|
لماذا يروج د. سعد الدين إبراهيم للمصالحة مع الإخوان؟
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 5441 - 2017 / 2 / 23 - 00:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا يـُـروّج د. سعد الدين إبراهيم للمصالحة مع الإخوان؟ طلعت رضوان لماذا يروّج لأهداف صندوق النقد الدولى الكارثية؟ ولماذا وصفه البعض ب (عراب الإسلاميين)؟ قال د. سعد الدين إبراهيم فى فضائية مصرية، أنّ ((صندوق النقد الدولى اشترط على مصرالموافقة على المصالحة مع الإخوان، كى تتم ارسال باقى دفعات القرض المُـخصص لمصر)) وأول سؤال تبادرإلى عقلى هو: لماذا انفرد إبراهيم بهذا الخبر؟ ولماذا لم تنقله أية صحيفة أومجلة مصرية؟ فهل صارهوالمتحدث باسم الصندوق؟ ولماذا يـُـدافع عن سياسة ذلك الصندوق الذى تسبب فى الكوارث الاقتصادية لكل الأنظمة التى تعاملتْ معه؟ وقد صدرتْ عدة كتب (كتبها اقتصاديون محترمون) عن سياسة الصندوق الكارثية منذ نشأته عام1944، وكان تركيزهم على أنّ تلك السياسة الاقتصادية تنزل على رؤوس الفقراء لصالح الأثرياء. وكانت آخرالكتب (الحديثة) كتاب (اعترافات قرصان الاقتصاد) تأليف (جون بيركنز) الخبيرالاقتصادى الدولى الذى فضح فيه سيطرة الشركات الأمريكية الكبرى. وأنّ سياسة الصندوق لنهب الشعوب تتم عبروسيلة القروض والغرض منها إغراق الدول التابعة للصندوق، وبالتالى التابعة للولايات المتحدة بالديون، ثم فوائد الديون.. وكل ذلك لصالح النخبة الأمريكية، التى تديرالحكومة والشركات والبنوك. واعترف أنه- مع زملائه- (مما يدل على أنه عمل بالصندوق) تسببوا فى إفلاس دولة الاكوادور. وأنه بعد ارتفاع الدين خلال ثلاثة عقود من240مليون دولارإلى16ملياردولار. فاضطرتْ الاكوادورأنْ تدفع نصف ميزانيتها لسداد الديون. ولم يكن أمامها إلابيع غاباتها إلى شركات البترول الأمريكية. وأنّ الاكوادورلم تكن الاستثناء ((فقد وضعنا قراصنة الاقتصاد تحت سلطة الامبراطورية العالمية)) وأعتقد أنّ ماحدث فى الاكوادورحدث مثله فى مصر، منذ سياسة (الانفتاح الاقتصادى) وبيع شركات القطاع العام بالقيمة الدفترية، وليس بقيمتها السوقية، منذ عهد عاطف عبيد (وزيرقطاع الأعمال) فتمّـتْ ترقيته ليصيررئيس مجلس الوزارء. ولم يكتف صندوق النقد الدولى بذلك وإنما اشترط رفع الدعم (بالتدريج) عن التعليم والصحة والغذاء..إلخ. كما أنّ موقف إبراهيم المُـدافع عن سياسة الصندوق الكارثية، ارتبط بدفاعه عن الإخوان المسلمين، عندما نصـّـب نفسه مُـدافعـًـا عن (المصالحة معهم) واستشهد بموقف نيلسون مانديلا الذى تصالح مع النظام العنصرى فى جنوب أفريقيا، وبلع المذيع هذه المقارنة المغلوطة، لأنّ مانيلا كان هدفه (مجتمع متعدد الثقافات) كما أنه اختلف مع (دى كليرك) النائب الأول للرئيس وانتقده بشدة بسبب العفوعن3500شرطى قبيل الانتخابات. كما نجح مانديلا فى تشكيل (لجنة الحقيقة والمصالحة) حول الجرائم التى ارتكبها النظام العنصرى. وكان تشكيل اللجنة من أعضاء (حزب المؤتمرالوطنى الإفريقى) فتمّـت إدانة كل من ارتكب عمليات الاغتصاب والتعذيب..إلخ. أى أنّ المصالحة مع الإخوان لاتنطبق عليها مافعله الثائرالوطنى مانديلا. فكيف يكون التشبيه مع مانديلا الذى حرّروطنه من الحكومة البيضاء العنصرية، والإخوان الذين لايعترفون بالانتماء للوطن (أى وطن) ولايعترفون إلاّبالانتماء للدين؟ وكان على شمال إبراهيم المحامى سميرصبرى الذى قال لإبراهيم فى وجهه ((أنت عراب الإخوان المسلمين) احتجّ إبراهيم وهـدّد بالانسحاب، تدخل المذيع وطيـّـب خاطره فلم ينسحب. وأعتقد أنّ موقف سعدالدين إبراهيم من الترويج للمصالحة مع الإخوان المسلمين، يجب ربطه بموقفه من إسرائيل والترويج للتطبيع، فقد قال فى حديث صحفى مُـطوّل ((إنّ إسرائيل لم تعد عدوة للعرب، وأنّ التطبيع معها حتمى خلال الفترة المُـقبلة)) ولم يكتف بذلك وإنما أضاف ((وأنا مُـستعد لتقريب وجهات النظربين القاهرة وواشنطن إذا طــُـلب منى ذلك. وأنّ رموزالإخوان المسلمين زاروا هيلارى (أثناء الحملة الانتخابية) ووعدتهم بدعمها لهم بعد فوزها بالرئاسة)) (مجلة روزاليوسف- 29/10/2016) فما حقيقة (موقع) إبراهيم المحسوب على (النُـخبة) المصرية؟ ويشغل منصب رئيس مركزابن خلدون للدراسات الانمائية. ومامدى نفوذه داخل صناعة القرارفى الولايات المتحدة؟ ومامصلحته فى الترويج للتطبيع مع إسرائيل، خاصة وأنه يستهدف (التطبيع الشعبى) بمراعاة أنّ (التطبيع الدبلوماسى والسياسى والاقتصادى) قائم وواقع بالفعل، سواء مع مصرأومع بعض الدول الخليجية؟ خصوصـًـا بعد توقيع اتفاقية الكويزالمُـوقعة بين أمريكا وإسرائيل ومصرعام2004، ثم تجددتْ بين إسرائيل ومصرعام2007. فكيف يتجاهل أنّ شعبنا (المصرى) لم ينس جرائم إسرائيل، خاصة بعد مذبحة قتل أطفالنا فى مدرسة بحرالبقر، أوقتل عمالنا فى مذبحة الاعتداء على مصنع (أبوزعبل)؟ وقتل مدنيين (أثناء فترة ماسُـمى حرب الاستنزاف) حيث قتلتْ الطائرات الاسرائيلية المدنيين فى الفيوم وفى حى المعادى..إلخ. فإذا كان هولايهتم بقتل أبناء شعبنا المصريين، فإنّ فى معظم بيوت شعبنا (واحد على الأقل) قـُـتل بيد الجيش الإسرائيلى. فلصالح من (يبيع بضاعته الفاسدة)؟ وكيف يسكت النظام المصرى هذا الكلام الخطير، قبل تحقيق السلام العادل لمصلحة الشعب الفلسطينى؟ وأعتقد أنّ أهم سؤال هو: من أين أتى بهذه الثقة (فى نفسه) التى جعلته يقول: ((أنا مُـستعد لتقريب وجهات النظربين القاهرة وواشنطن إذا طــُـلب منى ذلك)) فهل يقول هذا الكلام إلاّ إذا كان على اتصال بدوائرالحكم فى الولايات المتحدة؟ فلماذا منحته أمريكا هذه الفرصة ليكون أحد الفاعلين فى اتخاذ القرارفيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية؟ ولايفوتنى التعقيب على أهم نقطة تعرّض لها فى حديثه لمجلة روزاليوسف، وهى أنّ جماعة من الإخوان المسلمين زاروا هيلارى التى وعدتهم بدعمها بعد فوزها بالرئاسة؟ وفى هذا تأكيد على (صحة ودقة معلوماته) نظرًا لما سبق وأوضحته عن علاقته الوطيدة بالإدارة الأمريكية. وهكذا كشف د. سعد الدين إبراهيم نفسه كواحد من (اللوبى الأمريكى/ الإسرائيلى/ الإسلامى) داخل مصر، والكارثة أنه محسوب على ما تُـسمى (النـُـخبة المصرية) ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبناء النوبة مصريون (ثقافيا) رغم أنف العروبيين
-
هل أصيح اسم وزارة الصحة (وزارة قتل المصريين)؟
-
أليست المادة الثانية فى الدستوركارثية؟
-
كم من جرائم ترتكب باسم العروبة ؟
-
مأساة اغتيال الخليفة عثمان إبداعيًا
-
أليس التحقيق مع نيتانياهو علامة على الديمفراطية؟
-
أليست مقولة (عجزالموارد) حجة البلداء؟ أ
-
أليست مقولة (عجزالموارد) حجة البلداء؟
-
لماذا لايقدم وزراء مصر للمحاكمة ؟
-
فشل النظام والفشل الكلوى
-
الداروينية فى مصرمنذ أوائل القرن العشرين
-
هل كرسى الوزارة أهم من احترام الذات ؟
-
هل المغربى يقبل سيادة التركى ؟
-
كيف مزج شعبنا بين إيزيس/ مريم/ زينب
-
صابر نايل وكتابه عن العلمانية فى مصر
-
الأحاديث التى قننت الغزو
-
ماذا بعد هدوء العاصفة ؟
-
القضاء المصرى وصفعته القوية على وجه النظام
-
مغزى تجريح السيدة زينب
-
التوافق بين الواقع والقرآن
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|