أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أوكرانيات ساحة صباح الخياط














المزيد.....


أوكرانيات ساحة صباح الخياط


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5448 - 2017 / 3 / 2 - 13:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أوكرانيات ساحة صباح الخياط

في الحياة قد تلاقيكَ صدفة تشبه نهاية الفيلم الهندي ، شيء لم تتوقعه واحيانا هذه الصدفة تجدها غريبة فلا حساب لها ولا ميقات ولا تصور أنك ستشاهد ما كنت لا تتوقع أن تشاهده في يوم ما ، على اعتبار أن المقولة التي تقول : الصدفة خير من الف ميعاد هي من يسود في الذاكرة البشرية لما نتعرض له من مصادفات في الحياة ، ولهذا المعياد الغريب أن تجد نائب عريف ( فؤاد روشان مهاوش ) من سكنة مدينة الثورة والذي كان معي في كتيبة مخابرة الفرقة الثانية بكركوك محاطا باثني عشر فتاة اوكرانية كل واحدة تسرق العقل بجمالها وهو وسطهن يرتدي ملابس مزركشة مودرن ويؤدي اغنية مدبلجة من اغنيات بضاعة هذه الايام .
حدثت تلك المصادفة التي تشبه أسطورة مغلفة بقهقهة عالية في احد ضواحي العاصمة الاوكرانية كييف .
ولأني اعرف فؤاد جيدا فلم اخطيء وجهه الذي صبغه بشتى انواع المساحيق بالرغم من اني فارقته منذ اعوام . إلا انه بقيَّ بملامحه ( الملحة ) يمثل كما كان يقول الوجه الاقرب الى طين ضفاف هور الكحلاء حيث سلفهم القديم ومزارعشلب الشتا ، قبل ان يمنح الزعيم عبد الكريم قاسم الى والده الجندي اول مشاة روشان مهاوش بيتاً في مدينة الثورة، ليولد فؤاد مطلع الستينات وليصبح من اشد معجبين ومقلدين المطرب الريفي صباح الخياط . واعتزازا بهذا الصوت اخبرني فؤاد انه في نهاية الحرب سيفتح محلا للتسجيلات وفي ساحة صباح الخياط حتى لايفارق اسم وصوت المطرب الذي يحبه.
وعندما انتهت الحرب حقق فؤاد ما تمناه واصبح له محلا لبيع كاسيتات الاغاني في ساحة صباح الخياط ، ولانه كان صديقي ومن جعلني اضع صوت صباح الخياط الى قائمة مزاجي الغناني جنبا الى جنب داخل حسن ونجاة الصغيرة وام كلثوم وناصر حكيم فقد كنت ازوره كلما اجيء لبغداد بأيفاد رسمي او حضور المربد او عندما اجيء مع زوجتي لتراجع طبيب النسائية فؤاد حسن غالي في عيادته الواقعة بساحة الخلاني.
وفي كل مرة يشكو لي من شحة الزبائن الاناث لا
لأن واجهة محله لاتحمل سوى بوسترات صباح الخياط وسلمان المنكوب والرهط الاسطوري من مطربي الريف ، وتحدث لي ان امرأة اتت اليه ذات يوم وطلبت منه اشرطة سلمان المنكوب فتعجب سر محبتها للمنكوب .فردت عليه :لانني منكوبة مثله لقد ( جسحت ثلاث ) ازواج ، جميعهم ماتوا ، واحد في الحرب والثاني بصعقة كهربائية والثالث اعدموه لانه لايحب الرئيس ، والرابع على مشارف الموت فقد دهسته سيارة في ساحة صباح الخياط في الوقت الذي كان المنكوب يطلق نواحه من تسجيلاتك . هو اخبرني ذلك .لقد سهى مع صوت المنكوب الذي يعشقه ودهسته السيارة .جئت الان لانتقم من المنكوب بشراء اغانيه .اسمعها لمرة واحدة ثم اكسرها بيد الهاون.
ضحكت وقلت :دائما هنا شحة وفنتازيا في حياتنا وخاصة اؤلئك الذين يخرجون احياء من الحروب.
الآن فؤاد يغني ويصور اغنية من اغاني هذا الزمن .اغنية بائسة في كلماتها وموسيقاها ، فعرفت ان فؤاد تخلى عن عشقه لصباح الخياط وانه باع المحل سرقفلية وبالفلوس يصور هذه الاغنية ومن ثم يضيفها في سيرته الذاتية ويذهب بها الى واحدة من ملاهي عمان او بيروت ليقدمها لتشفع له ويصعد الى المسرح وقد اصبح صوته شائخا ونشازا ولكنه سيطرب السكارى والذي سرقوا متاحفنا وبنوكنا وحقول نفطنا.
تسألوني هل قدمت له نفسك له وعرفته بك ؟
اقول :انسحبت بهدوء ففي الموقف الذي شاهدت فيه نائب نائب عريف فؤاد يهز خصره بين البنات الاوكرنيات كرهت ان اسلم عليه واعانقه مثلما كنت افعلها يوم كنت ازوره في محلة بساحة صباح الخياط..



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الزهرة مناتي يغني في باريس
- دموع بنات الشطرة
- لماذا بكى دريد البطة ؟
- فقراء أور والخبز الكرواطة
- عافية ( حسين نعمة )
- معدان الوردة الهولندية
- كتاب التوراة في قضاء قلعة صالح
- أساطير الطور الصُبيّْ
- عندما يبوح حمام الدوح
- ماري المسيحية وشبوط المعيدي
- أطفال الأهوار والقاص المصري
- هل نحن عبيدكم أيها التيوس..؟
- المداعبة الايروتيكية والسياسة
- عندما يهاجمكَ القرد
- شوبنكن الالمانية ( أمازيغ وصابئة وايزيدين )
- حِينَ يُباعُ الشَرفُ بالترفْ
- يوم جعلنا الورد جنكيزخان
- القيامة عند الملكة فكتوريا ومعدان الجبايش
- خلطة سحرية لعشاء النمور
- ماركو بولو المندائي


المزيد.....




- القبض على -سفاح صيدنايا- ومقتل شجاع العلي في سوريا
- زيارة مثيرة للجدل: رئيس المخابرات العراقية يلتقي أحمد الشرع ...
- ماذا نعرف عن تعيينات الحكومة الانتقالية السورية الجديدة؟
- حقائب مهجورة وزجاج على الأرض.. هكذا بدا مطار صنعاء الدولي بع ...
- بولندا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتركيز على ا ...
- الدرك المغربي يداهم قرية ويحرر 19 شخصا كانوا محتجزين في ظروف ...
- شولتس يعلن اتفاقه مع ترامب على تنسيق المواقف بشأن النزاع في ...
- ريابكوف: موسكو ترى مؤشرات على انطلاق سباق تسلح جديد بالفعل
- الحوثيون يقصفون مجددا مطار بن غوريون
- أوروبا 2024.. هزيمة استراتيجية التصعيد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أوكرانيات ساحة صباح الخياط