|
ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للصراع الطبقي فى سوريا – النقطة 5 من الفصل الرابع من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 5452 - 2017 / 3 / 6 - 23:30
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للصراع الطبقي فى سوريا – النقطة 5 من الفصل الرابع من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ( عدد 30 - 31 / ماي- جوان 2016 )
" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".
( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).
====================================
" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . " ( لينين – مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة ) --------------------------- " يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع ." ( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو ) --------------------------------- " أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ." ( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ). ------------------------------- " إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية وإنكار حقيقتها العامة هو تحريفية. و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "
( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " 12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )
-------------------------------------
إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي-اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء.
( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني)
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية . ( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
مقدّمة : ما من شكّ فى انّ سلامة كيلة صار منذ سنوات قامة من أهمّ قامات " اليسار الماركسي " وقد لمع نجمه حتّى أكثر فى المدّة الأخيرة ليغدو إلى حدود من الوجوه الإعلاميّة البارزة فى الحوارات و المداخلات على الفضائيّات سواء عربيّا أم عالميّا ، هذا فضلا عن كونه ينشر المقالات فى صحف و مواقع أنترنت لها باعها و صيتها و يلقى المحاضرات فى عدد لا يحصى من المنابر الفكريّة و الثقافيّة . و قد تابعنا كتاباته لفترة طويلة الآن و إن بشكل متقطّع أحيانا ، لا سيما على موقع الحوار المتمدّن ، و كنّا من حين لآخر نشعر بالحاجة إلى نقاش مضامين مقالاته و كتبه و نهمّ بالقيام بذلك إلاّ أنّنا فى كلّ مرّة نكبح هذا الإندفاع لسببين إثنين متداخلين أوّلهما أنّنا لم نكن على إطّلاع كافى شامل و عميق بأطروحات هذا المفكّر و خشينا أن نسقط فى مطبّات و نفقد خيط الحقيقة التى عنها نبحث على الدوام أو أن لا نفيه حقّه و ثانيهما أنّ الرجل غزير الإنتاج و له عدد لا بأس به من الكتب و الحوارات و المقالات ما يقتضى دراسة أو دراسات معمّقة للإحاطة بها و الإلمام بمضامينها و من ثمّة ضرورة تخصيص حيّز زمني قد يمتدّ لأسابيع و أشهر للقيام بذلك و نحن لم نكن نملك مثل هذه الفسحة الزمنيّة . لذلك كان مشروع النقاش الجزئيّ أو الأشمل يتأجّل المرّة تلو المرّة ، دون أن نكفّ عن متابعة ما يؤلّفه سلامة كيلة و أن نسجّل ملاحظات عدنا إليها فى الوقت المناسب . و عندما حان وقت العمل على نقاش أطروحات هذا المفكّر إنكببنا على النهوض بالمهمّة بحماس و بنوع من التهيّب فى البداية و دام الإشتغال على هذا النقاش أشهرا – تخلّلتها تقطّعات – و كنّا و نحن نتوغّل فى هذا الحقل نزداد يقينا بأنّ ما ننجزه ضرورة أكيدة ذلك أنّنا نحمل و ندافع و ننشر و نطوّر مشروع الإطار النظري الجديد للثورة البروليتارية العالمية أي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، الروح الثوريّة الماركسية – اللينينية – الماوية المطوّرة و المركّزة على أسس علميّة أرسخ ، شيوعيّة اليوم ، و هذا المشروع يتعارض موضوعيّا مع مشروع سلامة كيلة لتجديد الماركسية و لم يكن من الوارد و المحتمل وحسب بل من الأكيد ، فى تقديرنا ، آجلا أم عاجلا ، أن يتواجه هذان المشروعان ( و غيرها من المشاريع ) فى إطار نقاشات و حتّى جدالات و صدامات فكريّة ليس بوسعنا توقّع مدى حدّتها الآن فالرهان ليس أقلّ من مستقبل الحركة الشيوعية العربيّة فى إرتباط عضوي بمستقبل الحركة الشيوعية العالمية . و قد أنف لنا أن خضنا الصراع مع تيّارات متباينة تدّعى الشيوعية فى مقالات و كتب نشرناها على موقع الحوار المتمدّن و بمكتبته و قد شملت البلشفيّة الجديدة و الخطوط الإيديولوجية و السياسيّة لعدّة أحزاب كحزب الوطنيّين الديمقراطيين الموحدّ و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب العمّال التونسي ، كما ساهمنا فى دفع صراع الخطّين صلب الحركة الماويّة العالمية و العربيّة بمقالات و كتب نقدت رؤية آجيث لعلم الشيوعية و تعرّضت بالنقد لخطوط مجموعات ماويّة سقطت فى مستنقعات القوميّة و الديمقراطيّة البرجوازيّة و الدغمائيّة . و تصدّينا لتشويه الماويّة و روحها الشيوعية الثوريّة على يد فؤاد النمرى و عرّينا جوانبا هامة من مشروعه البلشفيك إلخ. و نواصل فى هذا الكتاب الذى نفرده للخطّ الإيديولوجي و السياسي لسلامة كيلة ، مشوار إبراز حقيقة جعلناها عنوانا لنشريّتنا " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و الروح الثوريّة للماويّة كمرحلة ثالثة فى تطوّر علم الشيوعية المطوّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم . و " تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . " ( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .) فى هذا الإطار بالذات يتنزّل إذن عملنا هذا و ليس فى أيّ إطار آخر قد يخترعه البعض و يلصقونه بنا قصد تشويهنا و تشويه مقالاتنا و كتبنا . غايتنا هي المساهمة قدر الإمكان فى نشر علم الشيوعيّة و تطبيقه و تطويره للمساهمة فى القيام بالثورة البروليتاريّة العالميّة بتيّاريها و حفر مجرى جديد للتقدّم و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي ببلوغ هدفنا الأسمى ألا وهو الشيوعيّة على النطاق العالمي . و قد نأينا و ننأى بأنفسنا عن التهجّم على الأشخاص أو كيل التهم و الشتائم أو النقاش من أجل النقاش إن صحّ التعبير . جهودنا تنصبّ على تسليح الرفاق و الرفيقات و المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبيّة الواسعة بسلاح علم الشيوعية للتمكّن من تفسير العالم تفسيرا علميّا صحيحا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا . و لنا حقّ النقد ولن نتنازل عنه فالتنازل عنه يعنى ضمن ما يعنيه التنازل عن الماركسية بما هي ، فى جانب من جوانبها ، فكر نقدي . إلاّ أنّنا نسعى قدر الطاقة أن يكون نقدنا ملموسا ، دقيقا و علميّا معتمدين البحث عن الحقيقة مهما كانت مزعجة لنا و لغيرنا فالحقيقة وحدها هي الثوريّة كما جاء على لسان لينين و صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء كما ورد على لسان ماو تسى تونغ . و فى نقاشنا هذا ، لا مندوحة من عرض آراء سلامة كيلة عرضا مطوّلا فى بعض الأوقات يخوّل حتّى لمن لم يقرأ ما ألّف مفكّرنا تكوين فكرة ولو أوّليّة عن مواقفه لمتابعة النقاش( ونحن بطبيعة الحال ندعو إلى دراسة تلك الأعمال دراسة جدّية )، و لا مندوحة من تناولها بالنقد باللجوء إلى التحليل النقدي و التلخيص و تقديم البدائل طبعا باللجوء فى الكثير من الأحيان إلى مصارد ماركسية كلاسيكيّة و حديثة و هو ما سيجعل فصول الكتاب تزخر بالمقتبسات و الإستشهادات التى ليس من الممكن الإستغناء عنها فى مثل هذه الجدالات ؛ لذا نعوّل على سعة صدر القرّاء و نرجو منهم التركيز قدر المستطاع لأنّ التمايزات تخصّ من حين لآخر مصطلحات وجملا وصيغا وفقرات فى منتهى الأهمّية. ومثلما قال لينين فى "ما العمل؟ ": " ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له . فعلى توطد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية [ العالميّة ] لسنوات طويلة ، طويلة جدا." و يتضمّن كتابنا هذا ، أو العدد 30 و 31 من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " ، على الفصول التالية ، إضافة إلى المقدّمة و الخاتمة : الفصل الأوّل : " الإشتراكية و الثورة فى العصر الإمبريالي " أم عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟ 1- تحديد مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي لعصرنا الراهن 2- تشويه سلامة كيلة لتناقضات العصر 3- الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ولا هي" إتّحاد الأمم وتحالفها " 4- المنطلق الشيوعي : الأمّة أم العالم أوّلا ؟ 5- من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟ 6- خطّان متعارضان فى فهم الإشتراكية الفصل الثاني : " الماركسية المناضلة " لسلامة كيلة أم الروح الثوريّة المطوّرة للماركسية – اللينينية – الماوية ؛ الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟ 1- " ماركسية مناضلة " نكوصيّة و مثاليّة ميتافيزيقيّة 2- الماركسيّة منهج فقط أم هي أكثر من ذلك ؟ 3- المادية الجدليّة وفق رؤية سلامة كيلة أم المادية الجدليّة التى طوّرها لينين و ماو تسى تونغ و أضاف إليها ما أضاف بوب أفاكيان 4- الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب 5- عمليّا سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟ 6- تضارب فى أفكار سلامة كيلة : " حقيقة هنا ، ضلال هناك " الفصل الثالث : تقييم سلامة كيلة المثالي لتجارب البروليتاريا العالمية أم التقييم العلمي المادي الجدلي الذى أنجزته الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟ 1- غياب التقييم العلمي المادي الجدلي لدى سلامة كيلة 2- سلامة كيلة يتلاعب بلينين 3- سلامة كيلة يشنّ حربا تروتسكيّة و خروتشوفيّة ضد ستالين 4- سلامة كيلة يغفل عمدا حقائقا جوهريّة عن الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية 5- سلامة كيلة يشوّه الماويّة ماضيا و حاضرا 6- مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة و إضافات الخلاصة الجديدة للشيوعية الفصل الرابع : عثرات سلامة كيلة فى قراءة واقع الصراع الطبقي و آفاقه عربيّا 1- فى المعنى المشوّه للثورة و تبعاته 2- سلامة كيلة و الفهم المثالي اللاطبقي للديمقراطية 3- الثورة القوميّة الديمقراطية أم الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية ؟ 4- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للإنتفاضات فى تونس و مصر 5- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للصراع الطبقي فى سوريا 6- عن تجربة سلامة كيلة فى توحيد" اليسار " خاتمة الكتاب المراجع
الملاحق (2) ============================================================= - ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للصراع الطبقي فى سوريا : و هنا أيضا سنكتفى بأن نتناول بالبحث نقاط مدار خلاف و لها دلالتها . أ- أسباب الإنتفاضة : يولى سلامة كيلة عناية كبرى لتفسير أسباب الإنتفاضة فى سوريا ( لاحقا سيسمّيها ثورة ) فيصيغ أفكاره أحيانا فى قوالب ترشح منها نظرة مادية ميكانيكية إحادية الجانب فمثلا يصوغ فى " ضد الليبراليّة فى سوريا " الجملة التالية : " الانتفاضة التي بدأت منذ 15 آذار الماضي كانت نتاج هذا التحوّل الذي أفضى إلى "تنميط" الاقتصاد " . صحيح أن الماركسية تتوخّى المادية أساسا فى تحاليلها و تفكّك البنية التحتيّة التى تفرز البنية الفوقيّة و لكن هذا لا يتمّ ميكانيكيّا أي أنّه مثلما أعرب عن ذلك إنجلز فى صيغة شهيرة له بأنّ تلك العلاقة ليست ميكانيكيّة و إنّما " فى آخر المطاف " ذلك أن الواقع الإقتصادي هو أساس لا شكّ فيه للبنية التحتيّة التى تتناسب معها البنية الفوقيّة إلاّ أنّ للبنية الفوقيّة إستقلال نسبي و عليه لا يسفر كلّ تدهور فى الإقتصاد أو " تنميط " له ينخر فى عظم الشعوب و كذلك لا تسفر كلّ أزمة له آليّا إنتفاضة مثلما لا تنجم الثورة عن كلّ وضع ثوري . و فى السياق ذاته نذكّر بأنّ ماركس قبض على حقيقة و أعلنها على الملأ و مفادها أنّ الفقر لا يصنع الثورة بل وعي الفقر هو الذى يقوم بذلك . و كي نقرّب أكثر الفكرة نحيل القرّاء على عديد بلدان العالم التى تشهد نهبا و تفقيرا وتجويعا قد يفوقون ما تعرفه سوريا إقتصاديّا قبل الإنتفاضة على الأقلّ ، و مع ذلك ما جدّت بها إنتفاضات . و ما تقدّم يجرّنا إلى الإشارة و لو بشكل عابر إلى النظرة الإحاديّة الجانب التى تعانى من قصور تحليلي مفرط لدى مفكّرنا حيث يبرز العوامل الإقتصاديّة و كأنّها العوامل الوحيدة لتفجّر الإنتفاضة و الحال ليس كذلك فثمّة عوامل عدّة منها على وجه الخصوص العوامل السياسيّة فى المنطقة و عالميّا و ليس أقلّها ما شهدته بعض البلدان العربيّة من إنتفاضات . مفكّرنا لم يفقه شيئا من الحقيقة التى سجّلها ماو تسى تونغ بالكلمات التالية : " إنّ الأمور فى العالم معقّدة تقرّرها عوامل مختلفة . فعلينا أن ننظر إليها من جوانب مختلفة لا من جانب واحد فحسب ." ( ماو تسى تونغ ، " حول مفاوضات تشونغتشينغ " ( 17 أكتوبر – تشرين الأوّل – 1945) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الرابع ) ب- المسألة الدينية : و عند رصدنا لموقف سلامة كيلة من المسألة الدينيّة ، لاحظنا عدّة ثغرات منها إنكار مثالي لجوانب من الواقع المادي الموضوعي للصراع الطبقي فى سوريا و مردّ ذلك فى تقديرنا نزعته البراغماتية النفعيّة فى قراءة الواقع و مساعيه لجعله يتقولب فى قوالب كيلة النظريّة و يتماشى و أمانيه. و يتجلّى هذا مثلا فى سلوكه سياسة النعامة فى تناوله تأثير " الإسلاميين" فى الإنتفاضة فيتحدّث عن غياب البديل بشكل عام و يتجاهل البديل الإسلامي الفاشي قائلا : " إذا كان الوعي السياسي بما هو وعي البديل غائباً، فإن ما هو مرفوض من قبل المنتفضين واضح وأشير إليه في الشعارات كما أشرنا للتو." ( " عن دور الإسلاميين في الانتفاضة السورية " ). إنّه لم يستشعر الخطر الواقعي الملموس المحدق و بإنكاره دور الإسلاميين الفاشيين و تأثيرهم فى حركات و سكنات فئات هامة من المجتمع لا ينكر الواقع المحلّى الراهن فحسب بل يتغاضى عن فعاليّات ذلك التيّار و مخزونه تاريخيّا و فى صفوف الجماهير محلّيا و أيضا فى المنطقة و عالميّا و لا يقدّر حقّ قدرها قوّته المحلّية و المناطقيّة و العالمية لإسقاطه للعلاقة الجدلية بين المحلّى و المناطقي و العالمي وعلاقة التأثير و التأثّر بينهما . و لمّا إنتقل الإسلاميّون الفاشيّون إلى " أسلمة " المجتمع محا السيّد كيلة الدوافع الإيديولوجية و السياسيّة لهؤلاء و مشروعهم الإجتماعي الذى من أجله يقاتلون ليدين " إبتزاز بعض الدول الإقليمية " و" فرض " الأسلمة " فى تسمية الفصائل " ( و كأنّ الإسم لا ينطبق على المسمّى أو الإسم / الشكل على المضمون ) . و لعدم إستيعاب مفكّرنا لمدى أهمّية و تأثير الجانب العالمي فى عصرنا الراهن ( وقد فكّكنا هذا الأمر فى الفصل الأوّل من هذا الكتاب ) ، و سعيه الدؤوب بنزعة قوميّة ضيّقة لفصل الواقع السوري عن تفاعلات الواقع العالمي للنظام الإمبريالي العالمي ، لا يقدر على فهم ما حدث إلاّ ك " فرض الأسلمة " فيقول فى " الثورة و الإستعصاء الثوري فى سورية " مثلا : " بات العمل المسلح هو الشكل الوحيد تقريباً. لكن العمل المسلح يفرض الحاجة إلى التسلح، وإلى المال، وبهذا كان محتاجاً إلى التواصل مع معارضة الخارج (التي تمتلك المال، خصوصاً الإخوان المسلمين) ومع الدول التي تقول أنها تدعم الثورة (قطر والسعودية، وفرنسا وتركيا خصوصاً). هنا خضع العمل المسلح لابتزاز بعض القوى المعارضة، كما لابتزاز بعض الدول الإقليمية (السعودية وقطر)، الأمر الذي فرض "الأسلمة" في تسمية الكتائب. لكنه ربط وضع الكتائب بكليته بها، وبالتالي بسياساتها. فالتسلح يحتاج إلى المال الوفير والسلاح الكثير، وبالتالي إلى سند " خارجي ". فقد اصبحت الثورة فوضى بكل معنى الكلمة، خصوصاً بعد أن فرض المسلحون سلطتهم بديلاً عن سلطة الشعب، وباتوا يمارسون السلطة في مناطق سيطرتهم بدل قتال قوات السلطة . ومن ثم بات الجذب يسير نحو مركزة السيطرة لدى كتائب أصولية نتيجة امتلاكها المال وبعض السلاح (الذي كان يأتي من الخارج خصيصاً لها في الغالب). وأيضاً ترسّخ وجود تنظيمات مثل "دولة العراق والشام" وجبهة النصرة وأحرار الشام، التي هي امتداد لتنظيم القاعدة، والتي بات بعضها يحوّل الصراع إلى صراع في صف الثورة، حيث يفرض سلطته القروسطية المتخلفة الأصولية الشمولية على الشعب (داعش). وحيث اندفعت قوى أصولية أخرى لتشكيل "جيش الإسلام" من أجل إقامة "دولة الإسلام " . بمعنى أن التفكك والفوضى هما السمتان الأساسيتان الآن في الثورة، إضافة إلى انسداد الأفق نتيجة غياب الهدف (إسقاط النظام أو قيام دولة إسلامية)، وغياب الاستراتيجية التي تشير إلى كيفية إسقاط النظام. لا بد من التأكيد على أن الأفق العسكري فاشل، فليس من دعم "خارجي"، وليس من تسليح كافٍ يمكن أن يتوفّر." و من المذهل أن يصل الأمر بمفكّرنا الذى يؤسّس لماركسية يقول عنها مناضلة ( وهو فى مكان آخر يقرّ بحقيقة أنّ " من يمتلك القوة يمتلك القرار السياسي" ( " إيران ومصير سوريا " ) أو بتعبير آخر لماو تسى تونغ أنّ السلطة السياسيّة تنبع من فوّهة البندقيّة ) أن يعتبر مضيّ الإسلاميين الفاشيين الذين هم أعداء الشعب و النساء و للإمبريالية عملاء نحو " فرض سلطتهم القروسطيّة المتخلّفة الأصوليّة الشموليّة على الشعب " تحويلا للصراع " إلى صراع فى صفّ الثورة " . فهل هؤلاء القروسطيين المتخلّفين الأصوليين الشموليين " بكلماته هو جزء من الثورة ؟ أم هم من أعدائها ؟ و هل يتصوّر مفكّرنا أنّ يفرض هؤلاء الظلاميّين سلطة تقدّمية أو ثوريّة ؟ إلى هذه اللخبطة الرهيبة توصل القراءة المثاليّة لواقع الصراع الطبقي محلّيا و عالميّا و لجوهر ما يمثّله الإسلاميون الفاشيّون و لمعنى الثورة . و لعلّكم تفطنتم معنا إلى المطب الذى يقع فيه مفكّرنا الذى لم يفلح فى التحليل الملموس للواقع الملموس حين يؤكّد أنّ الأفق العسكري فاشل و الحال أنّ داعش و من لفّ لفّها أثبتت طوال شهور عكس ذلك وحين يؤكّد على ضرورة السند الخارجي لخوض الكفاح المسلّح . و نحن كماويّين لا نملك مثالا واحدا يفنّد إدّعاءات سلامة كيلة الباطلة هذه ومثاليّته الفجّة بل نملك عشرات الأمثلة الواقعية و منها على سبيل الذكر لا الحصر حرب الشعب الماوية فى الهند أين يعوّل الماويّون على أنفسهم و على الجماهيرالشعبيّة رئيسيّا للتسلّح و لخوض حرب الشعب . و فى مقال " من نقد السماء إلى نقد الأرض " نلفى سلامة كيلة يصبّ جام غضبه على نقّاد الدين و يعدّ نقدهم " موضة " " معاكسة لما أشار إليه ماركس " كاتبا : " أشير إلى ذلك نتيجة الميل الجارف الذي يجتاح اليسار والليبراليين إزاء “نقد الدين”، باعتبار أن داعش والنصرة والقاعدة بكل التطرف والتعصّب الذي يحكمها هي نتاج الدين. بالتالي عادت “موضة” التركيز على الدين، والميل إلى نقد الدين، لكن من منظور سلبي محدّد مسبقا، ينطلق من ممارسات تلك التنظيمات “الجهادية”. لهذا بات المسار باتجاه معاكس لما أشار إليه ماركس، فقد عدنا ننقد السماء بدل نقد الأرض." وهنا أيضا نلمس أنّ مفكرّنا لا ينى يجانب الحقيقة فماركس نقد الدين و إعتبره عن حقّ أفيونا للشعوب وناضل ضد الأفكار الدينيّة كجزء من نضاله ضد المثاليّة بأصنافها المتنوّعة . وهذا معلوم . وكذلك فعل إنجلز ولينين وستالين و ماوتسى تونغ. و هذا الصراع الإيديولوجي كان لا بدّ منه زمنهم و هو اليوم عالميّا و ليس عربيّا فحسب صراع بات ضروريّا خوضه لأسباب عدّة منها تغلغل التفكير الديني بصيغ معيّنة صلب حتّى من يطلقون على أنفسهم لقب الشيوعيين أو يقولون بأنّهم يعتنقون الشيوعيّة و طبعا بشكل كاسح صلب الجماهير الشعبيّة و منها كذلك الهجوم الشرس و المستمرّ للأصوليين سواء منهم الإسلاميين أو المسيحيين أو غيرهما فى البلدان العربيّة و عالميّا و فى الولايات المتّحدة الأمريكيّة عينها حتّى ، على الشيوعية و المادية الجدلية و العلم و المنهج العلمي و إستغلال الدين لتبرير الإستغلال و الإضطهاد و تأبيدهما . ( أنظروا مقالات ناظم الماوي على موقع الحوار المتمدّن و خاصة منها " إسلاميّون فاشيّون للشعوب و النساء أعداء و للإمبريالية عملاء " و " مزيدا حول الأصوليّة الإسلامية و الإمبرياليّة و النظرة الشيوعية الثوريّة للمسألة " ). حقيقة راسخة لدينا ما إنفكّ يبرزها الواقع المادي الموضوعي المعيش هي أنّ الشيوعيين خاصة و التقدّميين و الديمقراطيين عموما لم يخوضوا كما يجب معركة نقد الدين الذى يكبّل عقول و طاقات الجماهير الشعبيّة و جماهير النساء ، نصف السماء و لا بدّ أن يخوضوا هذه المعركة الإيديولوجيّة و السياسيّة إذا ما راموا نشر الشيوعية و جعلها الإيديولوجيا التى تقود الجماهير فى صنع التاريخ ، طبعا دون أن يعني ذلك " نقد السماء " فقط بل هو يعنى إلى جانب ذلك و فعلا نقد الأرض لأنّ القوى الأصوليّة التى تعتمد الدين مرجعا و أساسا إيديولوجيّا و سياسيّا لها تحتلّ مساحات هامة من الأرض و ليس السماء فقط ( لمن له عيون لترى و لا يسلك سياسة النعامة و يغرق فى المثاليّة ). هذا من جهة، ومن جهة أخرى ، ثمّة علاقة جدليّة بين نقد السماء ونقد الأرض و من يدير ظهره لها يسقط فى الماديّة الميكانيكيّة . لعلّ براغماتيّة سلامة كيلة دفعت به إلى الدعوة إلى تخفيف حملات نقد الدين قصد دغدفة عواطف الجماهير المتديّنة و كسبها و عدم الدخول فى صراع معها . و الردّ على ذلك بسيط من منطلق شيوعي ثوري . بلا أدنى شكّ أنّ الجماهير الشعبيّة فى حاجة إلى فهم الواقع فهما علميّا كي تتمكّن من تغييره تغييرا شيوعيا ثوريّا خدمة لتحرير الإنسانيّة جمعاء . و فى غياب هذا الفهم العلمي و دونه ستظلّ أوسع الجماهير تحت رحمة الإيديولوجيّات الرجعيّة التى عملت و تعمل و ستعمل على تأبيد الإستغلال و الإضطهاد و ليس على إجتثاثه و قد أصاب لينين حين أكّد أنّه إمّا إيديولوجيا البروليتاريا أو إيديولوجيا البرجوازية بشتّى ألوانها فى عصرنا هذا . و نسأل مفكّرنا إذا لم يكن الآن من أوكد الضرورات نقد الدين نقدا للسماء و الأرض معا كون الإسلاميين الفاشيين بكلماتك التى وثّقنا أعلاه " يفرضون سلطتهم القروسطية المتخلفة الأصولية الشمولية على الشعب " فمتى ؟! إنّ تحرير العقول معركة أساسيّة قد تصبح رئيسيّة فى مرحلة ما و يالها من معركة فى حرب ضروس فى إنتظار الشيوعيين بخاصة كجزء من النضال على الجبهات الثلاث النظرية و السياسيّة و الإقتصادية و فى إرتباط بهدف الثورة و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد و دون خوضها كما يجب و كسبها - فى أوجه منها على الأقلّ – ليتبوّأ العلم عامة و علم الشيوعية خاصة التى يستحقّها ، لن تحقّق ثورات تقودها الشيوعية الظفر و تغيّر الإنسان تغييرا عميقا و تكون غايتها الأسمى الشيوعية على المستوى العالمي . ت- الموقف من " الثورة فى سوريا " ؟ أن يصدر عن ماركسي يزعم بثّ الوعي الثوري فى أوصال الحركة الشيوعية العربيّة الغارقة إلى العنق فى أوحال التحريفية رئيسيّا و الدغمائيّة ثانويّا الموقف الآتى ذكره أمر صادم حقّا و يعبّر لا عن فهم ماركسي بل عن نزعة برجوازية قوميّة ضيّقة ملازمة لكاتبنا العربي لا غير : " اليسار الحقيقي هو من يقف مع الثورة السورية لأنها مفصل التحوّل العالمي، والصراع مع القوى الإمبريالية القديمة والجديدة، ومع النظم والأحزاب المغرقة في الأصولية والتخلف ومع الرجعيات العربية التي تريد إجهاض الثورة. " ( " لماذا يسيطر الإسلاميون؟ لكن أين اليسار؟ " ) " الثورة " ( فى الواقع الموضوعي الإنتفاضة لا أكثر ) السوريّة التى " أصبحت ... فوضى بكلّ معنى الكلمة " كما رأينا فى الفقرات السابقة ( " الثورة و الإستعصاء الثوري فى سورية " ) " مفصل التحوّل العالمي، والصراع مع القوى الإمبريالية القديمة والجديدة، ومع النظم والأحزاب المغرقة في الأصولية والتخلف ومع الرجعيات العربية التي تريد إجهاض الثورة." ما هذا ، يا سيّد كيلة ؟! ما هذا يا مفكّرنا ؟! هذه الفوضى حسب عباراتك هي مفصل التحوّل العالمي ، هذا معناه ليست لنا عقول ، مستعيرين كلمات لأبى العلاء المعرّى . هذه " الثورة " التى لا تمتلك بديلا " والتغيير لا يتحقق إلا عبر امتلاك بديل للطبقة المسيطرة " ( "عن طبيعة الإخوان المسلمين والتحالف معهم - نقاش مع الاشتراكيين الثوريين ") ، هذه " الثورة " التى لا تمتلك إستراتيجيا " تشير إلى كيفية إسقاط النظام " (" الثورة و الإستعصاء الثوري فى سورية " ) - و ما إلى ذلك كثير و كثير جدّا - ، تصبح " مفصل التحوّل العالمي ". لا شيء يوصل إلى هكذا هراء خلا المثاليّة و البراغماتيّة و النزعة القوميّة الضيّقة . بمثاليّة فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، تمسى إنتفاضة ثورة ثمّ تمسى الثورة المدّعاة و التى لا بديل لها و لا إستراتيجيا مفصل التحوّل العالمي ! داء براغماتيّة جلب المساندة بكلّ السبل حتّى قلب الحقائق رأسا على عقب هي التى زيّنت لمفكّرنا النفخ فى مدى أهمّية هذه الإنتفاضة . و بنزعة قوميّة لا يحسد عليها يجعل السيّد كيلة بؤرة الصراع الطبقي العالمي فى سوريا حصرا و محوريّا و يتناسى حرب الشعب الماوية فى الهند مثلا و لها بديل و إستراتيجيا و عقود من الكفاح المسلّح و يقودها الشيوعيّون الماويّون و الهند تعدّ أكثر من مليار و عشرات الملايين من البشر ومع ذلك لم ينعتها الماويّون ، على حدّ علمنا، بأنّها مفصل التحوّل العالمي . حرب الشعب الماوية فى الهند ذات العمق الشعبي المشهود له و التى تلقى دعما بات عالميّا معروفا لا أهمّية لها و بالكاد يعرّج عليها إن تمّ التعريج و إنتفاضة " فوضى " لا بديل لها ولا إستراتيجيا ترفع إلى السماء لتتحوّل بضربة ساحر إلى مفصل التحوّل العالمي . شيء مذهل ! و قد كذّبت و لا تزال تساقطات واقع الصراع العربي محلّيا وعالميّا تهافت آراء كيلة المثاليّة هذه المصبوغة بصبغة براغماتية مستفحلة و نزعة قوميّة ضيّقة واضحة جليّة . صحيح أنّ لينين و ستالين و الأمميّة الثالثة قد رسموا خطّا سليما فى التعاطي مع حركات التحرّر و الموقف الشيوعي منها و قد دعوا لمساندتها و دعمها لكنّهم إشترطوا بوضوح أن توجّه هذه الحركات ضربات للإمبرياليّة و أيضا و بصفة خاصة أن تفتح الطريق و لا تقمع تطوّر الحركة الشيوعية . وقد عانى الشيوعيون عبر العالم و عربيّا من التأويل المغرض لهذه الشروط أو التلاعب بها أو تناسيها و ذاق الشيوعيون المصريّون الأمرّين على يد نظام عبد الناصر الذى كانوا ساندوه فى فترة ما و كان الشيوعيون السوريون و العراقيون و بخاصة الذين لم يركعوا للأنظمة القومية ضحيّة الإغتيالات و السجون. لقد أخطؤوا لأسباب ليس هنا مجال الخوض فيها بالتفصيل ودفعوا ثمن خطئهم دما و دموعا و تشريدا . فهل يريد السيّد كيلة مجدّدا من الشيوعيين أن يساندوا قوى رجعيّة صراحة أو قوى تدّعى الديمقراطية لا لشيء إلاّ لكونها تعارض النظام القائم ؟ و فى الواقع و ما سجّله التاريخ موضوعيّا هو أنّه حينما فجّرت التحرّكات الشعبيّة الإنتفاضة ضد نظام الأسد فى سوريا ، لقيت مساندة عالمية من القوى الثوريّة و التقدّمية غير أنّه عندما ركبت التيّار أو إستغلّته و صارت تقوده منظّمات و أحزاب رجعيّة أصوليّة دينيّة و طائفيّة وباتت " الفوضى " هي السائدة و لم تبرز قوى ثوريّة حقيقيّة لها برنامج و إيديولوجيا ثوريين يتمّ القتال وفقهما و من أجل مشروع مجتمعى ثوري حقّا ، أضحى من الغباء السياسي فضلا عن الخطأ فى الخطّ الإيديولوجي و السياسي مساندة النظام كما يفعل البعض أو المعارضة التى تصبّ بشكل أو آخر فى خانة الإمبريالية و الرجعيّة و لا تعبّد الطريق بل تقمع أشدّ القمع الحركة الشيوعية . و من الغرابة بمكان أن ينكر كاتبنا العربي الجهود و التضحيات الأممية لرفيقات و رفاق من العالم قاطبة الذين إلتحقوا بقتال الظلاميّين فى كوباني مثلا . ================================================================
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للإنتفاضات فى تونس و مصر – ال
...
-
الثورة القوميّة الديمقراطية أم الثورة الديمقراطية الجديدة /
...
-
سلامة كيلة و الفهم المثالي اللاطبقي للديمقراطية – النقطة 2 م
...
-
فى المعنى المشوّه للثورة و تبعاته – النقطة 1 من الفصل الرابع
...
-
مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة و إضافات الخلاصة الجديدة للشيوع
...
-
سلامة كيلة يشوّه الماويّة ماضيا و حاضرا – النقطتان 4 و 5 من
...
-
دعوة إلى نقاش ردّ حزب الكادحين فى تونس على نقد ناظم الماوي ل
...
-
سلامة كيلة يتلاعب بلينين و يشنّ حربا تروتسكيّة و خروتشوفيّة
...
-
الإنتخابات الأمريكيّة و الديمقراطية و الفاشيّة : دروس و عبر
...
-
غياب التقييم العلمي المادي الجدلي لتجارب البروليتاريا العالم
...
-
عمليّا ، سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد
...
-
الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإح
...
-
تطوير ماو تسى تونغ للجدلية : التناقض هو القانون الجوهري للدي
...
-
المادية الجدليّة وفق رؤية سلامة كيلة أم المادية الجدليّة الت
...
-
- الشيوعية الجديدة : العلم و الإستراتيجيا و القيادة من أجل ث
...
-
الماركسيّة منهج فقط أم هي أكثر من ذلك ؟ - النقطة 2 من الفصل
...
-
- ماركسية مناضلة - نكوصيّة و مثاليّة ميتافيزيقيّة - النقطة 1
...
-
نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم - خطّان متعار
...
-
من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟- النقطة 5 من الفصل ال
...
-
الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|