عمر سلام
(Omar Sallam)
الحوار المتمدن-العدد: 5447 - 2017 / 3 / 1 - 19:13
المحور:
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة
المرأة و الحرب
ان النساء والأطفال هم الحلقة الأضعف في الحروب، وتحديدا في المجتمع العربي، حيث المرأة منتقصة الحقوق، والأطفال لم يتلقوا الاهتمام والرعاية الكافية.
وفي الحروب تزداد مأساة النساء ويتحملن تبعات الحروب بكل اشكالها النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
في الحروب النظامية تسعى الدولة الى استثمار النساء في سد النقص في الايدي العاملة كما حصل في الحربين العالميتين الأولى والثانية حيث تضاعفت القوة العاملة من النساء في الدول الاوربية والدول المشاركة في الحروب.
وفي الدول العربية استثمرت النساء أيضا في الحروب النظامية، وساهمت المرأة بدور فعال في حروب مصر وسوريا ضد الكيان الصهيوني.
ولعبت المرأة الفلسطينية دورا إيجابيا في حرب التحرير الوطني الجزائري والثورة الفلسطينية.
اما في السنوات الأخيرة في الاحداث في العديد من البلدان العربية فقد تقلص كثيرا دور المرأة الإيجابي وأصبحت المتلقي الأول لصدمات تبعات هذه الحروب.
وازدادت مأساة المرأة والأطفال في ظل فوضى هذه الحروب، في ظل غياب كامل للمؤسسات الراعية للمرأة مع تعدد الفصائل المتقاتلة وتعدد تشريعاتها.
ولعب العامل الديني العامل الأهم في اضطهاد المرأة سواء في السلم ام في الحرب، وان كانت هذا الاضطهاد في الحرب أكثر ظهورا وتنوعا.
فأصبحت المرأة اما سبية او ثكلى او ارملة او اضرتها الظروف لبيع جسدها.
وفي مجتمع السيطرة الذكورية المستندة الى التشريعات والقوانين والأديان. وجدت المرأة نفسها لا حول لها ولا قوة الا الاستسلام لمرارة هذا الواقع، فازداد التكالب على حقوقها مدعما بفتاوي من رجال الدين لاستثمارها في امتاع الرجل.
في الحروب الأخيرة لوحظ غياب كامل لمؤسسات رعاية المرأة، وكثرت التقارير الصحفية التي تتحدث عن مأساتها ليس لإيجاد حل لهذه المأساة انما لاتهام هذا الطرف او ذاك بانه سبب مأساتها، وأصبحت مادة إعلامية بشعة للتعبئة السياسية وتوجيه الراي العام ضد أحد الأطراف.
ان مشكلة اضطهاد المرأة مستمرة في منطقتنا منذ مئات السنين سواء في السلم او في الحرب ولا يمكن حل هذه المشكلة بين يوم وليلة. وقبل كل شيء يجب ان تعي المرأة ذاتها وتعرف حقوقها وتعرف ماذا تريد، وهذا لا يمكن ان تقوم به المرأة وحدها دون مساعدة الأحزاب التقدمية التي تحترم المرأة وتناضل من اجل حقوقها.
وعندما تعي المرأة ان حقوقها لا يمكن ان تؤخذ وتصان الا في مجتمع مدني ديمقراطي لا تستند تشريعاته الى الدين عندها تستطيع ان تقف في المكان المناسب في الحروب، فسواء حملت السلاح ام لم تحمله فهي تكون قد أدركت انها جزء من مفتاح الصراع وجزء من مفتاح الحل، ولكن تكون مجرد ورقة ضعيفة يتقاذفها المتحاربون.
#عمر_سلام (هاشتاغ)
Omar_Sallam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟