أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حواري لفائدة جريدة الأحداث المغربية















المزيد.....

حواري لفائدة جريدة الأحداث المغربية


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 5446 - 2017 / 2 / 28 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال:1
تعتمد حركة العدل والإحسان في نظرتها لمستقبل المغرب على الرؤى التي
تتبدى لأعضاء الجماعة، الأمر الذي يدخلها في مجال المعجزة، إلى أي حد
يتداخل العقلاني والخرافي في التدبير السياسي للجماعة..؟
معلوم أن الأسس العقدية للجماعة هي صوفية تؤمن بالكرامات والنبوءات وأن الوحي لم ينقطع وأن شيخهم يعلم الغيب ويرى مصير الناس وأرواحهم في البرزخ . هذه العقائد تهيئ الجماعة وأعضاءها للإيمان بالخرافة وضمنها الرؤى والأحلام ونبوءات شيوخها. بناء على هذا تستبعد الجماعة العقل وتستهجنه ولا تعتمده أداة لفهم الدين ، بل تنتقده وتحرض ضده وتعمل على تعطيله لأنه الأداة التي تفكر وتنتقد وتمنطق . وهذه الأدوات تتعارض مع منهج الجماعة في فهم الدين وفي التأطير وفي الاستقطاب . لهذا حارب شيخها الفلسفة والعلوم الإنسانية وكفرها وحرض ضدها مثلما فعل الغزالي. لقد جعل العقل تابعا وخاضعا للعرفان .وللتذكير ، فقد روجت الجماعة ، في مناسبات كثيرة، كثيرا من رؤاها وخرافاتها سواء حين كان الشيخ ياسين تحت الإقامة الجبرية وكيف كان أعضاء الجماعة يروجون أن الشيخ يخرج من منزله ولا يراه رجال الأمن ، وكان يخترق الجدران وهو يحضر في كل مكان وفي نفس الوقت ؛ كما روجوا رؤاهم وهذياناتهم من مثل أن الرسول (ص) كان يلتقي مع الشيخ ياسين ويدعو أتباعه للاقتداء به ،وكان يحضر مسيراتهم . وكانت نبوءة 2006 بحدوث "حدث عظيم" الحدث الذي كشف عن حقيقة الجماعة وعقائدها الخرافية .إذ كيف لجماعة أن تقود شعبا ودولة بالرؤى والنبوءات ، في الوقت الذي تقتضي فيه الممارسة السياسية اعتماد العقل والعلم في تدبير الشأن العام . فالرؤى والنبوءات تعطل العقل والعلم والديمقراطية .
السؤال:2
بعد فترة من التنسيق مع مكونات اليسار خاصة الاشتراكي الموحد، أفرزت
حركة20 فبراير قطيعة بين الجماعة ورفاق منيب، هل اكتشف اليسار أنه يتعامل
مع موقف ضبابي للجماعة التي تستغل الأحزاب في أجنذتها الخاصة..؟
حركة 20 فبراير كانت فرصة للكشف عن حقيقة مشروع الجماعة وإستراتيجيتها وتكتيكاتها . فحين التحقت الجماعة بالحركة ،اعتقد اليساريون بداية أن الجماعة تهدف إلى تقوية الحركة الاحتجاجية الشعبية بهدف دمقرطة الدولة ومواجهة الاستبداد وتحقيق الكرامة والعدالة . لكن ، تبين لفئة من اليساريين ، وخاصة الاشتراكي الموحد ، أن الجماعة لا تقبل بسقف المطالب التي رفعتها حركة 2 فبراير وهو الملكية البرلمانية ، بل طالبت بتجاوزه وترك السقف مفتوح للمطالب . وكانت الجماعة تهدف إلى جعل الحركة تتبنى شار "إسقاط النظام". وأذكر هنا كيف أن الأستاذ الساسي انتقد صراحة الجماعة قائلا بأن حافلة حركة 20 فبراير انطلقت ولها وجهة محددة ولا يحق لأي جهة ركبت الحافلة أن تغير وجهتها . ووجهتها وهدفها هو الملكية البرلمانية .حينها أدركت الجماعة أنها يستحيل عليها قيادة الحركة الاحتجاجة وتحويلها إلى ثورة شعبية تنتهي بإسقاط النظام ، فقررت الانسحاب من الحركة.
السؤال :3
لماذا ما تزال تلتقي مواقف جماعة العبادي مع حزب النهج دون غيره من التنظيمات..؟
حزب النهج يجمعه نفس الهدف مع الجماعة وهو تغيير النظام . وللنهج شعار "الضرب معا والسير على حدة"،أي لكل طرف خطه الإيديولوجي لكن يضربان معا النظام العدو المشترك بينهما . وهذا خطأ كبير من النهج الذي عليه أن يستحضر تجربة الخميني مع يساريي إيران وكيف جمعتهم الثورة ضد النظام فانتقم منهم الخميني حين سيطر على الدولة . فهل حزب النهج قادر على مواجهة الجماعة في حالة سقط النظام ؟ للأسف اليساريون لا يقرأون أدبيات الجماعة ودستورها الذي صاغه مرشدها الشيخ ياسين.

السؤال:4
كيف ترون مستقبل الجماعة، بعد أن بدأ مشروعها في الانحسار والتآكل، وهل
ركوبها على معظم الاحتجاجات الاجتماعية هي طريقة للتعويض على تراجعها في
الشارع..؟
رغم الحديث عن الانحصار انطلاقا من انحصار أنشطة الجماعة ، فإن عوامل أخرى تغذي الجماعة وتضفي على مواقفها الرافضة للانخراط في مؤسسات الدولة الدستورية نوعا من المصداقية ، وفي مقدمتها فشل حكومة بنكيران الأولى تطبيق الإصلاح الذي ينشده الشعب والقطع مع الاستبداد. فالجماعة تتغذى على العزوف السياسي وعلى العدمية والتيئيس .بمعنى فقدان الثقة في المؤسسات الدستورية وتحقيق الإصلاح من داخلها وبتعاون مع النظام. فالجماعة تؤمن بأن الإصلاح لن يتحقق إلا بإسقاط النظام .وطالما ظلت الأوضاع الاجتماعية متأزمة ومحتقنة ، ستظل الجماعة تتغذى على الأزمة وعلى اليأس.
السؤال:5
العقاب والانتقام من خصومها السياسيين أو ممن يعارضون مشروعها السياسي
معروف، رغم ذلك تنفي الجماعة ذلك عن نفسها؟
ستظل أدبيات الجماعة شاهدة عليها وحجة ضدها .تلك الأدبيات تشكل إطار الجماعة وأسلوب عملها ومواقفها من الخصوم ومشروعها السياسي والمجتمعي .ومهما أنكرت الجماعة فإن الحقيقة ثاوية فيما سطره مرشدها .ومادامت الجماعة لم تراجع تلك الأدبيات ولم تمارس النقد الصريح لها فإنها لازالت تتبناها .ومما جاء في أدبيات الجماعة الإجراءات العقابية التي تذخرها الجماعة لخصومها السياسيين :
أ/ أن الشيخ تبنى ما قرره أبو الأعلى المودودي ووعد بتنفيذه وهو الطرد من هياكل الدولة ومؤسساتها كالتالي : ( وبالجملة ، فإن من أُعِدَّ لإدارة الدولة اللادينية ، ورُبي تربية خلقية وفكرية ملائمة لطبيعتها ، لا يصلح لشيء من أمر الدولة الإسلامية . فإنها ( أي الدولة الإسلامية) تتطلب وتقتضي أن يكون كل أجزاء حياتها الاجتماعية ، وجميع مقومات بنيتها الإدارية من الرعية والمنتخبين والنواب والموظفين والقضاة والحكام وقواد العساكر والوزراء والسفراء ونُظار مختلِفِ الدوائر والمصالح ، من الطراز الخاص والمنهاج الفذ المبتكر)(في الاقتصاد)
ب/ قرار الشيخ "بكنس" كل من لا يؤمن بمشروعه كالتالي ( لكن فئات عبيد الحضارة والثقافة والفن والوثنية يُنحَّوْن عن مواطن التأثير مثل المدارس والجامعات والإعلام وكل مقام كريم . لا بد من التطهير والكنس .. في كل مبنى من مباني دولة القرآن ، وفي كل معنى ، وفي كل حركة ، وفي كل مؤسسة يجب أن تكون خدمة الدعوة هي الرائد والمبرر للوجود . ما التمكين في الأرض وسيلة لغاية اجتماعية اقتصادية سياسية ثم لا شيء كما هو شأن الدولة القومية أو الإيديولوجية . ولا يكفي كنس الوثنية بطرد رموزها حتى ننقي كليات البنية في مجتمعنا ودولتنا وجزئياتها من الذهنية الوثنية التي تعلم شيطنتها المقيمة فينا والغازية لنا .. عملية الكنس والتطهير من مهمات دولة القرآن ، وهي اليد اليسرى لجماعة المسلمين )(ص 307 ، 308 سنة الله ) هكذا صار هؤلاء الخبراء والأطر ، في دولة الشيخ ونظامه ، مجرد " جراثيم" و " حثالة" مصيرها " الكنس" و المزبلة ( أما وفي التركة حثالة ، للتعليم منها نصيب ، فإن الحثالات تُكنس ، طفيليات جرثومية في جسم المحموم ، ما تفعل بالمحموم غير التلطف به والرفق ، ومن الرفق به عزل الجراثيم )(ص 181 حوار مع الفضلاء) .
السؤال:6
يبدو من خلال الخرجات الأخيرة لقادة جماعة العبادي أن الحركة ما تزال
مستمرة في الاختباء خلف خطابها التربوي والدعوي وما تسميه ببناء الذات،
لتبرير الإجابة على سؤال مستقبلها السياسي، والانخراط في العملية
السياسية القانونية.. ؟
برنامج الجماعة وإستراتيجيتها يقومان على ثلاث مراحل : التربية ، التنظيم ثم الزحف. فالجماعة لا تؤمن بالانخراط في العمل السياسي من داخل مؤسسات النظام ، بل تُعدّ العدة لهدم بنيانه وإسقاط مُلكه وإقامة دولة "القرآن" على أنقاض دولة "السلطان".من هنا تركز الجماعة على إكثار الأتباع وإقناعهم بمشروعها ، وهذا يقتضي التربية والتنظيم والتغلغل في المجتمع وبنيات الدولة والمجتمع المدني حتى تصير دولة داخل الدولة . لهذا لا يمكن للجماعة أن تشكل حزبا سياسيا وتخوض الانتخابات . فالجماعة تعتبر المشاركة في الانتخابات هي مصالحة مع النظام وهي ترميم لصدع بنيانه المتهالك والآيل للسقوط . ومعنى هذا أن الجماعة تعتبر المشاركة في مؤسسات النظام هي تمديد في عمر النظام ، بينما هي تستعجل سقوطه . من هنا لا يمكن القول بأن ميكانزمات الجماعة غير مؤهلة للعمل السياسي . ذلك أن قرار المقاطعة هو قرار مبدئي وقد وضعت الجماعة شروطا يستحل النظام الموافقة عليها حتى تشارك الحكومة في العملية السياسية من داخل مؤسسات الدولة ، ومنها موافقة النظام على تشكيل لجنة تأسيسية حرة ومستقل يوكل لها تحديد طبيعة النظام ووضع دستور . ومادام هذا الشرط مستحيل التحقيق ، فإن الجماعة تُبقي وتتشبث بطريق "القومة" ،أي الثورة على الطريقة الخمينية للاستيلاء على الحكم .لهذا حاولت الجماعة استغلال حركة 20 فبراير لتجعل منها نواة انتفاضة شعبية تتحول إلى ثورة على النظام تنهي بإسقاطه.لكنها فشلت في مخططها.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنكيران يمأسس التكفير ويشرعن الكراهية.
- النقاب غطاء للإرهاب
- فقه الكراهية ينبعث مع أعياد الميلاد.
- احذروا فتنة المساجد.
- العنف ضد النساء يشرعنه الموروث الفقهي .
- رجاء احذروا غضب الشعب .
- هكذا أساء التراث الفقهي إلى الرسول(ص) .
- من يحب الوطن لا يجعل الحكومة كل همّه.
- فشل الشعب وفاز الحزب.
- الإرهاب يغزو غرف بناتنا.
- البيجيدي أخلف وعوده ففقد مصداقيته.
- البرنامج الانتخابي للبيجيدي، تضليل وتنوعير.
- هكذا يزرع القباج بذور الفتنة.
- الكلام السمج في مزاعم القباج.
- البيجيدي يتحدى الملك ويبتز الدولة.
- الملك ينادي فهل من مستجيب ؟
- أيها اليساريون ! الوطن يناديكم.
- لما تصير الدعوشة رأيا والتعبير عنها حرية.
- متى ينتهي العبث السياسي؟
- خدام الدولة ناهبو الثروة .


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - حواري لفائدة جريدة الأحداث المغربية