|
حرق القرآن الكريم
نضال الصالح
الحوار المتمدن-العدد: 5446 - 2017 / 2 / 28 - 13:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حرق القرآن الكريم فتاة سلوفاكية، معروفة بنشر صورها الفاضحة على صفحات التواصل الاجتماعي , قامت قبل عدة أيام بتمزيق القرآن الكريم والبول عليه وحرقة . كل ذلك قامت بتصويره على فلم عرضته على الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي. قامت الشرطة السلوفاكية، فرقة محاربة الإرهاب، بالقبض عليها وإبداعها السجن في انتظار محاكمتها بعدة تهم وقد يحكم عليها بالسجن من ستة إلى عشرة أعوام. على أثر هذه الحادثة انقسم الشعب السلوفاكي إلى قسمين، قسم انتقد هذا العمل ودعاه مشينا ومعيبا ويعرض سلوفاكيا إلى خطر الرد الإرهابي من عناصر التنظيمات الإرهابية الإسلامية وكثير من أفرادها يعيشون في أوروبا وخاصة بين المجموعات التي لجأت إليها من سوريا وغيرها من البلدان العربية والإسلامية. القسم الآخر، بعضهم بخجل والآخر علنا، أعلن تأييده لما قامت به هذه الفتاة واعتبره عملا بطوليا يجب دعمه. وبذلك قامت عدة مجموعات بنشر صور القرآن بطريقة معيبة وكتابة انتقادات لاذعة عن النبي محمد وعن الإسلام والمسلمين ولقد انضم إلى هذه الجوقة مجموعات من دول أوروبية أخرى. ولقد قام بعض النواب في البرلمان السلوفاكي بطلب منع الدين الإسلامي واعتباره إرهابيا ولقد وصف أحد النواب عن الحزب اليميني المتطرف بوصف النبي محمد بالبيدوفيل لأنه تجوز عائشة ذات السبع سنوات. المسلمون في سلوفاكية قله وهم منقسمون على أنفسهم ومعزولون عن المجتمع السلوفاكي إلا عدد قليل منهم. المسلمون الأتراك لهم جامعهم الخاص ويصلي معهم قسم كبير من البوسنويين والألبان. أما العرب فكل مجموعة صغيرة لها مسجدها مع عدم وجود اختلاف فكري بينهم وجلهم سلفيون وهابيون ينهون صلاة الجمعة بالدعاء على المسيحيين والنصارى بالكلمات المعهودة التي نسمعها في معظم المساجد في العالم العربي والإسلامي. " اللهم شتت شمل النصارى واليهود واقطع دابرهم وشتت نسلهم" والمخابرات السلوفاكية وكثير من السلوفاك يعي ويعلم عن ذلك. طيلة إقامتي في سلوفاكية والتشيك، لم ألاحظ أي مشاكل بين المسلمين والسلوفاك، واللاجئون المسلمون من الدول العربية وحتى من أفريقيا، لم يكن يهتمون بسلوفاكية ولم يكن لهم أي رغبة في الهجرة إليها وكانت توجهاتهم دائما إلى ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبقية الدول الأوروبية الغربية. وكان التواصل الوحيد بين المسلمين والسلوفاك هو عبر محلات الشاورمة والحلويات التركية ومطاعم الحمص والفلافل. بعد ظهور داعش والنصرة وأخواتها وانتشار الإرهاب الإسلاموي في البلدان العربية ووصوله إلى بعض البلدان الأوروبية، بدأ الحذر والشك تجاه الجاليات الإسلامية، خاصة وأن بعض الجاليات الإسلامية في أوروبا كونت لنفسها مجموعات مغلقة على نفسها وبدأت تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية وقبول الزواج والطلاق حسب الشريعة الإسلامية، مما أثار المواطنين الأصليين المسيحيين وأثار فيهم الشعور بالقلق والخوف، فبدأ العداء تجاه الجاليات المسلمة وتجاه الإسلام يأخذ شكلا حادا. وبما أن مئات الآلاف من السلوفاك يعملون ويعيشون في البلدان الأوروبية الغربية والتي هي جزء من الاتحاد الأوروبي، انتقلت الحساسية من المسلمين والإسلام إليهم ونقلوها بدورهم إلى سلوفاكيا والتشيك ووصل العداء حدا بأن قامت دعوات لمقاطعة أكل الشاورما ومقاطعة المحلات التجارية للمسلمين. المسلمون هنا وكالعادة بدأوا بالاحتجاج على ما سموه بالإسلام فوبيا، ونسوا أن من ساعد على نشر هذا الشعور هم المسلمون أنفسهم، بسلوكهم العدائي تجاه المجتمع الذي يعيشون في كنفة وتحت حمايته. الغريب أنهم ينتقدون المجتمع "المعادي للإسلام" في الوقت الذي يدعون عليه في صلواتهم العلنية ويطلبون من الله، "الذي هو في رأيهم إلههم وحدهم بالضبط كاليهودية التلمودية"، أن يشتت شمل هذا المجتمع ويبيد أهله ويقطع نسله. يكفي أن تزور مدينة بيشتاني ومثيلاتها من مراكز العلاج الطبيعي في سلوفاكية وتنظر إلى مجموعات النساء القادمات من السعودية ومن بلاد الخليج العربي، في لباسهن الأسود الذي يغطي كل جزء من أجسادهن من الرأس حتى القدم وتراقبهن وهن يأكلن في المطاعم ومحاولة وضع اللقمة في فمهن حتى لا يكشفن عن جزء من وجههن، ليصيبك القرف والتعجب من وجود هذه المخلوقات في القرن الواحد والعشرين والغير معروف من هو تحت هذا الغطاء، هل هو رجل أم امرأة. لقد وصل حد التعنت عند بعض الزوار من السعودية وغيرها من الطلب من مسؤولي البلدية أن يمنعوا المواطنين من جلب كلابهم إلى حديقة المدينة لأن الكلاب نجسة وهذا يعرض زوار الحديقة من المسلمين من لمس الكلاب لهم وإصابتهم بالنجاسة. إنني أخشى وأتوجس بأنه إذا استمر المسلمون في القوقعة خارج المجتمعات الأوروبية التي يعيشون في كنفها و إذا استمروا بالمحاولات البائسة بنقل وتطبيق أفكارهم المغلقة على هذه المجتمعات، أن يأتي يوم تثور فيه هذه المجتمعات في وجههم ولن يكون ذلك في مصلحة أحد.
د. نضال الصالح
#نضال_الصالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السياسة بين النظرية والتطبيق
-
داعش وأخواتها لم تأتيا من فراغ, بل هما نتاج فكر مزروع في وعي
...
-
فتوى الإنقاذ
-
الضفدع
-
رسالة إلى العالم الغربي : تريدون مني أن أكون إرهابيا، سأكون،
...
-
لا مع المعارضة ولا مع الموالاة وإنما مع سوريا
-
الشهيد جحش عبد المجيد
-
حديث بين القبور
-
الضبع والمضبوع وسورية
-
ضياع في الزمكان
-
بين حكم الطبيب و حكم النصيب
-
عندما يكون الصمت موقفا
-
ضحايا نظام العولمة المالي، اليونان مثلا
-
مصر والإخوان المسلمون، إلى أين؟؟
-
المتخيل الجنسي في المخيلة الرجولية
-
ضيق الحبل واشدد من خناهموا
-
وجهة نظر مغايرة لما يجري في ليبيا
-
السيرك العربي
-
هل يمكن تطبيق الديموقراطية في ظل أسلمة الدولة؟ وهل الأخوان ا
...
-
الرأسمالية المتوحشة والإرهاب الوظيفي
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|