مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 22:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يكشف قرار الرئيس ترامب ، بخصوص ، حظر بعض شعوب دول العالم ، دخول الولايات المتحدة ، عن حجم الكسل الذهني للإدارة الأمريكية الجديدة ، وهنا نلاحظ ، أن الرفض جاء من القضاء الأمريكي ، لأن ، الاحتجاج في مضمونه ، يعبر في حقيقة طابعه ، عن معظم المؤسسات التنفيذية ، وايضاً ، يظهر غضب لشخصيات ومؤسسات مدنية وعلمية ، جميعها تعتمد وتؤمن بالعقل الكفؤ ، الذي اعتاد على جمع المعلومات وتحويلها إلى معرفة ومن ثم يعتمد أرجحها ، من أجل أخذ القرار الأصح ، رغم اعترافهم أو تسليمهم ، بحدوث كثير من الاختراقات التى تحصل من حين إلى آخر ، وقد تكون المسألة ، أبعد من سياسات حزب الجمهوري التى تعتمد عليها إدارة ترامب ، لأن ، ترامب ومن يرسم سياساته ، انتقلوا أو بالأحرى ، يسعون بنقل الولايات المتحدة ، من التعقل إلى التصور ، وهناك فارق كبير بين المنطقتين ، فالتعقل ، يعني ، أن الجميع يعرف حجم القوة التى تمتلكها أمريكا ، بالتأكيد، هي الأكبر في العالم ، لكن ، خطورة التصور ، أن يعتقد المتصورون في حزب الجمهوري ، بأنهم من الممكن لهم النجاح بما فشل به هتلر ، بالطبع ، مع الفارق في الطرح والخطاب ، لهذا ، كان القرارين الذي اتخذهما ترامب بخصوص بناء جدار مع دولة المكسيك ، الفقيرة ، والتى تزوده بالايدي العاملة منذ توحيد الولايات المتحدة ، وبالتالي ، ضمنياً تُعتبر سوق عمالة بإمتياز للأمريكان ، وايضاً ، قرار حظر منع بعض شعوب العالم بدخول الولايات المتحدة ، دلالة ومؤشر كبيران على هذا الانتقال ، فالتصور ، هو العيش في الخيال ، والخيال ، يتيح للمرء فعل أي شَيْء ، حتى أنه يرى البشر،صراصير ، وبهذه الحالة ، مصيّر الصرصور ، سينحصر بين الإبادة أو الإشفاق ، وهنا ، ليس على الشعوب سوى الاختيار ، حتى لو كانوا مسالمين ، كَمَا هم المكسيكان .
خطورة ما يجري في الولايات المحتدة ، أنه صراع خفي بين المتعلم والجاهل ، وقد يكون أوباما مغادر البيت الأبيض ، تصرف كمتعلم وسياسي معاً، لكنه ، كان عاجز ، رغم أنه تصدى بمفرده للقوة الخفية التى تتحكم بسياسات الحكومة الفدرالية ، لهذا ، كانت فترته أشبه بالجمود والتخبط ، وكل ما سجله تاريخه السياسي ، خارجياً ، كان خالي من التغيّر ، بل هي محاولات في ظاهرها ، ناعمة ، أما في قالبها مدمرة ، جاءت عكسية ، بسبب عدم قدرته ، مواجهة أصحاب مشروع الهيمنة على العالم ، لكن الجاهل ، فهو صاحب قضية ، تماماً ، كما هو الرئيس ترامب ، وهنا الجاهل يتطلب جهدين وليس جهد واحد ، الأول ، مسح القضية المناقضة ، وثانياً ، تعليمه الحقيقة ، فهل بوسع السنوات القادمة أو هل هي كفيلة ، مسح وتعليم ترامب ، بأن هؤلاء ، بشر ، ليس صراصير ، هنا ، يكمن الخلاف بين التعقل والتصور ، وبين هذين المنطقتين ، الأميون ، ليس لهم أي علاقة بالمسألة ، لأنهم تخلوا عن تعليمهم فأصبحوا ، كاليتيم ، واليتيم ليس من فقد أباه فقط ، بل من تخلت عنه أمه وأباه مشغول مع الراقصة . والسلام
كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟