أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد عبعوب - العنصرية.. الطرف الغائب في المشهد..














المزيد.....

العنصرية.. الطرف الغائب في المشهد..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 5437 - 2017 / 2 / 19 - 13:27
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


على شاشة قناة "فرانس 24" الناطقة بالعربية يعرض برنامج مثير عديد القضايا التي تتحرج وتمتنع القنوات التي تبث من بلدان عربية عن إثارتها أو حتى مجرد الاقتراب منها أو تناولها بشكل مفتوح للنقاش والجدل ، وبذلك تسهم بصمتها وتجاهلها لهذه القضايا والمشاكل في تأبيدها واستمرارها كظواهر وثقافة معيبة نتعايش معها تصمنا بالتخلف .
في حلقة الجمعة الماضية طرح البرنامج قضية مثيرة ومهمة للنقاش نعيشها في بلداننا العربية، ويشاركنا العالم في تجسيدها بدرجات متفاوتة تفوق في بعض الأحيان ما نجده بيننا. هذه الظاهرة هي ظاهرة العنصرية ضد السود أو ذوي البشرة السمراء في البلدان العربية.. والضيوف سواء الموجودين داخل الأستوديو أو المشاركين عبر قنوات الاتصال المختلفة، لم يتطرقوا في نقاشهم الى جوانب الظاهرة كافة، بل ظلوا حبيسين لمشهد واحد للظاهرة، وهو مشهد رفض البيض للسود وتقليلهم من قيمتهم والنظر لهم بنظرة دونية. ولم يتساءل هنا المشاركون في هذا البرنامج، كما لم يتساءل الغالبية العظمى ممن يتناولون هذه الظاهرة، سواء على الميديا او حتى في النقاشات الخاصة، عن وجود أي دور للسود في هذه الظاهرة، وهو في تقديري دور محوري في تجسيدها مهم وفاعل لكنه لا يظهر ، ولا يتطرق له عند تناولها.
لابد لنا لمعالجة هذه الظاهرة المقيتة من أن نضعها على الطاولة كظاهرة كاملة، بكل صورها و أبعادها وكل فاعليها وكل مؤثراتها وكل آثارها ، حتى نتمكن من التوصل الى تجسيد حقيقي متكامل لها يساعدنا في محاصرتها والقضاء عليها.. دور البيض والملونين في وجود هذه الظاهرة يعرض وأنهك نقاشا ودراسة منذ قرون وفاضت مكتبات العالم بالمؤلفات التي تتناوله، لكن دور السود ضحايا هذه الظاهرة لم يتطرق له أحد، وهو دور مهم ومحوري في وجود الظاهرة واستمرارها عبر قرون، وإذا لم يدرس هذا الدور ويعالج بفاعلية فلن يستطيع المجتمع الانساني التخلص من هذه الظاهرة مهما استصدر لها من قوانين وتشريعات تحرمها وتجرم القائمين بها..
لمعرفة هذا الدور والإلمام بكل جوانبه لابد لنا من التفكير والإجابة على هذه الحزمة من الأسئلة ، وهي أسئلة جريئة وصادمة بعض الشيء، لكن الإجابة عليها هي التي تشكل الحلقة المفقودة في سلسلة أي إجراءات ترمي لاستئصال ظاهرة العنصرية ومحوها من الوعي الجمعي للبشر.. لنسأل أنفسنا :
- لماذا يعرض الأسود نفسه في مزاد رخيص للتساؤل عما إذا كان يُقبل من الأبيض أم لا ؟!
- لماذا يُشيِّء (من شيء) الأسود نفسه أمام الأبيض ويحولها إلى بضاعة رخيصة للمساومة والقبول أو الرفض؟
- لماذا لا يعتز الأسود بلونه ويرفض مجرد فكرة النظر إليه كبضاعة معروضة على خلفية لونه ؟
- لماذا لا يصر على قبوله كإنسان اسود شاء المقابل له المختلف عنه أم أبى؟
- لماذا لم يدرك الأسود ولم يعمل على اجتثاث هذه النظرة من وعي الأبيض بالكف عن تقديم نفسه له كمختلف اقل شأنا؟
- لماذا لا يوجه الأسود عقله وجهده وطاقاته لمعالجة مبعث النظرة الدونية للسود لدى الأبيض والتي تعود جذورها كلها الى أسباب اقتصادية؟
- كيف يفسر السود اقبال البيض على نجوم الغناء والموسيقى والرياضة من السود؟ الا يلعب الجانب المادي (ثراء هؤلاء النجوم) الى جوانب اخرى دورا في اعتراف البض بهم؟!!
- ماذا سيكون رد مرآة سوداء من قبيلة الماساي او الأقزام تعيش بين أدغال غابات أفريقيا ولم يلوث عقلها بثقافة تبخيس الذات الدونية التي يعاني منها السود ، لو طرح عليها ذلك السؤال المستفز الذي طرح بحلقة (في فلك الممنوع) ولكن معدل : "هل تقبل (ين) الزواج بأبيض؟" ؟ ألا تعتقدون أنها سترد بنظرة استغراب واستهزاء على السؤال؟!!
- ماذا لو نزل معدو هذا البرنامج او غيرها من البرامج التي تتناول هذه الظاهرة إلى حيث يعيش سكان استراليا الأصليين ، أو سكان غابات الأمازون البدائيين او حتى سكان المناطق الاستوائية في أفريقيا ممن لم تلوث عقولهم بثقافة الميز العنصري وطرحت عليهم هذه الأسئلة، ترى بماذا سيجيب هؤلاء الأبرياء؟ هل سيتباكون لأن لونهم أسود!! أم هل سيتضرعون للبيض للاعتراف بهم وقبولهم كبشر؟!!
عشرات الأسئلة كان يجب أن تثار في هذه الحلقة لتكون حلقة نقاش جادة ومحايدة تصل بالمشاهد الى تصور شامل و واضح لهذه الظاهرة تساعده في وضع تصورات فاعلة ومجدية لمحاصرتها وقطع جذورها من الوعي العام وتعيد للأسود إيمانه بلونه وثقافته وتفرض على الأبيض احترامه لخياراته و وجوده كإنسان الى جانبه بغض النظر عن لونه او ثقافته..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب نظرية الفوضى-الكايوس- .. ثورة ثالثة في مجال ال ...
- الراحلة ذكرى .. قمة في الانتماء و روعة في الأداء
- -الجينة الأنانية- سفر مبهر في علم مثير.. قراءة في كتاب
- مسالك متري التي قادت ليبيا الى وضع الدولة الفاشلة ..
- مدار الفوضى .. تغير المناخ والجغرافيا الجديدة للعنف(*)
- -الحروب الصغيرة- سلاح امريكي لتفكيك الدول ونشر الفوضى
- سيد هولاند.. عليك بالاعتذار الأجدى
- مشروع الفوضى الخلاقة كارتدادات لزلزال الحرب العالمية الثانية
- المنظومة المصرفية الليبية الواقع والمستقبل
- -المنبع- الذي لم تقدر قيادة -اسرائيل- قيمة معلوماته قبيل حرب ...
- -إفرايم هالفي- رجل في الضلال.. قراءة في كتاب..
- أي جاري الأوروبي انتبه.. انك تؤذي نفسك.!
- قرار لندن بغزو العراق.. خطيئة دولة لا فرد
- الإسلام الأصولي كنموذج في تعامل الغرب مع المسلمين.. عرض كتاب ...
- الإسلام الأصولي كنموذج في تعامل الغرب مع المسلمين.. قراءة في ...
- تراجيديا سقوط غرناطة لم تتوقف!!
- دوستويفسكي في منزل الأموات..
- وداع يفيض حزنا
- وليمة ذكورية ..
- فعل الهوية في عقول همجية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد عبعوب - العنصرية.. الطرف الغائب في المشهد..