|
8 اذار يوم المرأة العالمي . واثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة
طارق رؤوف محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 09:38
المحور:
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة
ميثاق الأمم المتحدة الذي وقع في سان فرانسيسكو في عام 1945 أول اتفاق دولي يعلن المساواة بين الجنسين، مناسبة تحتفل بها المجموعات النسائية في العالم. وبهذا اليوم تحتفل الأمم المتحدة ايضا، وبلدان عديدة جعلته يوم عيد وطني. وتجتمع النساء من جميع القارات رغم الفروق العرقية واللغوية والثقافية والاقتصادية والسياسية، للاحتفال بيومهن هذا واستعراض تاريخ النضال من أجل المساواة والعدل.. المرأة تشعر ان وضعها لازال منقوص الحقوق في ظل سطوة التسيس الديني على المجتمعات ليس كطقوس عبادة بل كفكر وممارسة اجتماعية. وللتطور الصناعي في العالم واحتياج الإنتاج الى الايدي العاملة فكان لا بد من ادخال الايدي العاملة الانثوية الى الإنتاج وبدأت المرأة تعي انها تساهم مساهمة مباشرة في الإنتاج الصناعي وان لها دور لا يقل أهمية عن دور الرجل في المجتمع وبدأت تعي ذاتها في المجتمعات واخذت تناضل من اجل حقوقها. وابتدأت الحركة النسائية في القرن التاسع عشر في العديد من الدول، وركزت مطالبها الاساسية بتخفيض ساعات العمل والمساواة مع الرجل في الاجور ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. وفي عام 1975 أثناء السنة الدولية للمرأة، عمدت الأمم المتحدة إلى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 آذار/مارس. . وهو اليوم الذي كانت تحتفل فيه القوى اليسارية في العالم منذ عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945. وهو تذكيرا بمظاهرات عاملات النسيج في شوارع مدينة نيويورك في 8 اذار 1908 اللائي حملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورد". طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ومنح النساء حق الاقتراع. . وفي عام 1948 صدر الإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي أنصف المرأة وتنص المادة 2 منه:- ( لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود. )
وهذا القانون اثبت ان تطور الفكر البشري استطاع أنصاف نصف البشر في العالم.
لاكن الواقع العربي يجسد عجز بعض المجتمعات والحكومات عن استيعاب المرأة ككائن حر راشد هو تعثر الحداثة وإمعان في التخلف وإن الممارسات التمييزية المستندة إلى تقاليد وأعراف اجتماعية ما زالت قائمة ومؤثرة في مجالات عديدة ، فالقضاء على التمييز ضد المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين يتطلب بلوغ ما يتجاوز المؤشرات والأهداف التي التزمت بها الدول العربية كحد ادني ليرقى إلى مستوى المساواة الإنسانية والدستورية في أفضل مستوياتها ،إن هذا التمييز وألا مساواة في عالمنا العربي لم يعد يتلاءم مع عصرنا الراهن ، وأرجعت الأمم لمتحدة التعثر في مسيرة التقدم في منطقتنا إلى ثلاثة نواقص رئيسية وهي نقص إنتاج المعرفة ، نقص الحريات ، ونقص المساواة بين الإناث والذكور. إن المجتمع الدولي اعتمد اتفاقية القضاء على جميع إشكال التمييز ضد المرأة، واحترام حقوقها كإنسانة وكمواطنه باعتبارها حقوق كفلتها الشرائع السماوية وتضمنتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وبموجبها عالجت الكثير من التمييز وكفلت تمتع النساء بالحقوق والمساواة مع الرجل. ان الكوارث التي حلت بالمرأة خلال الحروب والنزاعات المسلحة في بلداننا العربية اثرت بشكل رهيب ومحزن على المرأة فقد نالها الظلم من الإرهاب والعصابات المنظمة والمليشيات الوافدة من الخارج الذي سبب لها جرحا كبير بفقدانها الزوج وألاب المعيل والابناء والاخوة حيث انفرط النسيج العائلي وتشردت المرأة ومن تعيله من أطفال وصبية بعيدا في خيم وإقشاش لا تقي من برد وحر بالإضافة الى حرمان أبنائها من وسيلة التعليم المدرسي وكل وسائل العيش الطبيعية الأخرى. ومن ماسي الحروب في العراق اغتصاب مئات النسوة اليزيديات من قبل داعش الإرهابية واخضاعهن بالقوة وقتل الكثير من الرجال، والكثير من نساء العراق وخاصة في المناطق التي سيطر عليها الإرهاب ظلمن بشكل غير انساني ووحشي، ومن خلال المعاناة اليومية اصبن بأمراض عديدة ومنها الحالات النفسية والاكتاب والخوف والتفكير بالمصير المجهول لها ولأبنائها ، بالإضافة الى تمزق نسيج عائلتها بالقتل والخطف والتشرد . ولا زالت الماسي الان في الموصل النسوة يصرخن للحصول على لقمة عيش لأبنائهن يناشدن العالم ان ينقذ الأطفال الرضع لفقدان جميع أنواع الغذاء الموت يزخف نحوهم وهم محاصرون ينتظرون خلاصهم على يد جيشنا الباسل. لا يمكن التعبير عن ألام ترمل اكثر من مليون امرأة في العراق بسب الحروب . ورغم قسوة ظروف المرأة العراقية لكنها بقيت متمسكة بوطنها وحافظت على الاسرة وكافحت طلبا للقمة العيش لإنقاذ أبنائها من المصير المجهول. وكافحت كل اشكال الحروب والطائفية والإرهاب والكوارث التي مست الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
#طارق_رؤوف_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم الحب ويوم القس فالنتين
-
الوطن العربي .. والاستعمار الجديد .. اهانة وامتهان ؟
-
المنافقون والمنافقات .. والمديح والمجاملات
-
الطفولة البائسة في العراق .. والمستقبل المجهول؟
-
الشباب ويوم السلام العالمي
-
داعش واسباب استيطانه ومجزرة الكرادة
-
الحب ويوم القس فالنتين
-
اين مجلس الامن، اين الأمم المتحدة اين الجامعة العربية، اين ا
...
-
تحرير الرمادي ؟
-
TIME الامريكية BYE BYE IRAQ THE END OF IRAQ
-
جرائم العصابات المنظمة تفضح صاحبها مهمه طال الزمن
-
حقوق المراة العربية وما تعانيه من اوضاعنا الان
-
مسؤوليتنا امام الارهاب باسم الاسلام
-
من يعيد مجدك يا بغداد
-
الدولة المدنية
-
اخلاء الموصل من سكانها الاصلين اخوتنا المسيحيين .. وتدمير ال
...
-
عراق السلام وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية
-
عيد الاب - الاحد الثالث من حزيران
-
متى نتعلم كشعب
-
الكذابون
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
الاقتصاد السياسي للجندر خلال النزاع في سوريا: تعدد تجارب الن
...
/ خلود سابا
-
البروليتاريا النسائية وقضايا تحررها وانعتاقها!
/ عبد السلام أديب
-
الاغتصاب كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية
/ هيثم مناع
-
المرأة الفلسطينية ودورها في المسار الوطني الديمقراطي
/ غازي الصوراني
-
القانون الدولي والعنف الجنسي ضد النساء في الحروب
/ سامية صديقي
-
الآثار الاجتماعية والنفسية للنزاعات المسلحة على المرأة
/ دعد موسى
-
كاسترو , المرأة والثورة .
/ مريم نجمه
المزيد.....
|