محسن صابط الجيلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 10:25
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
من واجبات المثقف ومن أفضاله أن يعطي في الحياة وللحياة وبشكل استثنائي بل حتى في حال عذابه ولحظة حضور النهاية تبقى شكل من تراجيديا مفتوحة توصف عمق مأساة الإنسان في هذا الكون...وفي الشكل العراقي تأخذ حالة استثنائية وغرائبية بشكل مدهش حقا فهذا البلد الغني بكل شيء فقير حد المهزلة في احترام إنسانه، لهذا أشك في وجود وطن عراقي حقيقي أصلا، نحن بنيناه في خيالاتنا المريضة وجعلناه عذابنا من خلال كثافة النشيد الهتاف، فلا قيمة لوطن بلا قيمة للإنسان..لقد تغيرت العلاقات والمفاهيم فالأرض والحدود والوطنية والشرف والقبيلة والطائفة والعرق واللون والايدولوجيا... أشياء رجمها تاريخ الإنسانية بكل قسوة ليعيد تراتبيتها بشكل آخر لكي يصل إلى لحظة فاصلة تقول الإنسان بتفاصيله العادية المشتركة هو الأصل وماعداه تفاصيل صغيرة، فانتهاك الشرف والكرامة والأرض... هو بانتهاك ذلك الذي يعطى شكل ومعنى الحياة، انتهاك ذلك يعني رخص كل القيم والدوس على كامل المقدسات التي عرفناها وضحينا من أجلها كل هذا التاريخ الطويل...
الصائغ بمأساته، رجل علم وثقافة وأدب ومربي فاضل ممدد على سرير المرض في منفى قاس وصعب، يحتاج من ينقذه...
على الوطن أن يكتب للصائغ عما يحتاجه..
على الوطن مسؤولية حفظ كرامة الإنسان العراقي..
فاستجداء الحكام سارقي العراقي البسيط محض خزي وانتهاك لعذابات ملايين من الناس الذين قدموا دمائهم وعرقهم في محاولة لبناء صرح ينصفهم وينصف تطلعاتهم واحتياجاتهم ويجعلهم يتباهون حقا بالأرض التي يمشون فوقها.....
لقد صرخنا دوما بوجه القاتل ( السمين ) واليوم الوطن يستباح بصغار تماما يحرقون ويقطعون أوصاله ونسيجه وروحه، يدبون عليه بافتراس متميز كمثل النار في الهشيم...تلك هي دورة العراق التي لا تنتهي...زرعناها برضانا وبخنوعنا العجيب..خنوع النخب التي لا تستحي بالمتاجرة علنا على حافة مزابل الطغاة...!
لا يحتاج الصائغ أو أي عراقي إلى هبات بل يحتاج إلى مسؤولية وواجب الوطن وخزائنه في تقديم موقف عادي يقع في دائرة المهام التي بُني على أساسها إذا كان فعلا هذا الوطن حرا وأبيا ونظيفا...ماعدا ذلك يعني اننا ندور وبكل جدارة في وحل المهازل، ولربي هي كثيرة عندما تعاد دورة مظلمة وغابرة انقرضت منذ مئات السنين ألا وهي حاجة المثقف لبلاط الحاكم الأمي..وما أكثر حكامنا اليوم وهو يرفلون بالمغانم ويمسحون باحتياجاتنا وشكل موتنا التراجيدي تاريخهم المليء بالعار...
أيها العراق أنقذ الصائغ....
وأنت أيها الصائغ عليك أن تقاوم فوالله الإرادة تخلق المعجزات...لكي يستحي هذا الرابض على قلب الرافدين عسى أن يمسح جزء من عاره الثقيل ويأتيك ذليلا يقدم إليك وإلى كل عراقي واجب المواطنة واجب حفظ سمعة الوطن ورفعة إنسانه...!
#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟