أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله النملي - 20 فبراير..النُسخة المغربية من الحِراك العربي














المزيد.....

20 فبراير..النُسخة المغربية من الحِراك العربي


عبد الله النملي

الحوار المتمدن-العدد: 5437 - 2017 / 2 / 19 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا اعترض رجل طريقك ولم تر إلا قدميه فهذا لا يعني أنه بلا رأس، حكمة منسوبة إلى الآباش إحدى قبائل الهنود الحمر. هذه المقولة استحضرها في الذكرى السادسة لميلاد حركة 20 فبراير المغربية وأنا أقرأ للبعض يلح على عفوية حركة 20 فبراير مشيرين إلى أنها حركة بلا قيادة، بلا أحزاب، بلا زعماء، أو وليدة فراغ روحي وفكري، و ابنة شرعية للغاية الافتراضية فقط، وانتهاء بالحكم عليها بالفشل. وهو كلام يحتاج إلى تصحيح ولا يخلو من ظلم للحركة ولأجيال عديدة من المناضلين. معارضون كثيرون من شتى المشارب وعلى مختلف الجبهات كانوا يتوقعون حدوث حراك 20 فبراير ويعدون له العدة كل على طريقته. وإذا كانت احتجاجات حركة 20 فبراير قد فاجأت الجميع حقا في كل ما يتعلق بلحظة اندلاعها إلا أنها سرعان ما وجدت في صفوفها الآلاف من هؤلاء الذين قاموا بدورهم كاملا، لا فرق في ذلك بين عامل وعاطل عن العمل، بين رجل وامرأة، بين شاب وشيخ. كانت حراكا من نوع جديد لذلك كان من الطبيعي أن تكون ذات قيادة من نوع جديد. لا مكان فيها لاحتكار البطولة ولا مجال فيها للانفراد بالزعامة. وليس من شك في أن وعيا شعبيا بهذا التوهج ما كان ليحصل لو لم يساهم في بنائه أجيال من المناضلات والمناضلين السياسيين والنقابيين والحقوقيين والإعلاميين والمعلمين و الأساتذة والطلبة والتلاميذ والمعطلين..

إن انسحاب حركة 20 فبراير من ميادين الاحتجاج لم يكن فشلا كما يتوهم البعض، لأن القول بفشل الحركة يظل نفسه في حاجة إلى تدقيق. فالعالم كله اليوم انطلاقا من فرنسا مرورا بروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وصولا إلى جانب كبير من بلاد الشرق الأدنى والأقصى مدين لتلك الثورات والحركات "الفاشلة" بالكثير من معالم حداثته وتقدمه ومكتسباته الاجتماعية و السياسية. ومن هذه الناحية قد لا يكون من المبالغة في شيء الزعم أن هذه الثورات أو الحركات نجحت على الرغم من فشلها، وأن كل ثورة أو حركة مهما فشلت في تحقيق كل أهدافها فهي ثورة أو حراك ناجح على حد ما تتركه من أثر لا يمحى. وتبعا لذلك نستطيع القول أن حركة 20 فبراير حققت تراكما نوعيا وتنظيميا وجماهيريا وسياسيا، وأبانت على قدرة في تحريك الشارع المغربي، بالرغم من تأخير مواعيد الإصلاحات، والرهان على التآكل الذاتي والتناقضات الإيديولوجية بين مكونات الحركة، لكن الحركة نجحت في تذويب هذه الخلافات رغم بعض الاستثناءات، والحفاظ على سلمية الاحتجاج، وتنظيم احتجاجات لم تنزع للعنف، ولم تفتح الباب أمام اندلاع حرب أهلية كما يحدث اليوم في عدد من البلدان العربية، كما دفعت النظام إلى القيام بإصلاحات دستورية، وتنظيم انتخابات نزيهة، وفسح الطريق لوصول حزب اسلامي معتدل إلى السلطة. كما جعلت أصحاب القرار يصدرون إشارات ايجابية اتجاه الحركة التي استطاعت وفي ظرف وجيز حشد الآلاف من المواطنين، وتوحيد النضال الشعبي في كل مدن وقرى المغرب، وجمعت حساسيات سياسية إسلامية ويسارية ومستقلة، من أجل الديمقراطية والعيش الكريم، وانتزاع مكتسبات أساسية من قبيل إضافة 15،7 مليار درهم لصندوق المقاصة لدعم أثمان المواد الأساسية، وخلق ما يزيد عن 5000 منصب شغل، وإطلاق سراح عشرات المعتقلين السياسيين، والزيادة في أجور الموظفين المنتمين للقطاع العام والخاص، كما أفلحت الحركة في إسقاط القدسية عن بعض الشخصيات والرموز والطابوهات، علاوة عن أنها حررت طبقات الشعب من الخوف، وجعلت من الاحتجاج والمطالبة بالحقوق سلوكا يوميا عاديا.



#عبد_الله_النملي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل عبد الكريم الفيلالي.. فنان كبير آثر الظل على الضوء
- في يومها العالمي..العربية غريبة في موطنها
- الحق في الولوجيات
- الشهيد فكري والحاجة للحكامة الأمنية
- مصر والمغرب..أزمة دبلوماسية تلوح في الأفق
- وفاة بيريز..الإرهاب يفقد أحد أقطابه
- الانتخابات..موسم الكذب الصُّراح
- صَوْتُكَ ضَمِيرُكَ..فلا تُضَيّعْهُ
- الحرارة تُعيد الحياة لحرفة على حافة الانقراض بآسفي
- -المُشَرمَلون-.. السُّياب الجُدد بالمغرب
- الآيفون هزم الانقلاب في تركيا
- آسفي..المدينة الضّاربة في أعماق التاريخ (2)
- آسفي..المدينة الضّاربة في أعماق التاريخ (1)
- فرنسة التعليم تكريس للتبعية العمياء
- اعتقال فاضح الفساد لا يَتَوافَقُ مع شعارات المرحلة
- شركات أجنبية تُهدد السلم الاجتماعي
- قمع الأساتذة المتدربين.. عادت حليمة لعادتها القديمة
- إلغاء الريع السياسي.. من هنا يبدأ الإصلاح
- الأرض لمن يفترشها والرصيف لمن يحتله
- مذكرة بلمختار خطر يتهدد منظومتنا التربوية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله النملي - 20 فبراير..النُسخة المغربية من الحِراك العربي