أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة - توفيق أبو شومر - أعداء النساء في عيد المرأة العالمي














المزيد.....

أعداء النساء في عيد المرأة العالمي


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5454 - 2017 / 3 / 8 - 07:57
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة
    


هناك أشكالٌ عديدة لجريمة عبودية النساء، للأسف، تشترك في هذه الجرائم نساءٌ كثيرات، فالنساءُ يضطهدنَ النساء، فحينما تستولي الأمهاتُ على مرتبات البنات العاملات، وتمنحها للذكور العاطلين عن العمل، هذه جريمة كاملة!
كما أنَّ هناك أمهاتٍ كثيرات يُرغمن البنات على الزواج قسرا، وهذه عبودية أخرى، تضاف إلى عبودة الأشغال الشاقة في البيت، الطبخ، والتنظيف، والرعاية، أشغالٌ أُلصقتْ بواجبات البنات، دون الذكور.
ما أكثر النساءَ اللاتي لا يثقنَ ببناتهن البالغات، ويرغمنهن حين الخروج، أن يصحبن الإخوة الذكور حارسين لهنَّ، حتى وإن كانوا أطفالا صغارا، هؤلاء نساءٌ يُرضعن أبناءهن حليبَ التمييز منذ الصغر! هناك أمهاتٌ يُردِّدن المثل الشعبي القائل: "البنات هَمٌّ إلى الممات" ويسعدن بتأنيب أبنائهن الذكور لبناتهن الإناث، حتى وإن كان الذكورُ أطفالا صغارا. وهن يميِّزن بين الذكر والأنثى في المصروف، وفي الأكل، واللباس، ولا يدافعن عن حق بناتهن في التعليم، ففي أسرٍ عديدة، أرغمتْ الأمهاتُ بناتِهن أن يقطعنَ تعليمهن، لمصلحة أبنائهن الذكور!
ما أبشعَ التمييز حين يكون صادرا من المرأة ضد المرأة!
منذ ثماني سنوات، أستعيد كتابا مهما، صدر في شهر سبتمبر 2009 اسمه، نصف السماء، لنيكولس كرستوف، وشيرلي وادون، حصل الكتاب على جائزة بوليتسر، الزوجان الكاتبان صحفيان في صحيفة نيويورك تايمز، أورد الكاتبان معلوماتٍ عن واقع النساء في العالم.
في صفحات الكتاب إحصاءٌ صادمٌ عن المقتولات من النساء، بسبب التمييز، والإذلال، والمرض، والاستغلال الجنسي، في إفريقيا وآسيا، مما جاء في الكتاب:
"إن عدد المقتولات من النساء خلال الخمسين سنة الماضية، بسبب اضطهادهن، واستعبادهن أكثر من كل القتلى في القرن العشرين كله"
نعم، ما تزال معظم النساء يرقصن في قيودهن حتى اليوم، فهنَّ في معظم مجتمعاتنا العربية يُحسبْنَ (شرف القبيلة)، ليس بالمفهوم الاعتزازي والفخري، بل بمفهوم الملكية، فالأنثى مِلْكٌ حصريٌ للذكر. رُسِّخَ هذا المفهومُ حينَ عَدِمَ العربُ العزةَ، والمنعة، والقوة، في نظامهم السياسي، والاجتماعي، بفعل عسف حكامهم وطغيانهم، فنفَّسوا عن ضائقتهم باضطهاد نسائهم، كما قال الكاتب، سلامة موسى، في كتابه، تحرير المرأة، لأنهن أضعف الحلقات!
في دولٍ أخرى، جرى (تسليع النساء)، أي، اعتبارهن سلعة تجارية، فهنَّ يُبعَنَ في سوق تجارة الجنس، وفي كثيرٍ من الدول الآسيوية تباعُ البنات الصغيرات في سوق النخاسة للجنس، يبيعهن الآباءُ في بعض القبائل لتسديد الديون! كما أشار كتابُ، (نصف السماء) .
أما النساءُ عند المتطرفين في الدين اليهودي، الحارديم، فهنَّ نجاسةٌ، المرأةُ مخلوقُ دَنِسٌ، يشكرُ المصلي الذكرُ ربَّه في صلاة الصبح، لأنه لم يُخْلَق امرأة، كما أنه لا يُجيز لها أن تحمل التوراة، أو أن تقرأ عباراتٍ منها، فهي عندهم كائنٌ بيولوجي، مخصصٌ للإنجاب، لذا يحرمون عليهن العمل، ويعاقبونهن بعد الإنجاب أيضا، فإذا أنجبتْ ذكرا، تظلُّ نجسةً أربعين يوما، وإن أنجبتْ أنثي، فالمدة مضاعفة، أي ثمانين يوما!
إن معظم المجتمعات القبلية الذكورية، التي تُؤمن بأن المرأة مخلوقٌ ناقصٌ، لن يُكتبَ لها التقدمُ، ستظلٌّ ترقصُ في قيودها العشائرية، رقصة المذبوح، قبل الفناء!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين اختفى هؤلاء؟
- الاستيطان فريضة دينية يهودية
- خرافات ألفية الجهالات
- فسيفساء فلسطينية منسية
- لا تأكلوا... كنافة بالدّبس
- اللغة العربية في غرفة الإنعاش
- بارانويا كاليغولا تصيب نتنياهو
- مرحلة ما بعد اليسار في إسرائيل
- لقطتان، لا تتشابهان!
- مطاعم الفنان كولوش
- ثلاث لقطات للضد
- صور من براءة الطفولة
- وصية، احرقوا تراثنا بعد موتنا!
- جهنم هي عيونُ الآخرين!
- مَن أيقظَ الوحشَ؟
- لا يحدث إلا في أوطان اليأس!
- هل التجارة خساسة؟
- الكلام المهموس مسموع
- أطباء آخر زمن!
- هل الزواج العربي زواج؟


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي للجندر خلال النزاع في سوريا: تعدد تجارب الن ... / خلود سابا
- البروليتاريا النسائية وقضايا تحررها وانعتاقها! / عبد السلام أديب
- الاغتصاب كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية / هيثم مناع
- المرأة الفلسطينية ودورها في المسار الوطني الديمقراطي / غازي الصوراني
- القانون الدولي والعنف الجنسي ضد النساء في الحروب / سامية صديقي
- الآثار الاجتماعية والنفسية للنزاعات المسلحة على المرأة / دعد موسى
- كاسترو , المرأة والثورة . / مريم نجمه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة - توفيق أبو شومر - أعداء النساء في عيد المرأة العالمي