أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ليت سوريا لم تكن















المزيد.....

ليت سوريا لم تكن


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5434 - 2017 / 2 / 16 - 01:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن تشكلت من العدم، في نهاية العشرينات من القرن الماضي، وبيد الفرنسيين، وحتى اليوم لم تخلى أرضها من الصراعات، والمجازر، والجرائم، على مستوى الدولة أو رؤسائها، الذين لم يختلفوا عن رؤساء المافيات العالمية. بدءً من العصابات العروبية التي قادتها أحزاب ضمن البرلمان السوري، في سنوات الاستعمار الفرنسي، والذين هاجوا على الكرد في جغرافيتهم التي مزقت من كردستان الكبرى وضمت إلى الدولة السورية، إلى الانقلابات المتتالية وعلى مدى ثلاثة عقود من الزمن، قادوها نفس الشرائح العروبية التي غذت الأحقاد بين المجتمع السوري المتشكل حديثاً، ضد الكرد والمذاهب الأخرى غير السنية، وحتى ضد الأديان الأخرى، وكل انقلاب أراق دماء غزيرة، وعمق معاناة المجتمع، وهم نفسهم أو الذين تخرجوا من أكاديمياتهم وسعوا الصراع بين جميع أطراف النسيج السوري، وعلى أثرها كانت الألاف من القتلى، وتدمير المدن، كحلب وحماة، وعزل المنطقة الكردية من الانتماء إلى كلية سوريا، ومحاولات القضاء على قضيتهم القومية والوطنية.
كل المذكور على جنب، ونفاق رؤساء الحكومات، وبشكل خاص حكومتي البعث والأسدين المقبور والمجرم على جنب آخر، كشعار سوريا دولة الصمود والتصدي، وبها أدخلوا الشعب في عوز وكأنه أبدي، إلى جانب السلب والنهب الممنهج، والقتل والاغتيالات والاعتقالات والقوانين الاستثنائية المرعبة، والتي جرت تحت غطاء الشعار الخبيث المذكور، ومن تحت غطاء شعارات مشابهة صعدوا الصراع بين الكرد والأطراف الأخرى من النسيج السوري، الذين تنافسوا على من سيأتي بأخبث الأساليب للقضاء على قضيتهم في جزئهم المحتل، ومعظمهم حاولوا القضاء على وجودهم ضمن أرضهم التاريخية. هذه البشائع وغيرها الكثير التي نبتت من التربة السورية العجيبة، أوصلت المجتمع المحصور ضمن الجغرافية اللقيطة إلى ما هم عليه من ساحات الجحيم. والغريب أن السيد ديمستورا مع كل هذا يقول بأن السوريين إذا لم يتفقوا فإن أبواب الجحيم ستفتح، والأغرب هل هناك جحيم غير الذي عاشوه ويعيشونه حالياً بين أنقاض المدن أو في المخيمات!؟
حتى العاهرة في أسواق النخاسة لا تبتذل بهذه السوقية، ولا الفاجرون في الأزقة المظلمة بهذه الأخلاق الدونية، ولا الزبانية بالعقلية الإجرامية التي لسلطة بشار الأسد، المتغاضية عنها الدول الفاعلة في القضية السورية. لذلك وأمام هذه المشاهد المروعة تسكت ملائكة الرحمان، مذهولين أمام مسرح الجريمة الكبرى، حيث تمارس من على منصتها كل أنواع الاغتصاب، وأمام الله، وأعين البشرية المتخاذلة، ومن بينهم أولئك الذين يرفعون كلمة الله، ويصفون ذاتهم أصحاب الضحية، فمن هم أصحابها؟ المنافقون أم الانتهازيون، تجار الحروب أم المجرمون، القتلة الذين تم تجنيدهم، أم الدول الكبرى؛ سلطة بشار الأسد الغارقة حتى أذنيها بدماء أطفال سوريا أم المعارضة المنافقة بمعظم أطرافها؟! فلا المحاكم الدولية ستتمكن من جمع ملفات أولاد العاهرات هؤلاء لتقدمهم كمجرمين، ولا محكمة الجنايات العالمية ستستطيع أن تعقد جلسات على سوية هذا الإجرام، فكل الأحكام التي وردت في الدساتير العالمية عاجزة عن تقييم جرائمهم.
ذكروني فيما إذا كان هناك صديق لشعوب سوريا، وأجرمت بحقه؟ أم أنهم جميعا أولاد العاهرات وبأوجه مختلفة، هل تريدونني أن أذكركم بالدول؟ حسناً، لنبدأ بأئمة ولاية الفقيه الغارقة في الزندقة المذهبية، مدافعا بكل ما يمكن عن سلطة بشار الأسد المجرمة لمصالحه، تحت الغطاء المذهبي، ووقود تحركاته دماء أطفال سوريا، أم نأتي على السعودية وقطر وتركيا الأردوغانية، وتحت شعار السنة في خطر، وهم خير من يمثلون الآية الكريمة الأعراب أشد كفرا ونفاقا، والأردوغانية لا تقل كفرا عن الأعراب الحاكمين في السعودية والقطر. أم الدول الكبرى، روسيا وأمريكا، وما يدور في فلكهما، والذين بشائعهما فاقت احتمالات التحليلات البشرية. ماذا فعل السوريون بهم ليلقوا عليهم أحقادهم وبكل هذا الشر، ماذا فعل الإنسان السوري، ما عدى مطالبته بقليل من الحرية، ليحصل على كل هذه الكراهية؟ أين هم أصحاب الضمير، وهل خلت الكرة الأرضية منهم؟ ألم يخلق الله قوة بدون كراهية قادرة على الحد من هذا الإجرام؟!
ألم يشبع الذين يعقدون الجنيفات والأستانات، والقاهرات والإسطنبوليات والرياضات، من خدعهم وإجرامهم ونفاقهم، وقذاراتهم، أم القادم أبشع؟ وكأننا على أبواب جديدة من النفاق والكذب والتحايل على المجتمع السوري، فأستانة أخرى قادمة، وجنيف أخرى ستعقد، والمعارضة بكل ألوانها وأشكالها القذرة، ستحضرها، السياسية والعسكرية المتروكة سابقا من سجن صيدنايا وبأوامر استثنائية من سلطة بشار الأسد، ليخلقوا معهم مجازر سوريا الجارية، وستجالسهم قريباً السلطة الفاجرة ذاتها، والتي أخلت سبيلهم، برئيسها الدميم والدمية؛ والملعون خلقة وأخلاقا، بزبانيته، سيتحاورون، فهل هؤلاء مسؤولون عن الشعب الذي يقف على حافة الجحيم بل ويعيش الجحيم قبل أن يمر بيوم الحساب، أليس هؤلاء هم أحفاد أبن آدم القاتل والمقتول هو المجتمع السوري؟
ليست تلك مقصد مقالي، وكنت على نية تحليل ما يجري في المؤتمرات القادمة، من أستانة إلى جنيف -4 والتي سآتي عليها بمقال قادم، ولكن لا بد من البصقة، على من أوصل الشعوب السورية إلى هذا الواقع المؤلم حد ضياع الصرخة، كأضعف الإيمان.
فليت لم تكن سوريا اللقيطة هذه، لما كان هذا الصراع على سلطتها، ولما وصل شعوبها إلى هذه الحالة المزرية. لربما علينا أن نلعن وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا، قبل وزيري خارجية روسيا وأمريكا، والمعارضة وسلطة بشار الأسد، لأنهما أسسا سوريا كدولة غارقة في التناقضات، وبالتربة الملائمة لكل أنواع الصراعات المتوقعة من الإنسان. إذا أسلمنا بالأديان حكما في التكوين، والذي يعرضون الإنسان كأحفاد مجرم، فالجريمة الكبرى لم تكن ما بين هابيل وقابيل، بل هي الأن بين أبناء آدم في سوريا، والذين تجمعت فيهم كل جينات الجريمة الأولى في التاريخ البشري، وما تعقد من مؤامرات النفاق على مصير المجتمع السوري خير شاهد.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
15/2/2107م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء الثالث
- الناقد الكبير الأستاذ إبراهيم محمود
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام-الجزء الثاني
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء الأول
- الحورية السورية في مؤتمرات النخاسة
- لماذا لم تتحرر مدينة الباب
- خطأ الخالق أم المخلوق 2/2
- خطأ الخالق أم المخلوق 1/2
- كيف ستكون فيدرالية الكرد في سوريا 2/2
- كيف ستكون فيدرالية الكرد في سوريا 1/2
- ما دور الكرد في آستانه
- الوجه الأخر لخلافاتنا
- الكرد والإيديولوجيات والاستراتيجيات
- سوريا محمية روسية بامتياز
- ترمب من إمبراطورية إلى إمبراطورية
- عندما يدرس ترمب المستنقع السوري
- إيجابيات الصراع الكردي-الكردي-2/2
- أين إيجابيات الصراع الكردي-الكردي- 1/2
- ترمب ما بين تركيا والكرد
- انتخبتُ هيلاري


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ليت سوريا لم تكن