أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عودة الله - مدخلة إلى العنصرية















المزيد.....

مدخلة إلى العنصرية


محمد عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 17:59
المحور: المجتمع المدني
    


تعرف الأمم المتحدة العنصرية أو التمييز العنصري في القانون الدولي على أنه "أي تمييز أو إقصاء أو حظر أو تفضيل يعتمد على العرق أو اللون أو السلالة أو البلد الأصلي أو الأصل بغرض أو بتأثير إلغاء أو إعاقة الإعتراف أو ممارسة أو التمتع بالحريات السياسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية أو الثقافية أو أي مجال في الحياة العامة على أرضية المساواة في حقوق الإنسان".
ما يثير الانتباه هو انه التعريف لا يشمل التمييز على اساس الدين، مع ان الانسان يولد على دين ابويه وفي اغلب الاحيان لا يختار دينه، و بالتالي فانه هذا التعريف هو في احسن الاحوال ناقص ان لم يكن مشبوها، و بالرغم من انه يعفي الدول التي تمارس العنصرية الدينية من المسؤولية القانونية الا انه لا يعفيها من المسؤولية الاخلاقية.
تعتبر العنصرية انتهاك خطير لحقوق الانسان، فهي ظالمة و نقيض الانسانية، وهي غير عقلانية ولو كانت احيانا منطقية، وتبنى على الصور النمطية التي تصم مجموعة بشرية كاملة ، وهي تدفع ضحاياها الى الانتحار بينما تدمر ذاتها ، ففي الوقت الذي تطالب فيه القوى العنصرية ضحاياها بالاعتراف بتفوقها يحتاج الضحايا من القوى العنصرية الى الاعتراف بإنسانيتهم ، تعتبر المزاوجة بين العنصرية والقوة و مأسستها جريمة بحق الانسانية مثل نظام الفصل العنصري في فلسطين و المانيا النازية ، وهي تبدأ بالكلام البسيط و تنتهي بأبشع الفظائع .
ان ممارسة العنصرية على مجموعة بشرية يؤدي بها الى إستدخال الصور النمطية المرتبطة بالتمييز ضدها ، فمثلا يعمل الغرب بشكل مكثف على إستدخالنا للدونية اتجاهه وان يفهمنا اننا دون مستوى البشر من خلال الدعم السافر لجرائم اسرائيل العنصرية ضد شعبنا الفلسطيني و في نفس الوقت انكار الحقوق التاريخية و الانسانية لشعبنا مثل حق تقرير المصير وحق العودة وحق المساواة وحق العدالة وحق العيش بسلام ، و كذلك تجريدنا من آدميتنا بتصويرنا وحوش ارهابية غير بشرية ، فالفلسطيني حسب ما ورد في الاعلام الامريكي ضمن سؤال لابو عمار يرسل ابنائه ليقتلهم الجنود الاسرائليين ، ولسان حال الصحفية يقول انه جميع البشر يحبون ويحمون اطفالهم ما عدا الفلسطينين ، اذا الفلسطينيون ليسوا بشرا ، و الفلسطيني يفجر نفسه لانه عدو الحياة و السلام ويكره اليهود ، والفلسطيني مجنون اذ انه لا يملك أي مبرر منطقي لمهاجمة اسرائيل ...الخ من الصور النمطية المقززة في الاعلام الغربي عموما الذي لا يترك مجالا للشك بان اسرائيل تمثل الجوانب الانسانية والحضارية ، وهذا هو الغرب عموما الذي باسم الانسانية يشرعن جرائم ترتكب ضد الانسانية ويكشف عن حقيقته كشريك في الجريمة .
ان دفع العنصرية لضحاياها للانتحار تجلى في العمليات الاستشهادية والتي "صادف" ان حصلت بعد تبرئة الصهيونية من حقيقتها العنصرية في الامم المتحدة في التسعينيات القرن الماضي ، بعد ان غسلتها امريكا غداة انهيار الاتحاد السوفيتي ، مع ان الصهيونية لم تتغير في جوهرها ، و هذا يشير الى ان عالم تحكمه امريكا وحدها هو اشبه بغابة ولا قيمة فيه للانسان ، وخصوصا اذا كان دينه أو لون بشرته مختلفين عن تعريفات التفوق الامريكية .
ان العمليات الفدائية يمكن ان تستخدمها اسرائيل كمبرر لمنع بعض الفلسطينيين من دخول وطنهم وهذا خيار في احسن احواله عقلاني، اسرائيل منعت جميع الفلسطينيين من التحرك داخل وطننا باستثناء حملة التصاريح والهويات الزرقاء، المنطق الاسرائيلي يقول ان كل فلسطيني هو ارهابي حتى تتم تبرئته و هنا مربط فرس العنصرية ، انها نفس عنصرية ترمب الذي حظر السفر على مواطنين سبع دول اسلامية إلى أمريكا، ولا عجب ان اسرائيل لم تخفي احتفالها بنجاحه، هي نفسها عنصرية الحركة الصهيونية التي اعتبرت فلسطين " ارض بلا شعب لشعب بلا ارض" ، وهي نفسها عنصرية نيويت غينغريتش الذي انكر وجود الشعب الفلسطيني ، وهي نفسها عنصرية جورج بوش الذي اعتبر شارون رجل سلام بينما انتخب الاخير على اساس انه " جرافة"، وهي عنصرية توني بلير الذي اعتبر الاسلام دين ارهابي بينما يستقبل استقبال الاباطرة في بلداننا, العنصري دائما غير عقلاني والعكس غير صحيح .
بما ان العنصري لا عقلاني فانه لا يصح التفاوض معه بسبب بسيط ويشرح نفسه انه لا عقلاني ، انه مجنون ، خذ مثلا هواجس اسرائيل الامنية واحتياطاتها وضغطها على السلطة : الامن ، الامن ، الامن ، مع انه بلغة الارقام فنحن الفلسطينيين الذين تهدم بيوتنا ويحرق اطفالنا ونقتل على الطرقات ، كم صهيوني قتل في انتفاضة السكاكين؟ و كم شهيد فلسطيني سقط ؟النسبة اعلى بخمس اضعاف بين الفلسطينيين ، ان تسليم السلطة بمنطق الامن الصهيوني يعني القبول بالمنطق العنصري ان حياة مستوطن صهيوني معتدي اغلى من حياة الفلسطيني، والحقيقة ان العنصري دائما مهووس ان المضطهدين يخططون لشيْ ضده و ربما علينا ان نفعل ذلك ، انه من حقنا وواجبنا ان نعمل على اسقاط دولة اسرائيل ولكن ليس بشتى الطرق ( ليس بالتفاوض).
نسمع كثيرا تعبيرات مقززة مثل عرب جرب و أمة زبالة ، هذه الاقوال تعبر عن كره الذات أو استدخال العنصرية و اخدنا مؤخرا نرى إستدخال بعض قيادتنا لمثل هذه العنصرية كاللحن باللغة الانجليزية وعلى شاشة التلفاز، و إستدخال مفهوم الطفل الفلسطيني الارهابي حامل السكاكين ، ان من هو مريض بالدونية و يعبر عنها لا يستحق ان يقود الشعب الفلسطيني في معركة تحرره من نظام الفصل العنصري الاسرائيلي و الامريكي ، هؤلاء بحاجة الى علاج نفسي مكثف وهم لا يليقون بالشعب الفلسطيني الذي سبح الله لتضحياته وصبره على آلامه .
و كردة فعل على العنصرية ، يحدث ان يمارس الشعب الذي تم ويتم التمييز ضده العنصرية او ما يسمى العنصرية المعكوسة، فلذلك يسمع كثيرا بيننا تعبيرات عنصرية عن اليهود مثل ذاك يهودي او ابناء القردة ...الخ من التعبيرات المهينة في حق الانسان اولا وقبل كل شيْ ، واسرائيل تفضل ان يبدو الصراع ديني ونابع من معاداة اليهود على ان يكون الصراع حقوقيا واخلاقيا .

ان انهيار المشروع الوطني الفلسطيني بالدولة والاستقلال ادى الى تشظي الهوية الفلسطينية ونشوء هويات فرعية مجزوئة كالهويات الجهوية والطائفية والقبلية ، وما نشهده هو بداية تغلغل العنصرية في المجتمع الفلسطيني نتيجة للترويج الدؤوب لها على ايادي مشبوهة ومن هذه العصبيات العصبية ضد الشيعة ، على هذه العصبيات ان تتوقف ويجب ان تتم محاربتها لانها خطر على المجتمع الفلسطيني وعلى أي تجمع انساني.
ليس لدي ادنى شك ان الحب والمؤاخاة والعدالة والمساواة والسلام وارادة الحياة والاشتراكية ستنتصر مهما بلغ الظلام ومهما كانت الدرب شائكة والمعيقات جمة ، ان المعركة على العنصرية لا يمكن ولا يقدر الانسان ان يخسرها لانها ستعني نهاية البشرية التي قاومت وانتصرت على الكثير في سبيل وجودها ولن يهزمها الحقد والكراهية وشهوة الد ماء والتعصب، ولو كان لمثل هذا الشر ان ينتصر لما كان الانسان.



#محمد_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية والحرب على الارهاب
- أكذوبة اللوبي الصهيوني
- في منهاج العلوم الفلسطيني


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عودة الله - مدخلة إلى العنصرية