أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - كيف نصلح التعليم في العراق؟ دكتاتورية وادارات فاشلة














المزيد.....

كيف نصلح التعليم في العراق؟ دكتاتورية وادارات فاشلة


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 11:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس عبثا او ترفا عقليا او كلاما انشائيا للاستهلاك الذي ندعو اليه بل هو مشروع يستند الى الملاحظة والتجربة والمعايشة في تشخيص القضايا الملحة لتحديث المناهج وطرائق التدريس ، منطلقا من قاعدة علمية رصينة تسندها النظريات العلمية والتجارب العملية المطبقة في مختلف الجامعات الغربية حاليا.
لان الامر لم يعد خافيا ، فمستوى التعليم في العراق قد اخذ بالتدنى مع الوقت الى درجات حرجة ولا سيما التعليم العالي. وعلى وفق الناموس الطبيعي للحياة ، فالمفروض ان يتطور التعليم بتراكم الخبرة والتجارب والبناء المتواصل لكن الحاصل مع الاسف الشديد هو ان مسيرة التعليم تسير بالاتجاه المعاكس نحو المجهول. ان اصلاح التعليم لا يتطلب معجزة لكي نشرع بطرق صحيحة ومنهجية باصلاحه و التي – حتما - ستتطور مع الزمن لنرتقي بمستوى التعليم في العراق الى سابق عهده ان لم يكن افضل منه. لاننا اليوم نعيش في بحبوحة من الحرية الفكرية والاعلامية التي تسمح لنا ان ننتقد النظام التعليمي فضلا عن السياسي.
واذا اردنا ان نقارن بين حقبتين على وفق معادلة (ما قبل – ما بعد) سقوط النظام في العراق يتضح ان لكل مرحلة ايجابياتها وسلبياتها لكنهما يشتركان بسمة واحدة قد تهدد النظام التعليمي وتسبب في تخلفه وتراجعه ، تلك هي المركزية التي تعد شكلا من اشكال النظام الدكتاتوري. فكل شي يتعلق بالتعليم بدءا من اقرار المناهج الدراسية وانتهاء برسم سياسات التعليم تتم صياغته في المركز ويتم تنفيذه في الاماكن الاخرى واذا ما تم استدعاء المسؤولين عن التعليم في المحافظات لاخذ ارائهم حول تلك الامور فان حضورهم ومقترحاتهم سيكون مصيرها الاهمال بدلالة ما ينقله الذين يحضرون اجتماعات تعديل المناهح الدراسية.
نعم لقد سقط النظام الدكتاتوري بمعنى انه قد فقد السلطة لكن الفكر الدكتاتوري والتصرفات والسلوكيات الدكتاتورية لازالت تعشعش بالمؤسسات والمرافق الحيوية في البلاد بل لقد تعزز دورها في ظل تشظيات الدكتاتورية المركزية السابقة الى دكتاتوريات ومحميات صغيرة. وقد لا اكون مبالغا اذا قلت : ان احد الاسباب الرئيسة وراء التدهور السريع للتعليم هو سيطرة الجاهل المطيع الوادع الذي يتنعم بخيرات المنصب ومميزاته والصادح بتمجيد سيده الدكتاتور الاكبر على المفاصل المهمة في التعليم العالي. قطعا هذا الجاهل الصاعد الى مكان لا يستحقه سيكون اداة طيعة بيد سيده الامر الناهي وما اكثرهم.
نعم لقد تخلصنا من الحكم الدكتاتوري شكليا ولكن مع الاسف الشديد ان الثقافة الدكتاتورية لازالت تحكم نظامنا التعليمي وتحتكر اتخاذ القرارات وتصادر حقوق الكفاءات الاخرى . نحن نعيش في ازمة حقيقية حيث كل الاطراف تتهم بعضها البعض بالقصور، لكن الطالب وحده يمكن ان يخرج من دائرة الاتهام لاننا تلقيناه غضا فقومناه معوجا . لقد بات الامر محزنا وموجعا ونحن نرى كيف تتم عملية تحطيم القدرات الشابة والطاقات الكامنة لشبابنا في الجامعة بعدما تحولت الجامعة الى مكان للاسترخاء والاستمتاع بقضاء الوقت في اروقتها لان النجاح السهل بات مضمونا بحمد الله !
كنا في زمن الطاغية نشكو من قلة الدخل الشهري للاستاذ الجامعي ومع ذلك فقد كنا نعمل لساعات اطول وبتفان اكبر. أما اليوم فقد تزايد عدد الاساتذة الى الضعف وازدادت مدخولاتهم الشهرية اضعافا ولكن قلت ساعات الدوام ووهنت العزيمة فاصبح الاستاذ الجامعي والطالب معا يبحثان عن الاسترخاء !
ربما يطرح سؤال : لماذا هذا التفاوت في العمل بين الحقبتين؟ فاقول : كنا نعمل بوازع من الضمير وحبا في المعرفة وخشية من النظام . واصبحنا اليوم في زمن الحرية لانخشى احدا فالدخل مضمون ونظام العقوبات غير مفعل في غياب شبه تام للضمير. ثم ماذا ننتظر من المسؤول الضعيف علميا واداريا غير تمشية الامور والقول : "يامعود هي خربانة!"
انها جرائم خطرة باتت تقترف بحق التعليم لا تقل خطورة عن الفكر الداعشي ولكنها غير مرئية بشكل يلفت النظر حيث اعتادت الناس على مشاهدتها والتاقلم معها يوميا ، ولكن الذي يأتي من بيئة علمية وادارية مختلفة ولا سيما من الغرب يشعر بهول الخطر والنسبة الهائلة من التفاوت بين مستويات التعليم هنا وهناك. ارجوكم ، لا تبرروا فشلكم بالوضع الامني والمادي وكونوا منصفين وموضوعيين ولو لمرة واحدة واعترفوا بذنبكم وقولوا : نحن مقصرون لاننا لا نمتلك الرؤية ولا القدرة ولا الامكانية التي يمكن ان نستغلها في الحد من التدهور الحاصل. لان مشكلة التعليم في العراق ليست مالية ولا امنية انما هي بالدرجة الاولى مهنية ، ادارية.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نصلح التعليم في العراق؟ اجراءات فيما يتعلق بالمناهج الدر ...
- كيف نصلح التعليم في العراق ؟ الاطار العام
- كوربن وخطابه السياسي: سعي نحو المثالية ام انعكاس للواقع
- ليبق (مول) الكرادة نصبا تذكاريا لتجسيد المأساة
- مملكة الأعراب الراعية الاولى للإرهاب
- النظام السعودي وصورته في المجتمع الغربي
- الفرق بين الاسلام الشيعي الفارسي والوهابي السعودي
- وسائل الاعلام الحديثة ودورها في ايقاظ الضمير الجمعي
- (السُنة) مصطلح وضعه عمر بن الخطاب
- اكلت يوم اكل الثور الابيض!
- الفنانة حنان شوقي : لماذا المحترم يقعد في بيته ؟
- استفيقي يا أمة الحرب و الجرب !
- خليفة ( نيوتن ) يطرد من ( كيمبرج )
- الاكاديمي المتحجر ديفيد كريستل !
- ثنائية الشيعة والسنة تكشف الاصل والمحاكاة
- خطاب ما بعد الأعراب : روايات الشيخ الأعرابي مثالا
- فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري
- الطلاب قادمون ..فهذا زمنهم وليس زمن الجاهلين
- يا وزيرنا الشهرستاني .. كن اديبا !
- حرب مؤجلة التعليم العالي تعجلها


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - كيف نصلح التعليم في العراق؟ دكتاتورية وادارات فاشلة