أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر العراقي - كيف نتخلص من مفخخات بغداد؟














المزيد.....

كيف نتخلص من مفخخات بغداد؟


باقر العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5437 - 2017 / 2 / 19 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف نتخلص من مفخخات بغداد؟
باقر العراقي
أصبحت السيارات المفخخة جزءا أساسيا من الحياة اليومية لمواطني العاصمة بغداد بعد عام 2003، وكأنه تحصيل حاصل بمقابل الديمقراطية الجديدة، إذ أيقن أغلب الناس بأن حياتهم ستستمر على هذا المنوال، ويتوجب عليهم التعايش مع هذه الظروف القاهرة من دون البحث عن حلول، وكأن السيارات المفخخة قدر واقع ليس له دافع.
تاريخ السيارات المفخخة على الكرة الأرضية يعود إلى أمريكا في العام 1920، حينما قام الشاب "ماريو بادا" بتفجير عربة يجرها حصان في شارع "وول ستريت" الشهير والمعروف بالبنوك والشركات المصرفية، احتجاجا منه على سجن صديقيه، وأدى الانفجار إلى مقتل 40 شخصا وإصابة 200 آخرين بجروح.
وفي عام 1947 قامت منظمة صهيونيه بقيادة "أفراهام ستيرن" بالهجوم على مركز شرطه بريطاني بشاحنه مفخخة، أدت إلى مقتل 4 وجرح 140 شخص, ومنذ ذلك الحين بدأت العمليات تنتشر دوليا، فوقعت حوادث تفجير في فيتنام وفي الجزائر وفي إيطاليا وأيرلندا، وتحولت السيارات المفخخة إلى أخطر سلاح، قادر على بث الرعب في قلوب الناس وتدمير اكبر عدد ممكن من المباني.
أما في العراق فلم يكن للمفخخات تاريخ حافل إلا بعد 2003، أذ كان أول تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في يوم 7 آب "أغسطس" 2003 أمام مبنى السفارة الأردنية في العاصمة بغداد، خلفت وراءها مقتل 11 شخصا، وفي 19من الشهر ذاته، قام انتحاريان بتفجير شاحنة مفخخة في مقر الأمم المتحدة في فندق القناة، مما أدى إلى مقتل مبعوثها الخاص البرازيلي "سيرجو دي ميلو" و21 آخرين، وبعد ذلك بعشرة أيام في 29 آب استهدفت سيارة مفخخة، مرقد الإمام علي عليه السلام بعد صلاة الجمعة، أدت إلى استشهاد السيد الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي و230 بين شهيد وجريح، ونتجت عنه أضرار كبيرة في المرقد الشريف.
توالت المفخخات في بغداد، ووصلت بحسب آخر التقديرات الى حوالي 3000 مفخخة، وهذا الرقم أكثر بكثير من كل السيارات المفخخة على مر التاريخ، حيث نتجت عنها مئات الآلاف من الضحايا بين شهيد وجريح، جميعهم تقريبا من المناطق الشيعية الأكثر فقرا، ولا ذنب لهم، سوى أنهم من نفس الطائفة التي ينتمي إليها حكام العراق بعد 2003.
في 3 تموز 2016، انفجرت سيارة مفخخة في حي الكرادة وسط بغداد، راح ضحيتها أكثر من 200 مواطن، وعلى أثرها قدم وزير الداخلية محمد سالم الغبان استقالة "مشروطة"، مطالبا فيها تسليمه أمن المدن بما فيها بغداد، وتعهد فيها أمام الشعب العراقي، وأمام رئيس الوزراء بتحمل مسؤولية الأمن كاملة، وإلا فالاستقالة هي الأولى من البقاء في المنصب.
قُبلت استقالة الغبان بكل برود، ورُفض تحمله المسؤولية، وبقي أمن بغداد بعدة أيدي من الجنرالات" عمليات بغداد"، واستمرت المفخخات، ووصل بنا العد أخيرا الى مفخخة البياع، ومن دون محاسبة لأي "مسؤول"، وهذا مراد من بيده الملك، حيث لا سلطان عليه إلا لبرلمان عاجز عن التشخيص، وشعب يحكمه عقل جمعي تقوده ظواهر تافهة، لا مصالح واضحة، مرة باسم "التكنوقراط" وأخرى باسم الإصلاح وغيرها...!
إذن؛ ومن منطلق تحمل المسؤولية، فإن أمن بغداد لا يتحقق أبدا، مهما استوردنا من الأسلحة، واستخدمنا أحدث التقنيات والأجهزة، سيحفظ أمن بغداد عندما تعود الحكومة إلى عقلية الجاهلية الأولى، وتعتبر السيارة المفخخة "بلاء" نازل من السماء، ولا بد من تقديم القرابين له، وبذلك عليها تقديم "مسؤول" كأضحية، في كل مرة تنفجر فيها سيارة مفخخة، عندها فقط ستزهق أرواح المسؤولين "الفاسدين" تباعاً، وسيستتب الأمن وتحفظ أرواح أهالي بغداد من المفخخات.



#باقر_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم يتبناه حوار بغداد
- من يعارض التسوية، ولماذا كل هذا الاهتمام بها؟
- خبر عن ترامب..!
- ماذا تريد تركيا من بغداد؟
- التسوية الوطنية شعار انتخابي..!
- السعادة في التطوع/ قصة
- جوهرة من ملحمة القصب.
- الأكراد وصبر أم الولد..!
- غزة وصنعاء بين أخوة السعودية وعداوة اسرئيل...!
- كاريزما بأربعة أبعاد، ونظرة إستراتيجية ثاقبة..!
- وزارة الشباب والرياضة، للشباب أولا.
- قصة الانبار من الاستقبال الى النزوح.
- ذُبابة هَزت مبادئي.....!/ قصة فصيرة
- التحالف الوطني، وتسعيرة الكهرباء الجديدة....!
- ثنائية الرفيق والحجي...!
- بعد وعاظ السلاطين: قضاة السلاطين..


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر العراقي - كيف نتخلص من مفخخات بغداد؟