سفيان منذر صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5431 - 2017 / 2 / 13 - 00:19
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
تعد إدارة المخاطر جزءاً من الإدارة الإستراتيجية في المؤسسات، وتتمثل في مجموعة من الإجراءات التي تتبعها تلك المؤسسات ، بشكل منظم لمواجهة المخاطر المصاحبة لأنشطتها من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة في ظل وجود المخاطر بما يضمن تحقيق الأهداف .
وتوفر إستراتيجية إدارة المخاطر مجالاً للتواصل لمنع الخطر أو التقليل منه، ومن حجم الخسائر عند حدوثها ,والعمل على عدم تكرارها من خلال دراسة أسباب حدوث كل خطر لتلافيه مستقبلاً, وتوفير الأموال اللازمة لتعويض المؤسسات عن الخسائر التي قد تحدث. ولابد من استعراض والتعرف إلى المخاطر ذات الأهمية وتصنيفها وتحليلها وتطوير إستراتيجيات لتفاديها أو للتخفيف من آثارها حال وقوعها من خلال :
• التحديد المعتمد على الأهداف: إن الوحدات الإدارية على اختلاف مواقعها في المؤسسات لديها أهداف, فأي حدث يعرض تحقيق هذه الأهداف إلى خطر سواء أكان جزئيا أو كليا، يشكل خطورة. ولذلك تم تحديد أهداف إستراتيجية لأدارة المخاطر.
• التحديد المعتمد على التصنيف: وهو تفصيل جميع المصادر المحتملة للمخاطر, وتحليلها وتصنيفها ضمن كشف بالمخاطر التي تواجه المؤسسات, و إعادة ترتيب المخاطر وفق احتمالية وقوعها.
• مراجعة المخاطر الشائعة: يتم من خلاله الاستفادة من التجارب المحلية االاقليمية او الاطلاع على تجربة عدد من المؤسسات التي لديها إستراتيجية للتعامل مع المخاطر .
• تقييم المخاطر : وهي تحديد عنصر الخطر و احتمال حدوث كل خطر, وكذلك الآثار التي يحدثها كل خطر (التأثير).
وبالتالي ... إن التقيم الشامل للمخاطر يساهم إما في منع الحوادث أو في تخفيف العواقب الناجمة عن الحوادث التي قد تحدث .. وهذا إذا توافرت المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الخاصة تجاه تلك المخاطر من خلال عمل برنامج لتقيم المخاطر.
يهدف برنامج تقيم المخاطرالى :
• تحديد المخاطر وافتراض احتمال وقوعها ودراسة إمكانية منعها.
• تقيم تدابير منع وقوع المخاطر أو التقليل من توابعها وآثارها.
• متابعة ما يتم تقديمه من توجيهات لضمان تنفيذ ها في الوقت المناسب.
والقوانين تحتم إجراء تقييم المخاطر وهى عديدة منها محلية او دولية كالمواصفة 18001OHSAS – 8800 BS لسنة 1996 – 14001 ISO لسنة 1996 و كذلك HASAWA 1974 ،COSHH 1999 (التحكم فى المواد الخطرة) تعليمات الإنشاء 1996 او ISO9001 لسنة 2015 .
يجب إجراء تقييم للمخاطر قبل البدء فى العمل و يتم بواسطة جميع الأقسام و الوحدات و العاملين بالمواقع و يجب ان يكون بسيطا و مسجلا .. و يجب إجراءه بطريقة منطقية منظمة من خلال تحديد مدى تأثير الخطر بإحدى الحالات الآتية:
مخاطر بليغة: عالية للغاية بشكل غير مقبول, ويجب ألا يتواصل النشاط في ظل الظرف السائد.
مخاطر كبرى: عالية بشكل غير مقبول ،و يجب تعديل النشاط ليتضمن خططاً وإجراءات علاجية وأن يكون خاضعاً للتقييم .
مخاطر منخفضة: خسارة مالية ضخمة، استياء واضح من قبل متلقي الخدمة، ضياع سمعة المؤسسة ، تأثير سلبي كبير في الخدمات المقدمة.
مخاطر متوسطة: مقبولة, لكن يجب إدارتها بحيث تظل في أدنى مستوى عملي منطقي.
مخاطر منخفضة: مقبولة دون الحاجة لاتخاذ إجراء آخر ،لا يطلب اتخاذ إجراء ما إن لم يكن تصعيد المخاطر ممكناً.
كلما زاد تأثير الخطر ازدادت الحاجة إلى إعطائه أهمية كبيرة ، وأثناء عملية تقييم تأثير الخطر يجب الأخذُ بعين الاعتبار شمولية تأثيره، وتحديد عدد متلقي الخدمة المتأثرين بشكل سلبي بهذا الخطر, وإعطاؤه أهمية خاصة للتأثيرات السلبية التي لا يمكن معالجتها.
عند تقييم احتمالية تأثير الخطر في النواحي المالية , يتم الأخذ بعين الاعتبار القيمة المترتبة على وقوع الخطر وتكاليف تصحيح هذا الخطر، وحتى تتمكن المؤسسات من إدارة الموارد بشكل جيد، يجب التركيز على المخاطر ذات التأثير الكبير.
تم (حيثما كان ذلك ممكناً) إشراك متلقي الخدمة في تحديد المخاطر, مما ساعدنا في تقييم الخطر بشكل أفضل.
اما إجراءات التعامل مع الخطر:
1. التحكم في المخاطر: أي تحديد الطرق التي تستخدمها المؤسسات وعلى اختلاف انشطتها المقدمة، لتقليل احتمال الخطر وآثاره , ورصد مبلغ ضمن موازنة تلك المؤسسات للتعامل مع المخاطر من خلال :
• نقل الخطر: وهو تحويل الخطر إلى جهات أخرى ,مثل تحويل العمل أو جزء منه إلى جهات أخرى لتقوم بتنفيذه.
• تقبل الخطر: إن اتخاذ إجراءات فعالة للحد من الخطر تكون محدودة في بعض الحالات، أو تكلفة اتخاذ هذه الإجراءات قد تكون عالية، أو مكلفة وفي هذه الحالة يكون الإجراء الإداري المطلوب هو مراقبة الخطر والتأكد من أن احتمالية حدوثه أو تأثيره لن تتغير، وقد يكون من المناسب التعامل مع هذا الخطر في المستقبل بشكل أفضل عند توافر طرق إدارية مختلفة لإدارة هذا الخطر.
• معالجة الخطر: معظم حالات الخطر ستكون ضمن هذه الفئة، حيث يتم احتواء الخطر من خلال اتخاذ إجراءات وقائية للتعامل معه أو للحد منه.
• إنهاء الخطر: حيث يتم اتخاذ بعض الإجراءات التي تزيل الخطر بشكل جذري، مثل استخدام طرق مختلفة لتنفيذ العمل، أو تكنولوجيا مختلفة، والتي تجعل الخطر غير موجود.
2. المراقبة والمتابعة الدورية؛ ليتم اكتشاف أي مصدر خطر جديد أو فشل التحكم في المخاطر السابقة من خلال بنود ادارة الخطر ضمن مواصفات ISO الجديدة والتي تم ادراجها في الايزو 9001-2015 إدارة المخاطر ، او ادارة الازمات ، ومن خلال تعبئة نموذج خطة إدارة المخاطر من قبل الإدارات معتمدةً على كشف المخاطر التي تواجه المؤسسات .
إن قائمة المخاطر ( كشف المخاطر) تعد ركيزة أساسية لإستراتيجية إدارة المخاطر, حيث يتم اعتمادها لمراقبة أدائنا حول إدارة المخاطر, حيث تتم مراجعة قائمة المخاطر بشكل دوري وتحديد التطور في إدارة المخاطر بطرق مختلفة منها:
• تكرارية حدوث الخطر.
• مدى التغير في قائمة المخاطر.
• مدى فعالية الإجراءات الوقائية المتبعة ونجاحها في الحد من الخطر.
• مدى مشاركة الموظفين في تحديد قائمة المخاطر.
• مدى تحديث قائمة المخاطر من حيث ظهور مخاطر جديدة، وإنهاء مخاطر سابقة.
• مدى التوجه في تقييم المخاطر من حيث حجم تأثيرها: كبير، متوسط، قليل القياس.
3. قياس فاعلية الإجراءات المتخذة لتلافي المخاطر باستخدام نموذج تقييم المخاطر .
قياس فاعلية منهجية إدارة المخاطر والتعديل عليها بناءً على نتائج القياس .
ينبغي على المؤسسات التي تعني ببناء مصفوفة ادارة المخاطر ان تأخذ بنظر الاعتبار :
1. نظام تقدير المخاطر Risk Assessment System :
هو نظام يحدد المخاطر ويحدد عواقبها واحتمالاتها ويقيم كيفية منعها أو الحد من نتائجها.
Risk = likelihood ×consequence
= Frequency × severity
2. العلاقة بين الخطر والمخاطرة Hazards Vs Risks
R = F × S
R = assessed loss potential
F = probability of occurrence (frequency)
S = severity of occurrences
3. تقييم المخاطر النوعى Qualitative Risk assessment procedure ويشمل :
تحديد مهمة العمل ، تحديد الخطر، حدد ماذا او من سيلحق بالضرر، طبق وسائل التحكم فى الخطر، قياس الخطر نوعيا ، التمويل .
4. تقييم المخاطر الكمى Quantify Risk assessment
مقياس الخطر الكمى .. يعنى ترجمة الاحتمالية والعواقب آلي أرقام لإعطاء أولوية لإزالة هذه الأخطار
وتقسم عناصر الخطر الى قسمين الاحتمالية Frequency والعواقب Severityوقد يعطى كل عنصر منهما أرقام من 1-5 ، و يتم هذا مع كل من المعدات و البيئة والأفراد و المواد .. الخ تبعآ لنوع نشاط تلك المؤسسة .
وينبغي ان تكون الاحتمالية مبنية على احدى التوزيعات الاحصائية المستمرة او المتقطعة والتي تأخذ الزمن بنظر الاعتبار، مع الاخذ بنظر الاعتبار المتغيرات الدورية او العرضية او الفجائية لدالة الهدف في بناء مصفوفة ادارة المخاطر .
5. تقنيات تقدير المخاطرHazard Identification techniques وتشمل :
• الفحوص و التفتيش Inspections HAZOP (HAZARD operability) .
• تحليل خطوات العمل Job safety analysis .
• كتب المخاطر و مخططات الاتصال schemes Hazard Books & contact .
• تحليل شجرة الأخطاء Fault tree Analyses &Failure mode and effect Analysis .
6. أساليب تقييم المخاطر المتطورة وتشمل :
تحليل مهام العمل Job safety analysis .
تحليل نموذج التأثير و الفشل Failure Mode and Effect Analysis .
تحليل الوظيفة الحرجة Critical Job Analysis .
تحليل شجرة الحدث Event Tree Analysis
تقدير الالتزام للعامل البشري Human Reliability Assessment Framework .
تحليل شجرة الخطأ Fault tree analysis .
المهام والمسؤوليات المتعلقة بتطبيق هذه الإستراتيجية :
1. الموظفون: معنيون في تقييم ومراجعة المخاطر, ولكن يمكن أن يكونوا جميعاً مشاركين في تحديد هذه المخاطر، وفي حال معرفة الموظف بخطر معين في منطقة عمله، ويكون هذا الخطر غير معروف؛ يتوجب على الموظف المشاركة بإدلاء المعلومات حول هذا الخطر لمديره المباشر، والتوجه العام يجب أن يكون بأنه لا يوجد خطر يمكن إهماله، وبعد مناقشة الخطر وتأثيره، يتم تحديد الحاجة إلى تسجيل الخطر والإجراءات الكفيلة بالحد من آثاره ووضعه تحت السيطرة أم لا.
2. المسؤولون عن إدارة المخاطر: لكل خطر يتم تحديده يتم تحديد مسؤول عنه، ويكون هذا الشخص لديه الصلاحيات والإمكانيات لمواجهة الخطر، وبإمكانه أخذ الإجراءات الوقائية اللازمة لوضع الخطر تحت السيطرة، مثال: أن يكون لديه القدرة على تحويل الموارد اللازمة لمواجهة الخطر, وقد يكون على حساب عمل آخر ذي أهمية أقل. إذا كان المسؤول عن إدارة الخطر غير قادر على اتخاذ مثل هذا الإجراء، فلا بد أن يتم تعيين مسؤول أعلى منه لإدارة الخطر، المسؤول عن إدارة الخطر يجب أن يوفر ويوثق جميع المعلومات المتعلقة بهذا الخطر, وأن يقوم باستخدام المعلومات السابقة واستحداث معلومات جديدة لمواجهة الخطر حسب الحاجة.
3. المديرون : جميع مديري الدوائر مسؤولون عن التأكد من أن جميع موظفيهم على دراية بأحدث المعلومات حول إدارة المخاطر، وأن يقوموا بتوصيل المعلومات حول مخاطر معروفة لديهم لموظفيهم، ليتم توضيحها وعنونتها عند تحقيق الأهداف.
4. متلقو الخدمة: إن متلقي الخدمة لديهم دور مهم في إدارة المخاطر من خلال التواصل المجتمعي على الرغم من أنه لا يوجد لديهم مسؤوليات واضحة في هيكل المؤسسات ، ولكن سيتم بشكل دوري أخذ رأي واقتراحات متلقي الخدمة عن إستراتيجيات وتوجهات المستقبلية في إدارة المخاطر من خلال مسوحات رضا متلقي الخدمة .
اما محاور كشف المخاطر التي تواجه المؤسسات التعليمية اليوم ومنها الجامعات يمكن ان نلخصها بالتالي مرتبة حسب احتمالية وقوعها وطبقآ للمتغيرات الدورية والعرضية والفجائية :
• مخاطر مالية: درجة التقلبات التي تحدث للموازنة وعوامل داخلية عدة مثل عدم دقة تقدير الموازنة وعدم كفاية المخصصات المالية التي تحول دون تحقيق أهداف الجامعات .
• مخاطر أعطال فنية : تهديدات تواجه شبكة الحاسوب وأمن المعلومات وسريتها للجامعات تحول دون تحقيق الأهداف.
• مخاطر الحرائق : تهديدات قد تواجه الجامعات والمرافق المهمه فيها تعرض حياة الأفراد للإصابات وتدمير المباني، وإتلاف المحتويات من وثائق وبيانات مهمة نتيجة حدوث الحريق.
• مخاطر الكوارث الطبيعية : تهديدات طبيعية تواجه المؤسسة مثل الزلازل والفيضانات والانزلاقات والانهيارات الأرضية التي تحول دون تحقيق الأهداف .
• مخاطر تتعلق بسلامة امتحانات الجامعات : تهديدات تواجه سلامة الامتحانات والاختبارات.
• مخاطر معرفية: التهديدات التي تواجه الجامعات في نقص الكوادر البشرية ونقص المهارات الإدارية والعلمية الكفوءه بالأختصاص وخرق أمن الموظفين ماديا ومعنويا.
• مخاطر تعليمية: تهديدات تواجه الجامعة في عدم فعالية برامج التدريب الموضوعة وانخفاض نسبة الالتحاق بمهنة التعليم وتسرب الطلبة وعدم التحاقهم بالجامعات .
• مخاطر صحية: تهديدات تواجه المؤسسة من إصابات عمل او اصابات صحية للطلبة والمنتسبين.
• مخاطر قانونية: تهديدات تواجه الجامعات بتدني مستوى الوعي والتشريعات الناظمة لعمل الوزارة, وعدم المعرفة بكيفية تطبيق نصوصها وعدم تزويد المعنيين بالتعديلات الواجب إجراؤها لتفادي المخاطر المادية والفنية.
• مخاطر توعوية / إعلامية :تهديدات تتعلق بعدم تزويد المعنيين بالمعلومات بالدقة الكافية .
وأخيرآ ... تعد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أهم المؤسسات الحكومية والحيوية التي لها دور بارز في تربية الاجيال القادمة ، وبناء المجتمع ،والإسهام في بناء المفاهيم ،والثقافات ،والقيم المجتمعية ،مما يستدعي توفير أعلى درجات الأمان في مرافق الوزارة المختلفة ،وكذلك الحفاظ على حياة الطلبة والمنتسبين في حالات الطوارئ . ونظراً للأهمية القصوى التي توليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للسلامة العامة في البيئات التعليمية ومراحلها ومستوياتها كافة، فقد جاءت هذه الإستراتيجية لضمان تحقيق الأهداف الوطنية والأهداف الإستراتيجية للوزارة في بيئة تعظم من إجراءات الأمان، وتقلل من آثار المخاطر في حال وقوعها. ومن هذا المنطلق يجب العمل بروح الفريق الواحد في المواقع الإدارية جميعها؛ للمحافظة على هذه المؤسسة المهمة، وحماية أرواح المتعاملين معها، وتقديم الخدمات المختلفة في حالة الطوارئ .
#سفيان_منذر_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟