أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - من هنا طريق غير المسلمين














المزيد.....

من هنا طريق غير المسلمين


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 1434 - 2006 / 1 / 18 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شارة كبيرة تفاجئ المسافرين قبل دخول مكة المكرمة و المدينة المنورة, و هذه الشارة لا توضع في أيام الحج و الأشهر الحرم فقط, بل هي ثابتة على مدار الفصول و السنين.
بداية ً لماذا لا يدخل غير المسلمين مكة و المدينة, و لو كانوا عابرين في سياراتهم
أعتقد أن كتابة هذه الشارة غير دقيقة, فالأولى أن تكون " من هنا طريق المشركين النجسين"
فمكة و المدينة بقعتان طاهرتان اختارهما الله من دون بقاع الأرض مهداً لرسله ومهداً لدعوة النبي محمد, و المسكوت عنه في هذه العبارة ، هو أنَّ هؤلاء غير المسلمين نجسون , و الطريق الذي يمرّون عليه نجس كذلك " إنما المشركون نجس "*
كل الآيات و الأحاديث المستعان بها لدعم هذه اللافتة قابلة لتأويل آخر و زمني مرتبط بتاريخية الحدث و أسباب النزول, و من ثم ليست القضية وجود النص المقدس, بل القضية هي في النظرة الفوقية الاصطفائية التي يوهم بها المسلمون أنفسهم،فهم الطاهرون و غيرهم النجسون
هم أصحاب الجنة و غيرهم أصحاب النار,
هم أصفياء الله و شعبه المختار و الآخرين أصفياء الشيطان ملعونين" الدين عند الله الإسلام "،
هم الفرقة الناجية،
ليس بوسع المسيحي أو اليهودي أو البوذي دخول مكة و المدينة , و لا يحل له دخول مساجد المسلمين، و لكن يستطيع المسلم -أي مسلم- دخول الفاتيكان و كنيسة المهد و أي معبد بوذي دو ن إبراز هويته، و يستطيع المسلمون بناء مسجد في أي مكان يشاءون ،فقد بنى الملك السعودي فهد بن عبد العزيز مسجد روما الكبير على مقربة من الفاتيكان و لم يعترض على ذلك أحد، ولكن لن يستطيع المسيحيون و الهندوس و السيخ المقيمون في المملكة العربية السعودية بناء معابدهم , بل هناك من يعترض على وجودهم بحد ذاته فوق هذه الأرض " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب".
إذا المشكلة في من ؟!!!
في المسلمين أم عند غير المسلمين؟!!
كتعليق على ذلك أقول لا شئ يجبر المسلمين على فعل ذلك غير عقدة التفوق" عقدة الرجل المسلم " أسوة بعقدة الرجل الأبيض
ولا توجد آيات قرآنية محكمة عابرة التاريخ
و النصوص الثانوية من حديث نبوي و آراء فقهية يمكن مراجعتها في ضوء المصلحة البعيدة للمسلمين
فلن يخسر المسلمون شيءً بالتخلي عن هكذا عقلية و تغير هكذا سلوك
ولن تتدنس أحجار الكعبة و المسجد الحرام و جبال مكة و تراب المدينة بحياة أو موت أو خروج أو قدوم إنسان، فالطهارة قيمة وجودية و أخلاقية .
القرآن الكريم كتاب مقدس و طاهر, إذا لمسته يد إنسان غير مسلم, ما الذي سيصيب القرآن؟!
إن هذا الشخص سوف يأخذ انطباعا إيجابيا أو سلبيا عن القرآن, و لو فرضنا أنه عقب قراءته للقرآن الكريم أسلم و دخل في دين المسلمين, فكيف تقبلون إسلام هذا الشخص و تمنعونه قبل إعلان إسلامه من لمس و قراءة القرآن الكريم؟!
أقول إن المصحف و الحجر الأسود و الكعبة و المسجد الحرام و مكة و المدينة المنورة و المساجد كلها أشياء مادية لا تكتسب صفة التقديس إلا بمقدار ما يسبغ عليها البشر ذلك" و هذه صفة إنسانية أصيلة"
فكم مزقت و دنست مصاحف على مدار التاريخ!
و كم سرق الحجر الأسود و كم هدمت الكعبة و كم حوِّلت مساجد إلى متاحف و كم دكت مآذن في شرقنا الحبيب و تحولت إلى هدف مفضل لدى رماة المدفعية و الدبابات؟
و مع ذلك بقي الإسلام دين ما يزيد عن مليار إنسان
و بقي القرآن الكريم من أكثر الكتب مبيعاً في العالم
و بقي الحج في مكة أكبر مؤتمر بشري .
علينا البحث عن المفردات المشتركة مع الآخرين
ولا يعني هذا التخلي عن هويتنا و و معتقداتنا و انتمائنا
بل إن البحث عن المفردات المشتركة- و الله أكبر هذه المفردات- هو الذي يُغني الهوية فتصبح أكثر انفتاحا
و يغني المُعتقد فيصبح أكثر إنسانية
و يغني الانتماء فيصبح أكثر رسوخا
___________________________________________
* "يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس , فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا"سورة التوبة الآية28
نزلت هذه الآية في السنة التاسعة للهجرة بعد فتح مكة و فيها أمر صريح بأن لا يدخل المشركون المسجد الحرام و لو لحجٍّ أو عمرة , فليس لهم أن يحجوا البيت أو يعتمروا أو يدخلوه لأي حاجة أخرى.
واضح من سياق الآية أن المخاطبين هم ما تبقى من قريش و القبائل العربية على دين أجدادهم يعبدون الأصنام.
و أمَّا أهل الكتاب فلم تتحدث عنهم الآية, و الآية لا تمنع المشركين من دخول أرض مكة و المدينة و مجاليهما الجوي , فهي تخصص المسجد الحرام , و بداهة فإن مشركي اليوم من هندوس و بوذيين و أتباع الديانات الوثنية في أفريقيا و أدغال الكونغو لا يعنيهم دخول المسجد الحرام و أداء فريضة الحج , بل إن المشركين المعاصرين للنبي محمد هم المقصودين بهذا الخطاب النبوي" القرآن" حيث منعهم النبي من أداء مناسك الحج



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد وطنية
- شهداء البسوس : من الزير سالم إلى جبران تويني
- الحوار المتمدن فضاء تنويري
- هولاكو...سيدة الرمال
- مشاغل سيدة الرمال
- عتبات سيدة الرمال
- مجتمعات بني إسرائيل
- تابوت لماري
- الحيوية الإسلامية و البحث عن إمام
- لماذا أنا مواطن على مذهب السلوكيين
- المستوطنون
- نحو لاهوت اسلامي جديد-الخروج من القوقعه-
- .سوريا:بين الديمقراطية و نظرية الفصوص
- بين ثقافة الوعظ و صدمة الواقع
- نظرية الحب والإتحاد في التصوف الاسلامي
- جرائم الشرف أم جرائم قلة الشرف
- غرباء في عقر دارنا
- لماذا أحتفل؟!
- أحاديث الرفاق
- أولاد الحداثة الجديدة في مضارب بني غبار


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - من هنا طريق غير المسلمين