مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 5440 - 2017 / 2 / 22 - 09:45
المحور:
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2017 - أثر النزاعات المسلحة والحروب على المرأة
كاسترو.. المراة والثورة ؟
النساء قوة سياسية مدهشة في الثورة .
...... حتى ستينات و سبعينات القرن الماضي قبل مغادرتنا الوطن , كانت تصلنا إلى البريد المنزلي العديد من المجلات والصحف والنشرات من السفارات أو وكالات الأنباء العالمية منها : نوفوستي - تاس - وشينخوا ومن الدول الإشتراكية الشرقية والغربية من فيتنام وكوريا والصين والهند إلى ألبانيا والإتحاد السوفياتي ,,, أحببت اليوم أن أنقل وأستعيد من الذاكرة جانب من حياتنا في دمشق حتى منتصف السبعينات كان متوفرالإطلاع على سياسات العالم حيث كنا على إتصال دائم مع ثورات وحركات التحرر الوطني في القارات الخمس , كانت تصلنا إلى بريدنا عشرات المطبوعات لهذه الدول والأحزاب والحركات ومنها لم تكن محظورة قبل مجئ سلطة الأسد .
الحرية جميلة , المساواة أجمل ,
الحرية جميلة , التخطيط أكمل ,
والعدالة أبهى .. والسلام أروع .
نظرا لأهمية عيد المرأة العالمي بالنسبة لوطننا والعالم خاصة المرأة السورية , والذي يخدم ثورتنا ومسيرتنا الكفاحية الثورية والإشتياق لأجواء التعاطف والعلاقات الأممية المجمدة المتلاشية في عالم اليوم ما أجدرنا أن ننقل أدبيات وأفكار من سبقونا من الرفاق في الدول الإشتراكية الذين حرروا شعوبهم والمرأة في الطليعة من أجواء الإستغلال والإستعباد والتمييز .
‘إن الشعوب سند لبعضها البعض والحرية واحد لا تتجزأ اينما كانت التحرر من الإحتلال والإستعمار أو الإستغلال الرأسمالي الإقطاعي البرجوازي - والأبوي البطريركي .......... لقد اشتقنا أن نسمع مثل هذا -
------------------
إن الموضوع الذي أنقله مهم للغاية بنظري , بما يحمل في طياته تاريخ مسيرة ثورة شعب من د ول أميركا اللاتينية ( العالم الثالث ) المتخلف كوبا وكيف ابتدأوا من الصفر في بناء دولتهم بعد التحرير ونقل مجتمعهم من وضع لوضع أرقى ومن واقع متخلف , أميّ , بور , إلى واقع منظم متساوي في الحقوق والواجبات واحترام العمل والأجرالمتساوي بين المرأة والرجل , وما اعترى هذه التجربة الثورية والإشتراكية من صعوبات يومية , تغلبت القيادة الحزبية الشيوعية والدولة على التحديات والواقع بعقل مفتوح ودراسة وتصميم , بالتضامن والإنتقاد الذاتي في بعض الخطوات , إنتقاد الأخطاء أثناء المسيرة السلمية البنائية للتصحيح هذا لا بد منه , فهو أمرضروري و طبيعي لكل من يعمل يخطئ في التجارب العملية ولكن المهم الإعتراف بالتقصير والأخطاء والأخطارالتي تنجم عن إهمالها أو التستر عليها واجتيازها دون معالجتها وتصحيحها بروح ديمقراطية حوارية , وهذا لعمري درس ثمين لجميع الأحرار في العالم .
جميل علينا أن نتعلم من هؤلاء المعلمين الأممين والقادة التاريخيين دون عبادة وصنمية بل نقدر أهمية هذه الأفكار والدروس والتجربة وننشرها لفائدتها .
أحببت أن أنقل لكم أخواتي وإخوتي للقراء والأصدقاء اليوم خطا ب هام يخص المرأة كنت قد حفظته في حقيبتي الخاصة كأشياء ثمينة منذ سبعينات القرن 21 , و تخليداً لذكرى رحيل القائد الأممي فيدل كاسترو في نهاية عام 2016 أحببت أن أنقل بعضاً مما جاء في كتيب .. من خطاب مطوّل في مؤتمرعالمي للنساء بما يتعلق بالنساء الكوبيات في بداية تأسيس الدولة الإشتراكية ( كوبا ) الواقعة على البحرالكاريبي - المحيط الأطلسي -
..............
المدعوات العزيزات
إن الثورة واجدة اليوم في النساء الكوبيات قوة سياسية مدهشة .
- فيدل كاسترو-
خطبة ألقاها الكومندان فيدال كاسترو السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي , رئيس وزراء حكومة الثورة , في الجلسة الختامية -
الرفاق الأعزاء في الحزب والحكومة
الرفيقات العزيزات في اتحاد النساء الكوبيات :
لقد وصلنا إلى ختام هذا المؤتمر الرائع , وليس من السهل , تلخيص هذا الحدث الملئ بالثمار والآمال .
بالدرجة الأولى , لم يكن هذا المؤتمر يخصنا نحن بكليته , بل ساهمنا فيه مساهمة واسعة إلى جانب وفد رفيع يمثل النساء الثوريات في العالم كله .
لقد اعتد هذا المئتمر بحضور رفيقات موقرات مثل فاني أدلمان , وفالنتينا تيرشكوفا , وأنجيلا دايفيس , وأورتنسيا بوسي , وبحضور عدد وفير من نساء الأقطار الشقيقة في أميركا اللاتينية , وحضور النساء العربيات , وعلى وجه خاص وفد الشعب الفلسطيني البطل , وحضور نساء الهند الصينية , ومن بينهن ممثلات الشعب الفيتنامي الباسل ( تصفيق ) , والنساء الكوريات , ونساء الشعوب الثورية والتقدمية في أفريقيا ونساء الأقطار الإشتراكية الشقيقة , وممثلات النساء العاملات في أوربا الغربية , أفلا يدلل لنا هذا أن الذي تم هنا هو اجتماع لممثلات أسمى وأعدل القضايا في العالم ؟
رغم المحيطات الفاصلة , ومتجاوزة الحدود وعقبات اللغات , تلاقت متصافحة في هذا المؤتمر أيدي النساء التقدميات من مختلف أنحاء العالم .
ولا يستطيع المرء أن يطبق هنا إصطلاح أجنبيات كصفة لهذه الوفود , لأننا شعرنا دوماً باننا جزء من وطن واحد ومن شعب واحد , هو الوطن العالمي , والشعب الإنساني , وأن هذا ليدل على أنه ما من شئ يباعد بين الشعوب غير الإستغلال والجور , وما من شئ يوحد بين الشعوب مثل وحدة الأفكار والتطلع إلى العدالة .
إن للمواضيع التي عالجناها في هذا المؤتمر أهمية عالمية حقاً , إذا لم يتعلق الأمر بمشكلات المرأة الكوبية وحدها بل وتعداه إلى قضايا القسم الأكبر من نساء العالم .
لقفد باتت واضحة ضرورة مساهمة المرأة في النضال ضد الإستغلال , ضد الإمبريالية , ضد الإستعمار الجديد , وضد العنصرية , وبكلمتين : النضال من أجل التحرر الوطني . لكن متى ما أحرز هذا الهدف في التحرر الوطني , لا بد للمرأة أن تواصل النضال من أجل تحررها بالذات دلخل المجتمع الإنساني ( تصفيق ) .
لقد جلبنا إلى هنا بعض المعلومات حول تقرير أعدته دائرة الإحصائيات في الأمم المتحدة ويلقي الأضوار على وضع المرأة في العالم كله تقريباً .‘إن المرأة تمثل ال 34 بالمئة من مجموع القوى العاملة , يعني أنه يوجد 515 مليون عاملة , زهذا الرقم سوف يرتفع إلى حوالي 600 مليون في أواخر العقد الحالي وإلىى 842 مليوناً عام الألفين حسب التديرات .
في أوربا الغربية وأميركا الشمالية تشكل النساء بين 30 بالمئة و40 بالمئة % من مجموع القوى العاملة .
رغماً من تنامي عدد النساء العاملات ولا سيما في وظائف مهنية وتقنية فتقرير الأمم المتحدة يشير إلى الضرر اللاحق بهن مقارنة بالرجل فيما +التي تحول دون تكافؤ فرص العمل , ومبدأ الأجر المماثل مقتلا العمل المماثل بات معترفاً به على صعيد عالمي , والواقع أن تطبيق هذا يتطلب بإلحاح إقرار الإجراءات لتصفية التمييز .
في العديد من البلدان المصنعة لا يكاد راتب المرأة يتجاوز ال 50 أو ال 80 % مما يتلقاه الرجل مقابل نفس ساعات العمل . وفي الأقطار النامية تشير جداول الرواتب النسائلة إلى أن النساء يمارسن الأعمال والوظائف الدنيا من حيث مستوى المهارة والأجر ز
وبشكل عام فهذا التقرير يتطرق لمسألة الأجور دون الإشارة إلى ما لا يحصى من المشكلات المتعلقة بالمرأة في المجتمع الطبقي في العالم الرأسمالي .
بالطبع لقد قطعت المرأة , شوطاً بعيداً على درب التحرر في البلدان الإشتراكية . . لكن إذا ما تساءلنا حول وضعنا بالذات , نحن بصفتنا بلداً إشتراكياً مضى على ثورته حوالي 16 عاماً هل نستطيع يا ترى التأكيد بأن المرأة الكوبية قد أدركت المساواة في الحقوق كاملة , من الناحية العملية , وأنها مندمجة في المجتمع الكوبي إندماجاً كلياً ؟
على سبيل المثال يمكننا تحليل بعض الوقائع . لقد كان عدد النساء العاملات 194 ألفاً قبل الثورة بينهن 70% كن يعملن في الخدمة المنزلية , حسبما ورد في تقريرهنا . والآن لدينا من النساء العملات ثلاثة أضعاف ذلك الرقم . وهذا الرقم يعود لنساء مارسن وظائف مدنية في القطاع العام الذي يعني كما تعلمون بغتالبية فعاليات النتاج والخدمات والإدارة ويوظف 590 ألف إمرأة من اصل مليونين و 231 الف شخص يعملون . يعني ان النساء يشكلن 3 , 25 % من مجموع العمال . بيد أن عدد النساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية في هذا الجهاز كله للإنتاج والخدمات والغدارة يقتصر على 15 % . وفي حزبنا يدرك عدد النساء
المنتسبات 79 , 12 % . وهذا رقم منخفض بشكل ملموس . أما عدد النساء اللواتي يعملن ككوادر ومسؤولات في الحزب فهو 6 % فقط .
بيد أننا نعتدّ بمثلٍ آخر أشد إفصاحاً ويتعلق بالإنتخابات التي جرت لتأسيس مجالس الحكم الشعبي في مقاطعة ( ماتانساس ) . فلقد بلغ عدد النساء المرشحات 6 , 7 % , وعدد النساء المنتخبات 3 % وهذا أمر أشارت إليه الرفيقة ممثلة ماتانساس .
إن هذه الأرقام مثيرة للقلق حقاً وتدعو إلى الإمعان في هذه المسألة , ذلك أن الجماهير هي التي اختارت المرشحين , ولم تختر الجماهير غير 6 , 7 % من النساء كمرشحات و في حين أن النساء يشكلن حوالي ال 50 % من مجموع السكان , والجماهير انتخبت ال 3 % فقط من النساء .
هل للواتي شاركن في هذا المؤتمر وللمندوبات المدعوات اللواتي رافقتكن طيلة أسبوع أن يفترضن أو يتخيلن أو يتصورن إقتصار الإنتخاب على 3 % من النساء في حظيرة حركة نسائية بمثل هذه - القوة وبمثل هذا المستوى الرفيع الوعي السياسي ؟ .
وهل تعكس هذه الأرقام سوى واقعاً يدلنا على أننا ما نزال من هذه الناحية متخلفين سياسياً وثقافياً , بعد مضي 15 عاماً وأكثر على الثورة ؟
في الواقع ما تزال هنالك عوامل موضوعية وذاتية تساعد على بقاء حالة التفرقة بالنسبة للمرأة .
طبيعي إذا ما قارنا وضعنا قبل ااثورة لوجدنا أن التقدم كان كبيراً , حتى ولا استحالت أحياناً المقارنة بين أوضاع كانت تعانيها المرأة قبل الثورة والمتوفرة لها حالياً .
لكن ذلك الوضع الذي وجدته الثورة كان مبرراً أكيداً لتأسيس إتحاد النساء الكوبيات . لأن تجربتنا تدلنا أنه إذا ما أراد بلد نام مثل بلدنا التحروالشروع في بناء الإشتراكية . لاحتاج إلى منظمة جماهيرية كهذه , لأنه لا بد للمرأة من مواجهة العديد من المهام في إطار المسيرة الثورية . ولهذا فنحن نعتبر إرادة تطوير الحركة النسائية وخلق هذه المنظمة التي ولدت في الثالث والعشرين من آب ( أغسطس ) عام 1960 تصميماً صائباً بالفعل . لأنه يستحيل على أي جهاز آخر أن ينهض بأعباء المهمات التي نفذتها هذه المنظمة .
ماذا كان باستطاعة الحزب أن يفعل لولا وجود هذه المنظمة النسائية ؟ ماذا كان باستطاعة الثورة أن تصنع ؟
صحيح أنه لدينا منظمات جماهيرية أخرى رائعة مثل النقابات , ولجان حماية الثورة , والمنظمات الفلاحية , ومنظمات الشبان والطلاب ومنظمة الرواد ( الطلائعيين ) , حتى ومنظمة دور الحضانة , لكن هل كان في استطاعة أية منظمة أخرى القيام بالمهام التي نهض اتحاد النساء الكوبيات بأعبائها ؟ .
:
ما أحوجنا أن نتمعن بكل حرف وجملة واستنتاج وملاحظة في هذا الخطاب .. بكل رقم وإحصاء وما يعنيه وما يخدمنا في قضايانا التحررية ومسيرتنا الثورية , لبناء دولنا التواقة للعدالة والحرية والتخطيط والتنظيم السليم .
تحية لنساء العالم في عيدهم القادم 8 آذار , وتحية خاصة للمرأة السورية الصامدة , التي تناضل وتكافح دون كلل أو تأفف في كل الجبهات وعلى جميع المستويات إن بالداخل أم بالخارج , في الجبهات المشتعلة أوالصامتة إلى الأمام حتى النصر .......................يتبع
مريم نجمه .
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟