أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة - عوني صادق - المرأة العربية في زمن الحروب الأهلية














المزيد.....

المرأة العربية في زمن الحروب الأهلية


عوني صادق

الحوار المتمدن-العدد: 5454 - 2017 / 3 / 8 - 08:50
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة
    



في زمن العنف والحروب الأهلية التي تلتهم عددا من البلدان العربية منذ مطلع العام 2011، تقف المرأة العربية كأول الضحايا وربما آخر الشهداء ! وهي تتعرض في هذه الحروب لمزيد من العنف، الذي لم يبارحها في زمن السلم، بكل أشكاله، فتدفع بذلك الثمن مرتين: مرة بحكم موقعها الاجتماعي في التركيبة الاجتماعية لمجتمعات تعاني من التخلف والجهل والفقر تسود فيها تقاليد بالية ومفاهيم لا صلة لها بما يتحقق من تقدم في مختلف بقاع الأرض. ومرة أخرى، بما تلقيه عليها هذه الحروب من تبعات ومسؤوليات هي العادة مستبعدة عنها في وقت السلم.



في زمن العنف المنفلت من عقاله، والحروب الأهلية الطاحنة، تبرز أكثر ما تبرز ظاهرتان: انفلات الغزائز البدائية بمختلف أنواعها، واهتزاز القيم الاجتماعية، حقيقية كانت أو زائفة ومظهرية. وكلا الظاهرتين تعرض المرأة للكثير من أشكال العنف والظلم والاستغلال تبدأ بالاغتصاب والاعتداءات الجنسية المختلفة التي قد يرى فيها الخصم سلاحا استراتيجيا لإهانة وإذلال وقتل الروح المعنوية لدى الخصم، وقد تنتهي بالقتل مرورا بما بينهما من خطف وتعذيب وتشريد ودفع إلى التسول والانحراف. وتتعرض المرأة، وتتحمل كل تلك الأضرار نتيجة لقرارات وأفعال لم تستشر فيها، ولم تشارك في صنعها، فهي في النهاية أرملة أو أم لشهيد أو زوجة لأسير، إلى جانب ما تلاقيه بشكل شخصي !



وتعرض المرأة لكل تلك الأشكال من العنف، يترك أثارا خطيرة في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب، ليس على المرأة وحدها بل على الأسرة والمجتمع بأسره. ذلك لأن المرأة، بالرغم من السيادة الذكورية في هذه البلدان وبسببها، تمثل “بؤرة” المجتمع والنقطة التي تتقاطع عندها قيم المجتمع وتطلعاته، وخططه للتنمية والتطور الاجتماعي – الاقتصادي المتعلقة بالمستقبل. ولأن دور المرأة في المجتمع دور محوري، أعترف بذلك الرجل أو لم يعترف، فإن ما يصيب المرأة من أضرار مادية ونفسية ينعكس على المجتمع كله بمن فيه الرجال.



وأثناء الحرب، تسقط القيود المفروضة على المرأة من حيث حركتها وتصرفاتها ومجالات عملها، لكن تلك القيود تعود بمجرد أن تنتهي الحرب، وربما بشكل أقسى، بالرغم مما تكن قد قدمت من تضحيات وأظهرت من جدارة في تحمل المسؤولية في الزمن الصعب. ففي الحرب، مثلا، يموت الرجل فتتحمل المرأة مسؤولية إعالة ورعاية الأسرة، أو ما بقي منها. وقد تضطرها ظروف الحرب، وعدم توفر الغذاء والدواء والملاذ الآمن، إلى التسول أو الانحراف، لتوفير مستلزمات بقاء العائلة. وبعد الحرب، تحاسب المرأة على “انحرافها”، وما اقترفت يداها دفاعا عن أفراد أسرتها التي فقدت راعيها ومعيلها وأصبحت في حاجة ماسة لمن يقول بتلك المسؤولية الثقيلة ! ويتم ذلك طبعا باسم الدين والأخلاق والتقاليد البالية !



من الناحية النظرية، سواء بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة المنبثقة عنها، أو بالنسبة للمنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية، توجد المواثيق، وتعقد المؤتمرات، وتجري الفعاليات الكثيرة المطالبة بحماية المرأة (والمدنيين عموما) في زمن الحرب، وأثناء النزاعات. لكن من الناحية العملية، لا تعدو تلك المواثيق والمؤتمرات والفعاليات أكثر من حبر على ورق. وفي إحسن الأحوال محاولات للادعاء بأن الجميع مهتم ويعمل من أجل حماية المرأة وإيصالها إلى حقوقها المسلوبة.



ويظل المشوار طويلا لتحقيق حماية المرأة في زمني الحرب والسلم، وبعض ما ترنو إليه وما تستحق أن تنال من حقوق !



#عوني_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي للجندر خلال النزاع في سوريا: تعدد تجارب الن ... / خلود سابا
- البروليتاريا النسائية وقضايا تحررها وانعتاقها! / عبد السلام أديب
- الاغتصاب كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية / هيثم مناع
- المرأة الفلسطينية ودورها في المسار الوطني الديمقراطي / غازي الصوراني
- القانون الدولي والعنف الجنسي ضد النساء في الحروب / سامية صديقي
- الآثار الاجتماعية والنفسية للنزاعات المسلحة على المرأة / دعد موسى
- كاسترو , المرأة والثورة . / مريم نجمه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة - عوني صادق - المرأة العربية في زمن الحروب الأهلية