال قيادات وطنية لبنانية في طرابلس أو غيرها فهذا كلام متسعدن منتفع ومنطق تافه لا يرتكز على أسس وحقائق, لأن التاريخ مكتوب ومعلوم وليس مجهولا وهناك المئات من الأخوة العراقيين الذين شاركونا التجربة تلك ويعرفون حق المعرفة كيف تم توريط الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية في حرب لبنان الأهلية, القضية كلها مرسومة ومدروسة ومخطط لها من بيت أمريكا الأبيض الذي يرسم الآن مستقبل العراق الذي تخطط أمريكا لاحتلاله وتسليمه ضعيفا وهزيلا بقيادة ضعيفة وعميلة وهزيلة تابعة بكل شيء لمعسكر الأعداء.

 هؤلاء وغيرهم من الذين يدعوون الحب للعراق عليهم أن يرفعوا صوتهم عاليا ضد ما قاله الأسياد في البيت الأبيض – الأسود,الأمريكي , ألم يهزهم قول رامسفيلد وغيره من ضباع القيادة الأمريكية أنهم سيستعملون كل الأسلحة ضد الشعب العراقي

الذي تدعوون أنكم تدافعون عنه وتعملون من أجل إنقاذه, ممن ؟ أنقذوه من قنابل أمريكا الذرية ومن اليورانيوم الأمريكي, لأن

 القنابل الذرية والنووية جاهزة أيها الرفاق! حسب التعبير المحبب لبعض من كانوا من الرفاق القدامى في تنظيم حزب البعث في الجنوب العراقي, حيث أن تلك الصفة الموروثة عن البعث صار البعض ذاك يطلقها على كل شخص ولا ندري لماذا هذا الحب الزائد لكلمة رفيق, هل لأن كلمة الرفيق مثل الجبل الذي لا يهزه ريح, أم لأن لها رائحة تذكر بماضي لم يمض مع الريح؟

 

العراق في خطر والأمة بحاضرها ومستقبلها في خطر أيضا, والذي يقف مع أمريكا هو كمن يعادي أمه ويقف ضد أمته, فمن من الذين لم ينسوا الحليب الذي رضعوه من صدور أمهاتهم سيعلن بجرأة رجل صاحب مبدأ وضمير وموقف أن أمه لازالت أمه

 فعلا وأن أمته لازالت أمته كذلك,نعتقد أن الموقف العراقي السليم يتطلب الأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية العراقية وحياة الشعب ومستقبل البلاد وما ستحمله حروب أمريكا الجديدة من كوارث بيئية وتلويث للبيئة والطبيعة في أرض الرافدين التي تعرضت بفعل الحروب الأخيرة والحصار المستمر لأكبر عملية تلويث بيئي وغدر بالطبيعة منذ أن قام الأمريكان بقصف اليابان بالقنابل الذرية, حيث كان لهم عار التربع على كرسي الإرهابيين الأوائل الذين استعملوا السلاح الذري بلا سبب ولكي يجربوا قوتهم ويفرضوا سلطانهم على الآخرين بالقوة. أن التاريخ يعيد نفسه في العراق لكن من يفهم من الذين أجروا عقولهم أن العراق في خطر أرضا وشعبا وحاضرا ومستقبلا؟

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حليب نسوان الصين
- العراق خازوق الجميع
- كلهم وحوش وأن اختلفت الطرق
- صبرا وشاتيلا وجنين.. أقرب من أوشفيتس بكثير
- سقوط هوارد سيتبعه سقوط أسياده
- نائم بن نعسان..
- صلينا الجمعة يوم الثلاثاء..
- أخبار من هنا وهناك
- كتاب فلسطين مع الشعب العراقي وضد أمريكا
- الحاجة رشيدة العاجوري
- هل انفجار المكوك كولومبيا بمثابة رسالة ربانية؟
- متفرقات من هنا وهناك
- المجتمع الإسرائيلي وخيار الطلقة الأخيرة
- الفساد بين هذه وتلك البلاد
- من وحي المخيم ..
- الحرب على العراق تبدأ من غزة
- الحرب خيار أمريكا وليست خيارا عالميا..
- سلطات تل أبيب تبعد وفد شبيبة حزب العمل النرويجي - الديمقراطي ...
- صرخة مزدوجة و صفعة قوية..
- المبادرة المصرية والمصلحة الوطنية..


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - ألله يهدي أبن هادي وغيره..