|
صوت فيروزالحالم يستوحي سمفونية Mozart 40
عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 5442 - 2017 / 2 / 24 - 08:50
المحور:
الادب والفن
صوت فيروز الحالم يستوحي سمفونية Mozart 40 عبدالجبارنوري* يتحتم على الكاتب ثمة تنويع في نمط نتاجاته وكتاباته بين الحين والحين لأبعاد المتلقي من ملل التكرار، فلابدّ من التنويع بين كتابة التراجيديا ومضامين شبكات السياسة العنكبوتية ذات المتاهات اللولبية ، وأرهاصات السوسيولوجية الجمعية لشعبنا المستلب لغرض الأستراحة من عنائها ، إلى فضاءات السكينة الروحية ، وأن نستمتع برشفة تأمل روحي ، ونذعن تلك الروح المتعبة لجلسة أسترخاء تأملية مع ملكة الغناء العربي ، الفنانة " فيروز " وما أشهى الحديث عن " فيروز " جارة القمر، عصفورة الشرق ، قيثارة السماء ، سفيرة الأحلام ، سيدة الصباح ، المعجزة ، صاحبة الصوت الملائكي والنغم الحالم ، وشاعرة الصوت " نهاد رزق وديع حداد " المعروفة بالأسم الفني ( فيروز ) مطربة ومغنية لبنانية الولادة بيروت 1935 ، قدمت مع الأخوين الرحابنة العديد من الأوبريهات والأغاني قد تصل إلى 800 أغنية ، وسرعان ما لمعتْ بالنجومية بعد عام 1952 مع الأخوين في توليف ومزج بين الأنماط الغربية والشرقية مع الألوان اللبنانية في مضمون موسيقاها وأرثها الحضاري ، وفولكلورها التأريخي العريق ، وتمتعنا بمشاهدة غنية { يا بياع الخواتم{ بالموسم اللي جاي / جيبلي معاك شي خاتم ، يابياع الخواتم رح يتركني حبيبي / أحبس لي حبيبي أبخاتم } . وساعدها صوتها العذب الرخيم الذي يمتاز بأنسيابية وشفافية مخملية عذبة تداعب شغاف القلب طواعية ، مع عرض سلايدات للطبيعة اللبنانية الساحرة بخيال فنتازي ممتع حين تحكي ( غنياتها ) القصيرة بلسان حكواتي لبناني متجلبب لحد الطربوش بذلك الحب والعشق الصوفي المؤطر بالأنسنة وبرومانسية قروية فطرية مجردة من العبثية الصبيانية ، فهي حقاً ثورتاً في الموسيقى العربية خاصة بعد 1970 بعد الحرب على لبنان ، وذلك لأن أغنياتها بسيطة التعبير مع عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع حيث غنّتْ للحب والقدس – لتمسكها بالقضية الفلسطينية – والأطفال ، وللحزن والفرح والوطن والأم ، وغنّتْ ياجارة الوادي الرائعة من تلحين العبقري المصري محمد عبدالوهاب ، ومن بعد الثمانينات أتجهت موهبتها الفنية إلى الألق والسمو الروحي باستثمار موهبة أبنها الخلاقة الموسيقية ( زياد رحباني )حيث طلعتْ علينا بتوليفةٍ جديدة بين الموسيقى اللبنانية والموسيقى العربية والموسيقى الشرقية والموسيقى العالمية ، وأبدعت في تقديمها للعمل المسرحي ، وأحياناً تأخذ المسرحية نقداً لحاكم الشعب ، وفي تمجيد البطولة ، وهل في ليلة ٍ ظلماء ينسى القمرُ في (غنيتها) الرائعة { يا أنا –يا أنا أنا وياك صرنا القصص الغريبه/يا أنا -- أنا أنا وياك ، وأنسرقت مكاتيبي وعرفوا أنك حبيبي } أنها من روائع ما غردت هذه الشحرورة اللبنانية بمقاربات حسيّةٍ ووترية تبدو وكأنها مستوحاة من أنغام سمفونية الموسيقار النمساوي المبدع موزارت 40 أو 41 ذات الأيقاعات الوترية المتماثلة . قالوا فيها : *جاءت السيدة ذات الصوت المائي ، هجمت ك--- مكتوب غرام من كوكبٍ آخر ، هجمت كتفاصيل حبٍ قديم ، ومررنا تحت أقواس صوتها الحضاري فتحضرنا ، وغمرتنا بالنشوة والوجود ( نزار قباني) * أنها تجعل الصحراء أصغر ، وتجعل القمر أكبر( محمود درويش ) *أن صوت فيروز أجمل صوت سمعتهُ في حياتي ، وهو نسيج وحدة الشرق والغرب( مغنية الأوبرا الهنغارية " أنا كورسك ") . وأخيراً/ الذي أخرجني من الحياد ، وأعلان تمسكي ولعقودٍ من الزمن بعشق هذا اللون من الغناء الأصيل وخاصة في أدمان مزج قهوة الصباح ب" صباحيات فيروزية " أو ربما غنّتْ لمدينتي الحلوة بغداد بأسطورة فنية خلابة رائعة تلهب الحماس والفخر: { بغداد والشعراء والصورُ وضوعهُ العطرُ --- يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس يغسلُ وجهك القمرُ عيناكِ يا بغداد أغنية يغنى الوجود بها ويختصرُ--- لم يُذكرْ الأحرار في وطنٍ إلا وأهلوك العلى ذكروا } وهكذا الدنيا --- العابرون لا يتكررون ، والراحلون لا يعودون ، ربما ---- وربما القادم أجمل --------- *كاتب عراقي مغترب
وهل في ليلة الظلماء يُنسى القمر
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معارض البيع المباشر --- للّحم العراقي الحي !!!
-
أطروحات ماركس حول فلسفة - فيورباخ - 1845
-
مطر ساخن
-
مكسيم غوركي / أيقونة البروليتاريا
-
خور عبدالله/ ولعبة التسقيط السياسي ...والأخلاقي
-
خصخصة الكهرباء --- ترويض لثقافة الترشيد
-
ترامب/ قراءة في تجليات الواقع الجديد ومعطياته
-
حوار الطرشان / في ولاية خرابستان !!!
-
ديستوفيسكي وروايتهُ - الأخوة كارامازوف - / رؤى في مفهوم الخي
...
-
الرزالمرْ/ لعبة المحاور في تحريك البيادق
-
النسبية / بمفهوم السياسي المتأزّمْ
-
- حلب - أيقونة الماضي والحاضر/وكرنفال القدود الحلبية
-
البرلمان --- مطلوب عشائرياً !!!
-
أرقام مرعبة لها دلالاتها !!!
-
الأعلام السالب ---- سلاح تدميري
-
كاسترو..صانع جمهورية كوبا ومروّضْ أمريكا .. وداعاً
-
ماركريت ميتشل- في روايتها ذهب مع الريح/ أنتِ فين والحب فين !
-
فوز ترامب/ عاصفة ترامبية ستمطر السعودية
-
الأيزيديون / مشاريع -- للموت -- المجاني-- الصامت
-
تلعفر --- وتساقطتْ أوراق التوت !!!
المزيد.....
-
-نور وحركة في التنوع- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
-
“موت التوأمان أريك وإريك“ مشاهدة مسلسل house of the dragon ا
...
-
السعودية.. تركي آل الشيخ يدافع عن فيلم -أولاد رزق 3- ويكشف ع
...
-
بأجواء من القرن التاسع عشر.. موسكو تحيي فعالية -حفل بوشكين ا
...
-
إيرادات فيلم -إنسايد أوت 2- تتجاوز مليار دولار عالميا
-
ح1 جزء ثاني صلاح الدين.. تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة ل
...
-
لبنان-.. -أبو سليم- يسقط على المسرح أثناء تكريمه (فيديو)
-
مارلون براندو: -وحش التمثيل- الذي رحل قبل عشرين عاماً
-
-متحف البراءة-.. بوح باموق من الصفحات إلى أعين الزائرين
-
ترددات قنوات الكرتون .. تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 على
...
المزيد.....
-
نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح
...
/ روباش عليمة
-
خواطر الشيطان
/ عدنان رضوان
-
إتقان الذات
/ عدنان رضوان
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
المزيد.....
|