أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - أستحقاق وطني أم أنتخابي ؟














المزيد.....

أستحقاق وطني أم أنتخابي ؟


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1434 - 2006 / 1 / 18 - 10:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


" فرق تسد " سياسة استعمارية قديمة لا يجهلها رجال السياسة العراقيين الذين عرفتهم شاشات الفضائيات اكثر مما عرفهم شعبنا العراقي ، ومن خلال هذه السياسة تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ مخططاتها سواء في العراق او في منطقة الشرق الأوسط .

وبعد ان أدى الطاغية صدام حسين خدماته لأسياده وأولياء نعمته الأمريكان سواء في ضرب القوى السياسية الوطنية التقدمية العراقية وخصوصا قوى اليسار العراقي ، او بحربه المجنونة مع الجارة إيران ولثمان سنوات انهكت اكبر واغنى بلدين في المنطقة ، اصبح ورقة محروقة يجب التخلص منها ، واصبحت المرحلة الجديدة تتطلب مواصفات جديدة تنسجم وطروحات القرن الواحد والعشرين من الديمقراطية وحقوق الأنسان وغيرها .

وتنفيذا لهذه الأستراتيجية تم تشريع قانون " تحرير العراق" عام 1996 وتحت حكم الحزب الديمقراطي وتم رصد ميزانية بمبلغ " مائة مليون دولار " لتغطية ذلك ، وتسابق رجال السياسة في الحج الى واشنطن للتبرك بالجالس في البيت الأبيض الأمريكي وفي مقدمتهم الرافعين الصوت عاليا بـ " الأستحقاق الأنتخابي " وذلك لفوزهم " الساحق " في الأنتخابات الأخيرة .

في المؤتمرات التي عقدت في لندن وصلاح الدين والتي مهدت للغزو الأمريكي لبلادنا ، كان عراب هذه المؤتمرات السفير الحالي للولايات المتحدة الأمريكية في بغداد ، واقطاب هذه المؤتمرات هم أنفسهم فريق " السبعة " . من هذه المؤتمرات بدأ الترويج لتقسيم العراق من خلال بث سموم النعرات الطائفية والقومية ( شيعي ، سني ، كردي ) ، والحديث عن مكونات الشعب العراقي بمفاهيم الطائفية والعرقية ، وليس عن التيارات السياسية والفكرية ( الأسلام السياسي ، الليبرالية ، اليسارية ، الديمقراطية ......الخ ) .

ثم جاء مجلس الحكم ، فعزز ذلك ، ودق اسفينه عميقا من خلال تشكيلة الحكومة الأنتقالية ، وفي الأنتخابات الأولى تجسد الشرخ الكبير من خلال ما قامت به الأحزاب الطائفية والقومية من دعايات وممارسات عمقت من النزعة الطائفية والقومية واضعفت بشكل كبير الشعور بالمواطنة العراقية ، وساهمت حكومة القوائم الفائزة التي تشكلت بعد انتخابات 30 كانون الثاني 2005 بشكل كبير في التخندق الطائفي وحالة الفلتان الأمني بسبب سياستها الطائفية .

وجاءت انتخابات 15 كانون الأول 2005 الأخيرة لتزيد الجرح إيلاما والطين بلة ، فسياسيو مؤتمر لندن وصلاح الدين وزوار البيت الأبيض ، عادوا ليؤكدوا على طائفيتهم من خلال طروحات ان " هناك مكونات يتألف منها الشعب العراقي " والقصد واضح بهذه المكونات ، أي انهم يريدون تقسيم الشعب العراقي من خلال ترسيخ مفاهيمهم الطائفية " سني ، شيعي ، كردي" ، فلذلك لم ترد في تصريحاتهم مفاهيم " التيارات الفكرية والسياسية " ، والتوافق الذي تحتاجه المرحلة الصعبة التي يمر بها وطننا في نظرهم " قراءة سورة الفاتحة على الديمقراطية " ولذلك فهم يؤكدون على "حكم الأغلبية " ، وانطلاقا من طائفيتهم المقيتة فهم ينظرون الى مفهوم " الأستحقاق الوطني " بأنه " شعارا مزورا منافقا كاذبا " .

ان المرحلة الصعبة المعقدة التي يمر بها وطننا ، والمآسي التي تعرض لها شعبنا طيلة حكم البعث الفاشي، ورغم مرور اكثر من عامين ونصف من سقوط الصنم ولغاية الآن ولا تزال معاناة شعبنا متواصلة ، لابل تزداد تعقيدا ، وتزداد معها نهب خيرات بلادنا وينخر الفساد كل مفاصل الدولة العراقية ، ويستهتر الأرهابيون اكثر بحياة ابناء شعبنا ، وازمات الكهرباء والماء والوقود تتفاقم ، والفلتان الأمني يتعاظم رغم زيادة اعداد الشرطة والجيش ، واعداد الخطط الأمنية التي يصعب على المتابع عدها ، حتى غدا شعور المواطن بالأمن حلما.

كل هذا يدعو القوى السياسية العراقية الفائزة والخاسرة في الأنتخابات ، ان تجعل مصلحة العراق اولا واخيرا ، وان العراق للعراقيين ، وتتخلى عن انانيتها الحزبية ، وتبادر القائمة الفائزة بالأغلبية الأنتخابية لتشكيل حكومة وحدة وطنية فعلية حقيقية تضم كافة التيارات الفكرية والسياسية الأساسية في المجتمع العراقي ،أي لا حكومة طائفية اثنية " شيعية ، سنية ، كردية " ، حكومة تتمتع بالكفاءة والنزاهة وحب العراق ، حكومة قوية تستمدد قوتها من وقوف الشعب العراقي خلفها ، حكومة يكون هدفها الأول اشاعة الأمن والأستقرار ، واعادة هيبة الدولة ، وارساء قواعد دولة القانون ، والقضاء على الأرهاب المتأتي من المجرمين التكفيريين ومن عصابات الميليشيات الحزبية ، وايجاد المعالجات لمشكلة البطالة المتفشية والتي هي أس المشاكل والمولدة للكثير منها ، وليس آخرا توفير الخدمات والمتطلبات الأساسية لشعبنا .

فالتاريخ لا يرحم ، وهذا الطاغية صدام القابع في سجنه والمنتظر لحكم الشعب العادل بحقه ، خير عظة ومثال لمن لا يضع العراق وشعبه في المقام الأول ، ويغريه ما تراه عيونه ، فالزمن كفيل بفضح كل من يمارس الدجل والخداع بحق الشعب العراقي ، ومن فاز ولم يوظف هذا الفوز لخدمة العراق وشعبه فسوف يتحول سخطا عليه ، ولعل مظاهرات الناصرية درسا يستفاد منه



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي المواصفات المطلوبة لرئيس الوزراء العراقي القادم ؟
- لماذا حكومة وحدة وطنية ؟
- تجفيف منابع الأرهاب .. مهمة آنية لا تحتمل التأجيل
- سنمضي الى ما نريد
- كشف حساب ...!!
- ما هكذا تورد الأبل ...
- ماهو المطلوب من لجنة التدقيق الدولية ؟
- كيف سيكون الحال ؟
- العفالقة الجدد ... ثانية
- مفارقات انتخابية
- رحمة بالعراق
- العفالقة الجدد ...؟!
- هل المفوضية العليا للأنتخابات مستقلة أم مستَغَلّة ؟
- من هي القائمة البعثية ؟
- كويتب أم فتاح فال
- حليمه ..لن تتخلى عن عادتها القديمه
- من كان بيته من زجاج لا يرم بيوت الناس بحجر
- افتراءات مزعومه ومناقشه هادئه
- الحزب الشيوعي العراقي والتحالفات الأنتخابيه
- المتهم صدام حضوريا


المزيد.....




- يوم دامٍ في أوكرانيا.. لحظة انفجار ضخم في سومي بعد قصفها بصو ...
- مصدر لـCNN: ويتكوف أطلع مسؤولا مقربا من نتنياهو على محادثات ...
- -الكرش- الهندي: من رمز للمكانة الاجتماعية إلى قاتل صامت
- الحوثيون يطلقون صاروخيْن باليستييْن على تل أبيب وغارة أمريكي ...
- رغم القصف والدمار.. فلسطينيون يحيون أحد الشعانين في غزة
- قرقاش يعلق على لقاء محمد بن زايد مع الشرع
- الأمن الروسي يعتقل عميلين جندتهما استخبارات كييف في مولدوفا ...
- أكبر مزاد لملابس الأميرة ديانا
- ترامب سيطلب من الدول العربية أن تختار بين المعسكرين الأمريكي ...
- زيلينسكي يتعهد باستعادة -الأراضي المحتلة- لكنه يجهل الطريقة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم هداد - أستحقاق وطني أم أنتخابي ؟