أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - لا بأس بالموت إذا الموت نزل














المزيد.....

لا بأس بالموت إذا الموت نزل


نوري العلي

الحوار المتمدن-العدد: 398 - 2003 / 2 / 15 - 07:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                             

في سينما النصر كان الشهيد الشهم عبد الكريم قاسم قد ألقى خطابه , وكل الذي اذكره إن ذلك الخطاب كان الأخير الذي سمعته منه  قبل 8 شباط الأسود... تحدث فيه عن محاولات الاستعمار وعملاءه و أذنابه المتكررة لقتله... وقد ذكر رحمه الله  بيت الشعر العربي التالي متحديا الموت :-

              لبث قليلاُ يلحق الهيجا حمل           لا بأس بالموت إذا الموت نزل

وقد أكد الزعيم المغدور في هذا الخطاب , إن الشعب العراقي هو المستهدف الرئيسي من قتله....و  قال ( إن هدفهم من قتلي هو أن يجعلوا الشعب العراقي  شذر مذر ...  ) وكرر اكثر من مرة إن هدف الاستعمار و أذنابه من قتله هو الشعب العراقي و ليس شخصه بالذات.

لقد كان الشعب العراقي كل تفكيره وشعوره , و هاجسه في كل شيء , و لآخر لحظة من حياته , و حتى قبل أن تصيب جسده إطلاقات  الغدر و الجريمة  لم ينس شعبه , وهو يواجه الموت هاتفاً ( يحيا الشعب أل   .   .  . ...)  أما كلمة (العراقي) فقد بقيت غصة في صدره خرجت منه حشرجة موت مغمسة بدمائه الزكية مع آخر عبق لزفرة هواء من هواء حبيبه العراق . 

 ما توقعه ابن العراق الوفي أن يحصل للشعب بعد قتله ... حصل فعلاً , فكل الأحداث التي تلت انقلاب 8 شباط  الأسود , وما تعرض له الشعب العراقي خلالها وليومنا هذا ,  من بطش وتنكيل و شتى أنواع الجرائم والمجازر وحمامات الدم , قد ارتكبها رجال حكوماته القومية العنصرية و  الطائفية من فرسان جريمة 8 شباط , تؤكد إن هدف الانقلابيين , تدمير الشعب العراقي بعد التخلص من عبد الكريم قاسم . 

العراقيون الذين لم يعرفوا الهجرة سابقاً , وان وجد بينهم قلة يقيمون هنا أو هناك من بلدان العالم , فذلك لغرض الراحة أو التجارة أو لأسباب صحية , مع تواصلهم بشكل اعتيادي مع الوطن , وبالتالي العودة النهائية للوطن عند  الكبر أو قضاء أعمالهم أو الشفاء ... هذا الشعب المتشبث بتربته  , رغم قرون الظلم و الجور وموجات الغزو و أمراض الطاعون وغيرها من الكوارث التي مرت على ارض الرافدين , لم يتزحزح عن أرضه الطيبة... تراه اليوم شذر مذر في كل بقاع العالم , و قيعان بحاره ... بحيث إن الشمس غدت لا تغيب عن رؤوس العراقيين ...

أي ظلم هذا الذي شرد اكثر من أربعة ملايين وعزل ثلاثة ملايين خارج سلطة سلطته , ومازال نزيف الهجرة مستمراً , ففي كل يوم يرفد الوطن المهجر آلافا جديدة من أبناءه متجهين خارج حدوده وآخرين داخله شمالاً ... أليس ذلك ما توقعه عبد الكريم قاسم....

لم يحصل في تاريخ الشعوب ما حصل للشعب العراقي ... فأي عنصرية هذه التي أتى بها القوميون , التي مكنتهم من تدمير اعرق شعب في العالم لأغنى بلد فيه .... من أي منهل آسن قذر نهلوا هذا الفكر الفاشنازي التدميري , الذي استنبط واستحضر واستعمل شتى أخس الأساليب التدميرية والتخريبية , التي لم تمر على خاطر قادة اعتى دكتاتوريات عرفتها البشرية... ألا يكفيهم ما آل إليه حال شعب الرافدين ... فعند أي حد سيقفون بعد أن نشروا الخراب والتخلف ليس في ارض الرافدين فحسب بل في كل أرجاء بلاد العرب ... ألا يكفيهم ما أوصلوا إليه العرب , ليكونوا ضمن دول آخر القائمة للعالم في الحقول الاقتصادية و الاجتماعية وفي مجال المعرفة ... ألم يصلوا إلى الفصل النهائي , من دورهم التصفوي للتيارات الوطنية و اليسارية والإسلامية ... ألم تكن تلك هي الأدوار التي أنيطت بهم خلال القرن الماضي , منذ اللحظة التي خط بها ساطع الحصري السطور الأولى لفكره القومي المغترب ... أم تراهم الآن يبحثون عن عمائم ليبدؤوا  دوراً جديداً  لقرن جديد ... فمنذ متى يتناغم الخطاب القومي مع الخطاب السلفي على إيقاع واحد ... ولكن فاتهم إن مظلة حمايتهم وتوجيههم انتهت مع نهاية الحرب الباردة , ومن ثم مع انهيار برجي نيويورك في 11/9/2001 ... وان الأوان قد آن للوطنيين أمثال عبد الكريم قاسم , أن يعمروا وينشروا الخير والتسامح والمحبة ويبنوا عراقا ديمقراطيا تعددياً ومجتمعا مدنياً بإقرار دستوري لكامل حقوق العراقيين  ...
رحم الله الشهيد عبد الكريم قاسم  


                                                               نوري العلي / كوبنهاكن  
                              



#نوري_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية من اليوم الاسود
- فقراء عبد الكريم قاسم والقمر - 2
- فقراء عبد الكريم قاسم والقمر
- أهداف الجامعة ليست كأهداف أمانة العاصمة
- الكويت والأراضي والمياه الإقليمية العراقية
- الأمم المتحدة وعلي بن أبى طالب-ع
- زيزون و شارون و صدام حسين
- شيء عن المعدان
- كاليري ملون
- الرؤى الجديدة
- حقوق شهداء القصف الكيماوي
- -مكتوب- كاكا حه مه
- القراءة الخاطئة
- ما يجمع ويفرق بين العراق و سويسرا ويوغسلافيا
- اليورانيوم المنضب وجرائم السلطة


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - لا بأس بالموت إذا الموت نزل