فلتكن حالة الصائغ عبرة للحكومة العراقية

قيس قره داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 07:53
المحور: حقوق الانسان
    

تابعنا حالة البروفيسور عبدالاله الصائغ وأيادينا على قلوبنا وهي تخفق بأضطراب لئلا تخطف الساعات القليلة بين المرض والردى رمزا من رموز الثقافة العراقية طالما أستمتعنا بقرآءة أفكاره وسمعنا صوته المألوف الى الآذان وهو يتدفق حبا للجبل والهور والانهار والرمال والجوز والتمر . بدأ ، يجب أن نشكر إلتفاتة دولة رئيس الوزراء السيد إبراهيم الجعفري على إستجابته السريعة لنداء محبي الصائغ وإن كان الامر من صلب واجباته كرئيس للحكومة العراقية والمستغيث عراقي حتى النخاع ، ولكن المشكلة تكمن أساسا في وجود وزارة كبيرة وعريضة إسمها وزارة الثقافة لا أحد يعلم عدد منتسبيها والملايين التي تدفع كرواتب لهم بأسم خدمة الثقافة العراقية ، لست أدري ما جدوى وجود مثل هذه الوزارة عندما تحتضر الثقافة العراقية في منزل للمعوقين في ديار غريبة والوزارة لاتعلم شئ عنها ويكتب عشرات الكتاب نداءات إستغاثة الى هذه الشخصية المتنفذة وتلك وهم يتابعون الامر بشغف ومرارة منتظرين وحيا ينزل إليهم من السماء .
لا عجب إذا قلنا أن أضعاف المبلغ الذي يصرف على العزيز الصائغ ومن هم على شاكلته يصرف في كل ثانية تمر على أمور في غاية التفاهة ، وأضعاف أخرى تغيب في جيوب عميقة تبلع وتبلع وتبلع ولسان حالها تقول هل من مزيد ؟ وأضعاف أخرى تضيع في مزابل ومستنقعات الفساد الاداري ، وأضعاف أخرى تذهب في ما يسمى قمع الارهابيين السفلة الذين يتكاثرون كالذباب في جو ملائم للتكاثر مع الاسف الشديد .
نحن نشكر الجعفري ولكننا نعتقد أن استجابته انما هي أستجابة سياسية ، وألا كان من الاجدى أن يعني بمثل هذه الامور قبل وقوعها كأن يؤلف لجنة أو غرفة عمليات ثابتة لمعالجة مثل هذه الحالات ، فقبل أيام فقدنا الفنان المرحوم زياد حيدر وتم مفاتحة سفارة العراق في هولندا حول أمر نقل رفاته الى العراق فألتجأ السفير الى مفاتحة رئيس الجمهورية بالامر وتمت الاستجابة من قبله ولو كان هنالك لجنة خاصة في ديوان رئاسة الوزراء أو وزارة الثقافة أو وزارة الخارجية لكانت المشكلة محلولة ذاتيا دون اللجوء الى مكتب رئيس الجمهورية ، ولذلك نطالب أن تهتم الوزارة بترتيب شؤون الادباء والكتاب بأستحداث لجنة خاصة تكون بعيدة كل البعد عن المحاصصات الكريهة والمحسوبيات البذيئة ، لجنة نزيهة تهتم بأمر المثقفين العراقيين عربا وكوردا او سواء من أبناء الاقليات كانوا وأن يحرص على عدم استغلال اللجنة سؤءا من قبل بعض المنسوبين .
نأمل أن يعود الصائغ معافيا وليملأ الفراغ الذي خلفه بجميل كلماته وبديع أفكاره .

#قيس_قره_داغي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات