|
تاريخ الموتى وتوابيت الديمقراطيه
عبيد حسين سعيد الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 1431 - 2006 / 1 / 15 - 10:01
المحور:
حقوق الانسان
الموتى هم رسل هذه الحياة إلى الحياة الأخرى والموت هذا الزائر المقدس الكئيب هو المحطة الأخيرة لوداع المسافرين بكل ما فيها من تأمل وتفكير وشرود وذهول إذ أن القضية والعبرة والتأسي وخواطر أخرى تستقطب اهتمام المرء وتأخذ بلبه وتطوح بذاته في الفناءات السحيقة للمجهول ...انشداد وضعف وانكسار وتجليل ... ربما يتساقط قطر الرحمة من سماءات العيون الموشحة بتلافيف الضباب ... من الشعوب وعبر الأزمنة من كانوا يدفنون موتاهم في البيوت اعتزازاً أو في الكهوف حرصاً وهناك أمم تحنط موتاها وأخرى تسكنهم قاع البحر وسواها من تصنع لهم قداساً مهيباً واحتفالاً رائعاً او قد يحرقون ويذر رماد أجسادهم في الأنهار المقدسة حتى أسلافنا المتاخمون لحقبتنا كانوا يوارون ثرى موتاهم عند الروابي والقمم ويدفنون أشلاء هم عند المفازات كي يقون غضب السيول والانجرافات ويتعبدون بهم عن الطارقين والمارة وربما عبث الحيوان ... وهناك الكثير من خوالد المعالم لاناس بادوا ...ما يهمنا ويخصنا هنا هو احترام الموتى ... وكل ما تقدم كان ولا يزال بقرار فطري موقع من قبل كل الضمائر والطقوس والمعتقدات والنواميس وهو نزعة أنسا نية دأبت عليها الشعوب وما تزال إلا في عصرنا هذا وبلدنا _ العراق الحبيب اذ ان طريقة الموت البشعة على أيدي رسل ديمقراطية الدجل الحديث لم تشهدها حتى محاكم التفتيش ولو جئت بفرناندو وايزابيلا لخجلوا من الممارسات الوحشية لخدم قطار الاحتلال المزركش ذي الألوان الزاهية والصفير الناعم لكن سكتة الحديدية سئمت وصدئت من سيل الدماء اذ باتت عجلاتة (الطاحونة البشرية الجديدة) التي فتكت بمئات الآلاف من الضحايا الأبرياء من سكان القارة المجهولة والمكتشفة حديثا بأشعة الشمس اللاهبة تحرق عيون وجلود قاطنيها من ارض السواد التي اذا ما استمر الحال سيأتي على كل ما فيها جراد القرن وسنشهد احتلال وسقوط اخر نخلة فيها (والله غالب على آمرة) وربما لبكى فرناندو وايزابيلا وقالوا مبررين ومعتذرين بأنهم استردوا أرضا من محتلين ومن أباد وهم كانوا دخلاء يختلفون عنهم في الدين والمبدأ واللغة والعقيدة وحتى اللون والانتماء استعمروه لفترة – ربما ادعوا هكذا.. لكن ما مبرر رفاق الديمقراطية السر دينية التي جلبت الويل والثبور والشنار لاهلنا هل يمكن أن يتصور العالم المتمدن إن ضحايا سياستهم من مئات الألوف يعتقلون وفق شروط تعسفية بمداهمات ليلية رهيبة – حيث يروعون في نومهم الأمن ويقادون وفق رعب الأطفال حد التبول وعويل النساء وخوار وغثيان الشيوخ – وان الحارات والقرى التي يجلبون كخراف المسالخ بلا رحمة منها تكتظ بالخوف والحسرة والألم والترقب – من التالي ؟ وعلى من سيكون الدور – في الليلة القادمة من ستطالة (الثرامة الإنسانية) الهادرة والتي يقودها هولاكو العصر الجديد والتي ستطالبة الإنسانية الغافلة الصامتة النائمة عن (عذابات المظلومين) المقهورين –ولن تستفيق ربما إلا على طوفان من حمم الأرواح البشرية – لتنتفظ صاحية ربما على صرخة آخر المقهورين و(شهقة تاريخ) أو (خبطة خلاص) لتحاكم تاريخه السي الصيت الدامي الذي سطر بجماجم الأموات لمئات الآلاف ممكن اقتيدوا وعذبوا بالكهرباء وآلات القهر وطحنت عظامهم بمطارق الحرية وممن ثقبت أجسادهم بمثاقب لن يعرف لها التاريخ ندا أو مثيلا… ما نحن به – هو قوافل الموتى والطريق المرة لتأبينها – حيث المز ابل وأكداس القمامة ومجاهل الوديان وأصقاع الأرض والمجمعات البعيدة لمجاري المياه الثقيلة وحدود البلاد – والهد المدبر لبيوت الضحايا على روؤس أصحابها - والابشع منه قذارة والأشنع هو ما تعج به أروقة الداخلية الصفراء والانكى والادهى هو ما ازدحمت به أقبيتهم وما يتكدس الآن في خزانات المجاري حيث يوارون الضحايا (الخرا ) بدل الثرى وعذرا لاستخدامي هذه المفردة المقززة لكن لا بديل وللضرورة السجعية والحرفة والواقع – وذاك هو مأخذهم وتلك هية دعواهم .. ألا فليسمع العالم اجمع – إن المرء بما جبل علية – ويبشر بما بشر – ويدعى بما دعي إلية –وان الله لناظر – والتاريخ يكتب ويوم تشهد عليهم الجدران والمدى وحتى الأحذية - وستنهض هذه الرقاب قائلة – اللهم سل هولاكو ومن شابهه –ماذ1 جنينا ؟ وما الذي صدفنا ؟ حتى تكون عاقبتنا قاسية بشعة إلى هذا الحد من السواد ؟ وبشر القاتل بالقتل … قلم يخط – وشواهد في لوح محفوظ – في كتاب لا يضل ولا ينسى .. وغدا سيقوم الاشهاد .. ويفر المرء من سوء فعاله . ويتبرأ منه من عاضدة عل الآثم والعدوان .. و(وبالكيل الذي تكيلون يكال لكم ) وتلك حكمة بالغة … وسيسال أولئك الذين شرعوا(شد الراء) وشرعوا (بفتح الراء) واعانوا وخططوا - وكتبوا وطبلوا –وساهموا- وحتى من الراضين والساكتين .. لان الأرض ميراث الصلاح … وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين
#عبيد_حسين_سعيد_الدليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|