نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1434 - 2006 / 1 / 18 - 09:55
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
أثارتني مقالة جميلة لرسام الكاريكاتير خضير الحميري نشرها في العدد الأول من مجلة ( هلا ) الشهرية والصادرة عن جمعية الفنون البصرية المعاصرة بعنوان (( كونكريت بلا حدود ))، حول ظاهرة العوارض الهائلة التي تقطع شوارع عاصمتنا الجميلة بغداد وكأنها اهرامات ميتة تجثو على خطوة الراغب بالسير أو التنزه أو الوصول بالوقت إلى مكان عمله .
لكن ليس كلما يتمنى المرء يدركه ..فالعوارض الكونكريتية التي تصنع أسوارا من الإسمنت بين المرأي والرائي حكمت بظروف أمنية قاسية تمر بها العاصمة وإلا حد هذه اللحظة لم تسمح تلك العوراض بالذين يريدون الجنة بواسطة الداناميت على عكس مقولة المسيح العظيم : الإنسان بناء الله ملعون من هدمه . وهاهم يهدمون أنفسهم بأيديهم في ظن يتعارض مع القيمة الحقيقة للجهاد أو طرد محتل أن تملئ جسدك بالبارود وتحرقه مثل موقد فلا تدري من يستوي فيه.. الخبز أم الأطفال الخارجون للتو من المدرسة .؟
فالكونكريت لم يفعل شيئا مؤثرا إزاء ما يحدث إنما هو عبارة عن فوضى للمكان تقتل هندسة عمران مدينة بناها المنصور لتكون زينة الدنيا . وهاهي الآن عبارة عن مدينة من هوس عادم السيارات وأرصفة الباعة وحدائق بدا الورد يذبل فيها بسبب الوضع الأمني الذي لا يرضى الآخر أن يجعله وضعا للحوار والمهادنة وقراءة الأمور بهدوء أن نفكر أن نبني بغدادا للجميع . بغدادا من يكتب فيها الشعر عراقيا ومن يزرع فيها عراقيا ومن يدافع عنها عراقيا .
أما هذه الكتل الجامدة والتي يقال إنها تأخذ من خزينة النفط العراقي ملايين الدولارات فعلينا أن نفكر بيوم قريب كي نزيلها ، فلقد وضعنا دستورا دائما للبلد ، ونحن على أعتاب الحكومة الدستورية الأولى ، وبدا الجيش والشرطة يتنفسان بعد أن يجد السعي في إعادة بناء هاتين المؤسستين التي اعترف فيها المحللون والخبراء العسكريون الأمريكيون أن الحاكم المدني العتيد بول بريمر أخطأ في حل الجيش العراقي فبذلك يكون الجندي والشرطي العراقي هو الحاجز الكونكريتي الذي يمنع الإرهاب وليس حاجز الكونكريتي الذي يسلب من بغداد الرائعة نصف جمالها . والنصف الباقي ذاهب بين طفح المجاري وزحام السيارات والقطع المبرمج ..فما لذي تبقى من بغداد أذن ؟
سلمتم وسلم العراق وبغداد
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟