أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وليد الحيالي - إغتيال المثقف














المزيد.....

إغتيال المثقف


وليد الحيالي

الحوار المتمدن-العدد: 399 - 2003 / 2 / 16 - 02:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                                                              
                                                                                                       

تزغر البلدان العربية بألاف المبدعين والمفكرين والمثقفين بأختلاف اتجاهاتهم واطيافهم ومللهم ونحلهم، يرقى العديد منهم الى مصاف متقدم من مبدعي العالم وبأنواع شتى من المعرفة الفكرية. ويشكل نتاجهم المعرفي مخزوناً ثقافياً لا يستهان به في سياق التطور المعرفي المعاصر.
الا أن المأساة في قضية الابداع العربي هي الانقسامات السياسية والايدلوجية التي طحنت الكثير من ابداعاتهم في ثنايا الصراعات والولاءات التي شهدتها البلدان العربية ذات النظم الشمولية وبخاصة في العقود الخمسة الماضية من القرن المنصرم، ولا زالت عجلتها تسحق المتبقي منه. رغم ان البعض منهم ذو الحظوة استطاع ان يحقق النجومية ليس بسبب ابداعه وحسب وانما اتقانه صناعة ثقافة التملق ومسح الجوخ لهذا المسؤول او ذاك المتنفذ، حتى اضحت اسمائهم تطالعنا كل يوم على صفحات الصحف اليومية او اللقاءات على الفضائيات العربية المحسوبة على امبراطوريات الاعلام من أصحاب الجاه والنعمة. اما المثقف والمبدع غير المحسوب على هذه الطائفة او تلك المله السياسية يعاني الاهمال والتهميش رغم غزارة نتاجه وابداعه الفكري الثقافي الذي ساقه بجهده ووقته وماله.
يدفعني للكتابة في هذا المضمار هدفاً لنقل الواقع في حدوده الواقعة، لأن الثقافة تتجاوز حدود الواقع الأليف باليقين النفسي لأن من يعاني الأشياء، ليس كمن يفهمها ويقررها. ان الصوت الداخلي الذي يعاني منه المثقفون المسحوقين هو أقوى من أصوات الهدير في الخارج، لأنه صوت مطلق، مبرم، لا يركد ولا يستكين وعالم النفس أقوى من عالم الطبيعة واذا كان العقل يوازن بينهما في برودته وبلادته، فان الانفعال يعرو هذه الموازنة بالاختلال ويطلق عنان النفس المكبوتة، المهزومة بين جدران الحس واعتدال العقل، بل انه صوت موتور مرتبط بأزمة النفس التي تعاني معاناة الوجود.
ومن ثم اليس الثقافة التي ينتجها الفكر الانساني النير هي ملك مشترك لكل البشرية، فاذا كان فيصل المثقف المستقل هي الثقافة لخدمة  الكل وللجميع وغير مخصصة لحاكم او حزباً. فاذاً فان فكرهم وابداعهم معنى من قبل الجميع. فهم أحق بالرعاية والاهتمام من لدن مؤسساتنا واحزابنا ومنظماتنا الديمقراطية ما دمنا قد ياسنا من حكامنا فلهم مثقفون ومبدعون يكرسون كل وقتهم لتجميل سياسة الحاكم ليعيشوا في نعيم دنياهم وهم مأزموا الضمير والاخلاق. نعم اني اقصد هؤلاء المثقفون الذين يسخرون كل وقتهم وجهدهم من أجل ابداع فكر يخدم الانسانية فهم يمثلون جزء من ضمير وتاريخ شعوبهم، مقمعون في بلدانهم او مهاجرون منفيون في بقاع العالم. تحديداً ذلك الطيف الذي اهتم بعلوم المعرفة العلمية، بعيداً عن الفهم القاصر بأن المثقف هو فقط الاديب او الشاعر او الفنان برغم من اهمية هذا الحقل الانساني الذي يتعامل مع المكانيين البشرية. فهذا الطيف الثقافي من المبدعين والمفكرين عانوا صعوبة الحياة وشظف العيش ومرارة الغربة وألم الا ابلاه فأنه من سخرية القدر والتاريخ يكون كل ما حول هؤلاء مدعاة للتنصل وعدم الوفاء.
لعل الذي تلمسته وعشته وسط العديد من هؤلاء في رحلة الاسفار والاغتراب الطويلة التي بلغت عقدين ونيف من الزمن جعلتني احاول ترتيب محطات ذاكرتي والتقاط العديد من الاحداث المؤلمة التي حلت بالعديد من المبدعين في ديار الغربة حتى البعض منهم غادرنا ولم نجد سبيلاً لدفنه بجمع المال اللازم لذلك، وهو يملك خزيناً هائلاً من المؤلفات والابحاث العلمية مكدسة في العديد من المكتبات العربية والبعض منها لم يجد طريقة للنشر.
بعد كل هذا هل يبقى الاهمال والتنصل حادثاً عادياُ يومياً روتينياً، هادئاً وعاصفاً، مثل الغربة والمنفى وتعاقب الفصول وجريان دجلة والفرات؟!..... ولكن ان يقيني مؤكداً بطلوع الفجر والنصر والحق وبرعاية وطن حر ديمقراطي.        
  



#وليد_الحيالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصادر الثقافه الذاتيه في ممارسات صدام حسين -الحلقه الاولى
- نداء من أجل الديمقراطية في زمن العولمة


المزيد.....




- مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا ...
- 100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
- رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح ...
- مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في ...
- -حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي ...
- -أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور ...
- رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر ...
- CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع ...
- -الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب ...
- الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وليد الحيالي - إغتيال المثقف