|
هل يذكر أحدكم شيئا من ذلك...ام إن البينة على من ادعى
بولس اسحق
الحوار المتمدن-العدد: 5433 - 2017 / 2 / 15 - 11:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كلنا على دراية وقناعة بصحة مفهوم العبارة " البينة على من ادعى" وعلى انها مبدأ أساسي من مبادئ المنطق والعدالة، لان الذي يدعي شيئا يكون هو المسؤول والملزم بأثبات ادعائه، ولنفرض ان هناك مثلا شخصا ادعى بأنه قادر على الطيران، لذلك يكون مسؤولا عن ادعائه وعليه ان يثبت قدرته على الطيران، وليس المطالبة ممن لا يصدقه ان يثبت له بأنه غير قادر على الطيران، وهذا أمر بديهي وعين العقل ولا يحتاج الى جدال فيه او نقاش!!! المشكلة التي تواجهنا هذه الأيام من قبل المؤمنين المغيبين، هو ان القرآن بالرغم من كثرة صفحاته وسوره وآياته لم يأتي لنا قط بالبينة على صحة أي ادعاء من ادعاءاته وما اكثرها، ولكن عندما يأتي الكفرة والملحدين لاتباع القران بالبينة على خرافة ما وجاءت بالقران، تراهم يتهربون ويروجون ويمرجون ويرفضون وهم يرددون: بأن هذا ليس بصحيح لان هناك الكثير من العلماء الأوروبيون والامريكيون في جامعة سوك الصفافير او مريدي نشروا دراسات تؤكد على صدق ما جاء بالقران وتفند ما يدعيه الكفرة والملحدين.... هذا هو جوابهم في احسن الأحوال وكأنهم جميعًا أي المسلمون يتلقون نفس الإجابة من نفس المصدر المنشور في جميع المواقع الإسلامية التدليسية لتغيب العقول... وطبعا لا يخفانا ان ولا واحد منا او منهم يعرف من هم هؤلاء العلماء ومن أي جامعة ولا عنوان الدراسة التي تؤيد ادعاءاتهم هذه ولا أسماء المدعين انفسهم...واغلب الأحيان يقولون وهذا ما اثبتته ناسا!!! ويتناسون ان علماء وفقهاء الدين الإسلامي الذين كتبوا الاف الكتب للتفسير ومحاولة اثبات وجود اله القران استنادا لما جاء بالقران الذي هو ذاته بحاجة ماسة لأثبات مرجعيته وما الى ذلك، قد استخدموا الاساطير والخرافات الغريبة التي كانت شائعة في حينها او تم نقلها بصورة مباشرة من الكتب التلمودي والخرافات النصرانية وغيرها، وقراءة هذه الكتب التي كتبها ائمتهم ومفسريهم وفقهائهم، هي لوحدها تكفي للرد على المدافعين عن القرآن المبهم... وبالرغم من هذا فأننا نجد ان المؤمنين القليلي الحجة مازالوا مصرين على الاستشهاد بهذه الكتب المتخلفة وبدون ان يقرأوها أصلا وانما قيل لهم او قراؤا رايا لاحد مشايخهم دون التأكد أصلا من صحة ما يصرح او يجعر به هذا الشيخ او ذاك، ويعتبرون جعير هؤلاء الشيوخ وكانه الرد الحاسم على كل سؤال يطرح من قبل المخالف لدينهم بدون ان يجيبوا عليك بالمنطق الذي يجهلون شروطه، ومستشهدين بأية في قرآنهم... " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"....والطامة الكبرى في الإسلام ظهرت بعدما ظهر المنتفعين والمدلسين الجدد أصحاب اعجاز القرآن والذين قاموا بتفسير الآيات التي وردت في كتاب الطلاسم بغير معانيها مدعين انها وان اثبتت شيئا فأنها تثبت ان تلك النظرية او ذلك الاكتشاف الذي قام به الغرب الكافر انما هو مذكور في كتاب الطلاسم قبل اكثر من 1450 سنة، وذلك بأخذ الاستعارات والتشبيهات خارج السياق الذي كتبت فيه تلك الآية او السورة، في محاولة منهم فرض على تلك الآية معنى غير معناها، ومع ذلك يصدقهم الجهلاء بلا تردد ويدافعون عنها بلا هوادة، ولفرض المزيد من الغباء والتجهيل بين القطيع يقومون بنشر تلك الهلوسة في جميع مواقعهم ومنتدياتهم الخاصة بنشر التغييب والتجهيل.... وبالرغم من ان اهل العلم الحقيقي وليس اشباه البشر يردون عليهم بالعقل والمنطق، الا انهم يصرون على رفضهم القبول بالمنطق في محاولة منهم على ترسيخ الغيبوبة لدى القطيع في الحظيرة الإسلامية، لانهم يدركون جيدا بانها ابسط وسيلة وسهلة جدا لجني الأرباح بالملايين ما دام هناك ما لا يعد ولا يحصى من المغيبين... فلولا هذا الكم من الجهلاء والمغيبين لما سمعنا بخرافات هؤلاء الدجالين المشعوذين...لأننا نعلم ان الخرافات لا تنتشر الا في المجتمعات المتخلفة...وكما يقول المثل " رزق الهبل على المجانين"... وهذا الهراء وعدم المنطق ليس غريبا على المجتمعات الإسلامية ومن الصعوبة جدا انكار هذه الخزعبلات لدى المسلم المؤمن، وذلك لأن اله القران نفسه في كتابه المنسوب له- والمفترض أن يكون المنطق والعدالة كاملة فيه- نراه قد تجاوز مبدأ المنطق والعدالة، وافترض سلفا بأن في كل الأمور التي تخصه والتي جاء بها، فان عبء اثبات منطقية الأمور والقضايا الواردة فيه تقع على من ينكر بانها منسوبة لأله القران وليس العكس...أي منطق اعوج هذا؟؟؟ فها هو اله القران يقول: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ {الأعراف: 172-173} لذا فإن السؤال يبقى قائما: إن كان هذا الحوار تحديدا قد حدث حقيقة مع كل البشر فلماذا لا يذكر أحداثه أحد منا ؟ أريد أن أفهم ما فائدة هذه الشهادة؟ هل يذكر أحدكم شيئا من ذلك؟ هل تعتبر هذه الشهادة منطقية؟ هل يحتج علينا الإله بها؟ ثم متى مسح الله ظهر آدم؟؟؟ هل بعد أن خلقه مباشرة أم بعد أن ألقاه في الجنة وحده دون أنثى أم بعد أن شعر بالوحدة وناشد ربه أن يرسل له ونيسا أم بعد أن أضلهما الشيطان وظهرت لهما سؤآتهما لأنها لم تكن تظهر لهما قبل ذلك؟؟ ومن المعروف أننا ننسى ما يحدث لنا في صغرنا فكيف ونحن لم نولد بعد؟ فما فائدة تلك الشهادة؟ ولو أن هناك انسان واحد في هذا العالم تذكر ذلك الموقف ويسمى "موقف الذر" لصح أن يقيمه اله القران حجة على بني البشر....و لكن هل يمكن لحدث عظيم مثل هذا أن يتواطئ على نسيانه كل البشر؟؟؟ طبعا مستحيل!!!!! إذن ببساطة الحدث لم يحدث واذا أردنا أن ننكر ذلك فعلينا نحن أن نثبت ذلك، دون ان يثبت لنا اله القران ذلك! لماذا والبينة على من ادعى؟؟ علما ان الآية بالأصل محرفة!! لا بل أن اله القران يذهب ابعد من ذلك في كتابه المنسوب له فيقول في سورة البقرة "فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب..." أي أن اله القران نسب لنفسه إتيان الشمس من المشرق وعلى من لا يصدقه من المشركين والكفار، أو الذي يدعي أنه أفضل منه أن يأتي بالشمس من المغرب! اليس غريبا هذا المنطق الذي يتم فيه نسب حادث يومي موجود في الكون الى جهة معينة بحد ذاتها من دون اثبات ذلك، ومن ثم تحدي الغير لأثبات العكس! لماذا لم يقم اله القران بالإتيان بالشمس من الغرب اذا كان هو قادر على ذلك (بالرغم من صعوبة ذلك لأنه يتطلب وقف الأرض عن الدوران ومن ثم تحريكها في الاتجاه المعاكس وهو أمر كان سيقضي على البشر قبل أن يشهدوا شروق الشمس من الغرب- وبالتأكيد فإن هذا الكلام لا يمكن أن يكون صادر عن جهة تعرف آلية شروق وغروب الشمس وكروية الأرض!).؟ والاغرب ماذا كان سيكون موقف اله القران لو ان النمرود طلب من إبراهيم الشكاك ان يطلب من الهه ان يأتي بالشمس من المغرب ليؤمن به...فهل يا ترى كان اله القران، انتبه اله القران وليس الله خالق الكون والمجرات قادرا على فعل ذلك!!! تخيل نفسك عزيزي القارئ في المحكمة لان احد الأشخاص ادعى بأنك ضربته وسلبته، كل هذه الاتهامات التي اتهمك بها قالها دون أن يقدم أي دليل الى المحكمة يثبت صدق ادعائه، ولكن مع ذلك فان المحكمة تكلفك بأثبات أنك لم تضربه وتسلبه بالأدلة والبراهين.... بالتأكيد انك ستشعر بالظلم والاجحاف او انك ستتوصل الى نتيجة حتمية مفادها ان الجالس على منصة الحاكم اما حمار او ان المشتكي احد أقاربه، لأن طلبه منك لأثبات براءتك من تهمة موجهه لك دون دليل يعتبر مخالفا لمبادئ المنطق والعدالة! ولا اعلم هل أن مبادئ المنطق والعدالة يجب تعطيلها عندما يتعلق الأمر باله القران، لان القرآن في طياته نسب كل شيء جيد الى اله، ونسب كل شيء الى الشيطان، لكن دون أي اثبات وانما وفقاً لخيارات ورغبات المؤلف، الذي ترك عبء اثبات عدم المصداقية في هذا الادعاء على من يدعي العكس، أي ان المعترض عليه عبء اثبات أن هذا الاله ليس هو الخالق أو الفاعل او المتكلم، وحتى لو حاول هذا المعترض اثبات صحة اعتراضه فانه سيكون معرضا لمواجه مشكلة لها اول وليس لها آخر وخاصة في المجتمعات الإسلامية، لأنه من خلال الاحداث اليومية في هذه المجتمعات بحق أي شخص سينكر ما ادعاه اله القران، أو في حال حاول اثبات عدم صحة ما تم نسبه الى اله القران، ففي هذه الحالة سيكون كافراً وسيكون العذاب الأبدي بانتظاره...بعد ان يكون قد نال عقابه بالنحر او الاغتيال على سنة الله ورسوله من قبل غوغاء الإسلام باعتباره مرتدا ملحدا!! هذا هو بكل بساطة منطق الإسلام! ولا أدري هل هناك من فارق بين هذا الإله الإسلامي وأي ديكتاتور عربي او إسلامي والذي ينسب كل شيء جيد لنفسه وويل لمن يناقش؟ وأنا هنا لا أرى في تصرف اله القران واي دكتاتور عربي مسلم أي فارق يذكر!! وأخيرا لا يمكننا ان نغفل من ان روعة العقل انه جبل وخلق على الشك دائما وعدم التسليم بأية حقيقة على انها مطلقة ... والمتدين بلا وعي يحرم عقله هذه الروعة عندما يدعي واهما بامتلاكه حقيقة خلق الكون.... تحياتي.
#بولس_اسحق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يَسْأَلُونَك....متاهة محمدية... وإخفاقات إلهية
-
محنة العوام هم شيوخ ورواة الاسلام .... الرسول كأنك تراه
-
اللَّهُ..... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
-
آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ...آيَة سَدُ الثَ
...
-
مبحث في... الرسالة وبدء الوحي
-
لَوْ أَنْزَلْنَا هذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَي
...
-
حِكاية طِفلة وشَيخُ القَبيلة
-
الإعجاز العلمى فى القرآن.... خيال ام عقدة النقص؟؟
-
مِحنَةُ أُمَةٍ وإِلهُها...ووهمَ الإِعجازِ في كِتابِها
-
الغيب لم يتطرق اليه الحِوار بَيّنَ محمد والكُفار- على ال بي
...
-
حِوار.... عَبرَ ال BBC..... بَيّنَ محمد والكُفار
-
حقيقة زائر الغار ووحيه لخير الابرار
-
القَمَرُ خُسُوفاً والشَمسُ كُسُوفاً...وَمَا نُرْسِلُ بِالْآي
...
-
عندما يغضب اله القران وهو الذي كتب السيناريو؟؟؟
-
كَشْفُ سِرُّالأسْرَار فِي عَدَمِ ألإجًابَةِ عَلى دُعاءِ ألأب
...
-
قال الله : إِنْ شَاءَ اللَّهُ...ذَلِكُمْ اللّهُ رَبُّكُمْ
-
آدم الإنسان...باكورة ضحايا المؤامرة الالهية في الاسلام
-
إنهم لا يريدونكم أن تستيقظوا !
-
حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة
-
أُمُ ألبَنِين... تُغَيِّرأقوالَها
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|