أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - ماذا عرفت بعد التوهم؟ ح2















المزيد.....

ماذا عرفت بعد التوهم؟ ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5436 - 2017 / 2 / 18 - 04:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماذا عرفت بعد التوهم؟ ح2

في الجزءالأول من مقالتي زعمت أني سأكون أول المبادرين في رحلة ما بعد الخمسين والنيف، وسأكون أيضا وحدي وبمعية عقلي لأسترشد به وأرشده ونتراشد في وحشة الطريق، قررت أن أعرف الله معرفة عالم مدرك فاهم لا يخاف ولا يتردد أن يقول أني كنت موقنا بجهالتي، لا أريد أن يصحبني قيد أو يحيطني سور هم يقولون أن ما تتسور به من أجل أن لا يأتيك الشيطان فتزل قدم بعد ثبوتها، وأنا أقول للشيطان تعال معي اسألك وتسألني وأعرف أنك أوهم من أن تجر عقلي لأبعد ما يريد هو، فلا خوف علينا ولا هم يحزنون، دع عنك أغراء الخوف المصطنع وأمض حيث تؤمر ستجد الله أمامك وخلفك وبعدك وقبلك وفيك هو وأنت فيه ولا أكثر.
قبل العزم لا بد لي أن أحدد شيئا أخر ومهم ألا وهو أن أتخلى عن كل الألهة التي عرفتها أو اللأئي عرفوني بها، وأتجه للفراغ الذي فيه أجد مبتغاي وهو الفراغ الذي لن تملئه كل المعرفة التي تقنع الإنسان أنه مجرد قاصر لم ولن ولا يبلغ رشد العلم حتى يكون رسولا أو وصيا لرسول في درجة نبي أولي بالمعروف، إذا سأكون عاريا أمام ربي من كل ستر أو ورق شجر أتوهم أنه سيخفيني عن نظراته ونظرته، الله الذي أريد والذي لا بد لي أن أعرفه، ذلك الذي لا تدركه الأبصار لكن تعرفه الفهموم وتتبع ما يلقيه من أثر وآيات في الوجود، لنستدل على أقرب ما يوصلنا به فنكون على أقل تقدير في أقرب نقطة يمكننا فيها أن نعرفه إجمالا كما تحدث عن نفسه واحدا بلا عدديه وأحدا بلا تثنية.
الله تلك الكلمة التي لن يمر عقل مهما كبر أو صغر علم أو جهل أشتغل أو تكاسل دون أن تهزهه رنة جرس النغم الذي يطلقه سامعا أو ناطقا، فهل هذا يكفي مثلا أن نكون في حال يقين بوجوده لأنه من ضروريات العقل المطبوع قبل أن يكون من مدركات العقل المصنوع، بالتأكيد هذه النقطة هي التي يتشبث بها عقلاء الكهنوت للتدليل على أن طبيعة الموجودات هي من تقرر الوجود والعدم طبيعيا، وبما أن كل شيء دال عليه فهو موجود بالضرورة الطبيعية قبل أن يكون كحسوس ومفهوم ومعتبر بالدلالة التكوينية الخلقية، لا خلاف في هذا ولا أريد أن أبدأ أول الطريق بعثرة الوجود والموجود ولكن لنبدأ من حيث أنتهى الكلام، هل هذا الموجود واحد في كماهية في الضرورة الطبيعية، الجواب سيقول نعم والدليل أن كل المحسوسات المشتركة بين الخلائق تقر أن هناك قوى فوقية لها رتبة التعالي وكلها تتوجه إليه، أما من يختلف بالتصور فهو يختلف بالجزئية ولا ينفي كلية الواحد المطلقة.
إذا سجلنا أهم نقطتين لتكون الدليل الذي نسير من خلاله على مهل، الأولى أن العقل الطبيعي المجرد وبالضرورة الطبيعية يقر بوجود الله، النقطة الأخرى أن هذا الموجود بالضرورة والمستدل عليه بالطبيعية واحد من حيث هو كذلك ولا شأن للصورة الماهوية الذهنية به، فالله في الوجود واحد مطلقا ولكن في الأذهان متعدد الصور على قدر ما يستطيع الذهن من تصوير خاص به، فالذات واحدة والصورة متعددة وهذا ما يجب أن نحدده أبتدأ ونبحث الأن عن برهانية علمية عقلية لكشف أولا صحى الضرورة وثانيا طبيعية هذه الضرورة؟ طبعا لا يمكننا أن نجلب الفكرة لندخلها مختبر الفيزياء والكمياء ومعادلاة القوة والفعل لنثبت أو ننفي ونحن أمام حاجة لأن نثبت ما تقدم.
الحل المنطقي أن نستعين بما تيسر من معلومات يمكن الوثوق بها أنها جزء من منظومة العلم المجرد ونبني أركان البرهان على أن أصل الوجود كله عبارة عن فعل وفاعل واحد ومتعدد صانع ومصنوع وأخيرا أن لا يكون لكل هذه المفاهيم أحتمالية أن تنعكس ليكون مثلا الواحد قابلا للتعدد بذاته ولا المصنوع بإمكانه أن يكون صانع بذاته ولا يمكن للفعل أن يسبق بوجوده الفاعل إلا إذا كان الفاعل هو الفعل عينه وهنا نتوقف عن البحث، في الفيزياء ونزولا إلى أدنى مكونات الذرة هناك عملية فعل مستمرة داخل هذه المكونات لا تنتهي ولا تتوقف أولا وإن كان ذلك لا يتوقف على حركية الذرة وسكونها، هذا أولا وهناك في داخل الذرة نظام أزلي أبدي لا يمكن أن يتغير ولا أن يتبدل لعلة أو سبب، وفي حالة حدوث أو أحتمالية حدوث هذا سنكون أمام ماهية جديدة غيرية ولا تنطبق على مسمى الذرة سواء كان التغيير زيادي أو تزايدي أو تناقصي سالب، فكلا الحالين هناك تبديل للنوع وأختلاف على تحديد موضوع الدراسة.
لا ينكر العلم أننا ما زلنا لم نعرف الكثير عن النظام وعن التكوين وعن سر الحركة الأبدية في مكونات الذرة، كما يقر العلم المجرد أيضا أن أول حركة في داخل هذه المكونات هي كانت بفعل فاعل واحد أو متعدد؟ ومتى كان هذا الفعل وكيف تم وعلى أي قانون تم تشغيل كل مكونات الذرة بصفتها الفردية وبصفتها متعددة أساسية في كل الوجود؟ بمعنى أن الحركة كانت في ذرة محددة في الوجود وأنتقلت منها القوة إلى بقية الذرات حتى صارت كل ما في الكون من موجودات تحت سيطرة هذه الحركة الأولى أن أن الحركة كانت في وقت واحد ولكل ما في الوجود من ذرات، قد لا يمكننا أن نجيب هنا على هذا السؤال ولكن ويقينا إذا أخترنا الجواب الأول فلا بد لنا أن نجزم بأن الحركة الأولى في مكونات الذرة الأولى والتي نقلت كل هذا الكم من القوة الحركية لباقي الوجود، لا بد لها أن تكون قوة غير عادية وغير محدودة بأي مقياس حتى تستطيع أن تفعل ذلك، والمعروف في قوانين الفيزياء والحركة إن القوة عندما تنتقل من أجزاء متحركة إلى أجزاء ثابتة لا بد أن تفقد بالتتابع قوتها وتنتهي بالتلاشي ويكون التوزيع تنازليا، وهذا ما يخالف الصورة التي نفترض أنها حدثت وتناقلت من الذرة الأولى إلى بقية ذرات الوجود وبالتساوي دون نقصان ولا فتور ولا تلاشي، إذا علينا أن نبعد هذه الفكرة لكونها لا يقبلها الدليل العلمي.
إذن علينا أن نرجع للأفتراض الثاني وهو أن القوة المحركة لمكونات الذرة الأساسية المعروفة وغير المعروفة إنما كانت في لحظة حدوث واحدة، يبقى السؤال الأهم هل أن هذا الحدوث كان ذاتيا أي أن الوجود بأصغر ما فيه وهو مكونات الذرة كان ساكنا قبل هذه اللحظة أم كان متوقفا على حدوث حث موضوعي خارجي يمنحها القدرة على أن تنفعل بقوتها الذاتية تتحرك، في كلا الطرحين لا يغني الجواب عن مسألة مهمة هي أن الحركة الأزلية الذاتية أو ما يسمى بالقوة الطبيعية للوجود ولدت في لحظة ما هذه الولادة بأي شكل نتفق عليه لا بد لها أن تكون لمرة واحدة وبشكل واحد متساوي ومن مصدر واحد حتى لا يضطرب أمر الوجود حينما تتعدد الفواعل وتختلف، فنصبح أمام صدام وجودي نتيجة أختلاف الأوتار الأهتزازية للقوة المانحة للحركة أو المغذيه له، ومعلوم أن الفيزياء بكل تجردها العلمي تقر بأن الضربة الواحدة تحدث في الجسم المضروب أهتزازات توتورية بشكل متساوي على كل شكل أفلاك تتركز قوتها في النواة وتستمر بترداداتها خارجها، ولو حصل أن تكررت الضربات في وقت واحد أو من مصدر متعدد وبإشكال مختلفة سيكون التوتر الموجي متضارب وربما يحصل ما يخالف فرضنا العلمي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا عرفت بعد التوهم؟
- كلمات طائرة بلا أجنحة 2
- أخر وصايا الرحيل
- منهج النخبة المقاومة ومشروع التغيير
- هل نحن على مسافة واحدة بين الحب والكراهية
- كلمات طائرة بلا أجنحة
- عندما يصبح الوطن سجنا والحياة لحظة عبث
- دماء على الأسفلت وأخرى تهاجر مع البحر
- المثقف بين عسل السلطة ومرارة الواقع.
- الحب وفصول ...... الربيع
- هل الظلم ثقافة تكتسب أم سلوك طبيعي
- تجربة الحياة والموت في حياة الإنسان
- الإرهاب تأريخيا وأجتماعيا وقانونيا في دراسة أكاديمية
- الوطن وأنت كاحمامة في لجة السماء
- هل من خارطة طريق تنقذنا من القادم الكارثي؟
- صراع الثور والطاووس، أمريكا وإيران على الخارطة العراقية
- الموت والحياة وقصائد الشعراء
- الدين والسياسة خلطة التأريخ القاتلة
- رجل من تمر ... أمرأة من عنب
- إشكالية العقل الديني والتطور


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - ماذا عرفت بعد التوهم؟ ح2