أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - امنعوا بناتكم من التعلّم!














المزيد.....


امنعوا بناتكم من التعلّم!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5451 - 2017 / 3 / 5 - 09:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ممنوعٌ على المرأة أن تخرج من بيتها للتعلّم. ولا، طبعًا، أن تخرج من بيتها لتُعلّم غيرها، إذا ما فاض اللهُ عليها من علمه ونوره ووهبها عقلا نَيّرًا. هذا ما أقرّه الداعية الإسلامي الشيخ محمد شوقي. وأضاف أن "المرأة لا تُعلّم إلا أبناءها، وزوجها، وفقط.” زوجها؟! "كيف يُعلّم ناقصُ العقلِ كاملَه يا شيخ؟!” هذا سؤالي للشيخ الجليل. ولكنه قد سبق بالإجابة حين قال في تصريحه إن دليله على جواز تعليم المرأة لزوجها هو أن إحدى الصحابيات قد قالت لزوجها وهو خارج من البيت: “اتقّ اللهَ فينا ولا تُطعمنا حرامًا!” فاعتبر فضيلتُه أن هذا القول الطيب من زوجة لزوجها هو غايةُ التعليم ومُنتهى الدرس!!
لن أتكلّم عن أحادية التفكير التي جعلت الشيخ يسمح بتعليم المرأة للزوج بسبب تلك الواقعة الجميلة، التي لو لم تحدث لا قدّر الله، أو لو حدثت ولم يعلم بها الشيخُ، لكان حرّم أيضًا نصيحةَ الزوجة لزوجها باتقاء الله! هذا هو "الحفظ" دون التقاط "روح" الفكرة. إن كانت صحابيةٌ ما قد طلبت من زوجها عدم التأخر عن موعد الغداء مثلا، لكان الشيخُ قد أخبرنا بجواز أن تطلب كلُّ نساء الأرض هذا الطلب من زوجها، وإن لم تحدث الواقعةُ، فلا يجوز ذلك! لن أسأل الشيخَ عن السيدة عائشة رضي اللهُ عنها، التي علّمت المؤمنين أربعين عامًا بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام. لأن الإجابةَ جاهزة: “ما يجوز لزوجات الرسول لا يجوز لغيرهنّ من النساء"! وكأن اللهَ قد خصّهن بعقل حرم منه نساء الأرض كافة! لن أسأل الشيخ عن "مريم الإسطرلابية" عالمة الفلك السورية التي لولاها ما عرفنا البوصلة التي يهتدي بها الملاحون في عرض البحر، ولن أسأله عن "ستيتة البغدادية" عالمة الهندسة والجبر التي لولاها ما عرفنا حجوم البنايات وعلم الكميات والمواصفات في الشأن المعماري، ولن أسأله عن "ماري كوري" عالمة الفيزياء البولندية التي لولاها ما عرفنا البولونيوم والراديوم وعلم الإشعاع الذي أنتج عشرات المخترعات والعلاجات الطبية، وبالطبع لن أسأله عن "هيباثيا" عالمة الرياضيات المصرية الإغريقية التي تكلم عنها "كارل ساجان" في كتابه "كوزموز"، (الكون)، قائلا: "هيباثيا هي البريقُ الأخير في شعاع العلم الساطع على العالم من مكتبة الإسكندرية، ولو أن المجالَ يسمح، لذكرتُ له مئات النساء اللواتي غيّرن وجه التاريخ وأعدن تشكيل خارطة العلم والأدب والفلسفة والفنّ، ولن أطلب من الشيخ إلقاء نظرة على نتائج الثانوية العامة خلال السنوات الماضية ليكتشف كيف تتفوق البناتُ على البنين في المواد العلمية، وغير العلمية، وأرجو ألا يصدمه هذا! لن أسأله تلك الأسئلة لأن الشيخ قد أجاب سلفًا بأن خروج المرأة من بيتها للتعلّم أو للتعليم يتسبب في الفتن. ذلك أن المرأة في نظره، ونظر أضرابه من الوهابيين ليست إلا "مركز غواية متنقّل" تثير الفتن والشهوات أينما حلّت وحيثما وقع خطوُها!
وهنا، يتحتم عليّ أن أشكر وزارة الأوقاف، التي لم تعبأ بتلك الترهات العنصرية الذكورية، وفتحت الباب للواعظات لتدريس علوم الدين في المساجد المختلفة على مستوى الجمهورية، لأن المرأة المسلمة لا تستحي أن تسأل امرأة غيرها في أمور دينها ودُنياها، على عكس ما تشعر به مع الوعّاظ الذكور.
مازلنا، للأسف، غارقين في اللغو العنصري الأجوف الذي دمّر مظلة الإنسانية حين نقول: "الرجل أعلى من المرأة- العربيُّ أكرم من الأعجمي- المسلمُ خيرٌ من غير المسلم" بينما العالم المتحضر يتقدم بثبات وهدوء دون حتى أن يعبأ بالتوقف برهة ليقول لنا: "نحن نخترع ونصنع، وأنتم تستهلكون، وتملئون الدنيا ضجيجًا أجوفَ."



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (6/6)
- إنهم يصنعون المستقبل
- تكفير داعش مسألة أمن قومي
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (4)
- طارق شوقي … نراهن عليك في رحلة -النكوص-
- ابسطوا قلوبكم مرمى للسهام
- احنا فقرا قوي!
- كاميرا خفية لضبط المعلّم الطائفي
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (3)
- زغاريدُ وحزامٌ ناسف
- دميانة … الزهرة رقم 29
- اتركْ طرفَ الخيط يا مُتطرّف!
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (2)
- سيد حجاب ... مُت ما شاء لك الموت
- بالأمس تعلمت شيئًا: مبروك عليكم السما
- وإن أصابتك ركلةٌ في أسنانك
- فرسان الإمارات … شهداء الإنسانية
- أُقبِّلُ قلبَك … رسالة شريهان
- رسالة إلى شيخ الأزهر من مصري مسيحي (1)
- حلم مريم


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - امنعوا بناتكم من التعلّم!