أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - كتاب التوراة في قضاء قلعة صالح














المزيد.....


كتاب التوراة في قضاء قلعة صالح


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5430 - 2017 / 2 / 12 - 20:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



وكأنه يطهّر صباحات زائريه من مختلف ديانات الأرض بماء النهر وتواريخ مواعظه التوراتية التي حملها ذات يوم من بابل الى مملكة الطيب شرق ميسان ، وعند اول قبلة بوابة ضريح النبي سيقرأ الزائر : السلام عليك يا نبيَّ الله يومَ وِلِدت ويومَ تَموتُ ويومَ تُبعثُ حياً. وبجانب الكتابة ثمة صلوات مدونة بالعبرية وهناك نقوش ربما ترجمتها تعني المواعظ والصلوات والتراتيل.
صورة المكان التوراتي والذي يرتدي شفاعة التشيع واحترام الصابئة لمكان النبي قرب الماء ليشعرهم أنه من ظهرانية يحيى (ع) حيث يكون المكان روح التعميد ولغته .
هذه صورة المكان الذي تتسع فيه مساحات الاهوار وينبت القصب بأعداد تفوق سكان الصين.
إنه البلاد العميقة في تواريخ تفاصيلها لها أربعة قراطيس هبطت من مواطن السماء الى أعشاش قلوب البشر في الأرض وهي حسب القدم الزمني الكنز ربا كتاب يحيى للصابئة المندائيين ، والتوراة كتاب موسى لليهود والانجيل كتاب يسوع للنصارى والقرآن ختام كتب السماء للمسلمين .
وربما نالت كل ديانة من علاقتها بالسياسة الكثير من التعسف والاضطهاد وفي المحصلة السياسي يذهب والدين يبقى.
ذهب قياصرة الروم وملوك يهوذا ويسوع بقيَ بإنجيله ، وعتاة قريش ذهبوا وبقي دين محمد ، فيما حافظت المندائية على وجودها وأزلها القديم بالرغم من تعرضها الى الكثير من الاضطهاد والقتل وحرق موروثهم وقراهم وقراطيسهم ، أما اليهود فقد أرغمتهم السياسة ووعد بلفور أن يحملوا حقائب السفر الى فلسطين تاركين مواطنهم التي عاشوا بها منذ ايام نبوخذنصر وعزرا الكاتب (العزير) لكنهم ابقوا في المكان شواهدهم وبعضاً من ثقافتهم في طرز البناء وبيوت الشناشيل واضرحة انبيائهم (ذوالكفل) و(العزير) وبعض الشواهد الاخرى من تراثهم التلمودي والثقافي والتوراتي والتاريخي الذي كان مخزونا في مكان رطب وينز فيه الماء بقبو تحت مديرية المخابرات العامة بالحاكمية.
تلك الأمكنة حيث مدى الأهوار يتساوى مع المسافة التي يقيسها الجفن بين الماء والاسماء تعيش الأديان والحضارات في مودة فطرية سببها هذا التكوين الحسي في بساطة الشخصية الجنوبية لهذا كان يهود العراق في التأريخ الذي سبق قرار التهجير القسري الى فلسطين يمشون الى مزاراتهم أين ما كانت قبابها وبواباتها ، ومنها قبر (العزيز) في الناحية التي حملت أسمه قرب قضاء قلعة صالح. حيث لهم فيها خانات يستريحون فيها قبل ان يستقبلهم صباح المسافة بين النبي والقلعة وهو طريق ترابي يرددون فيه آياتهم ويقربون وجه موسى وسيناء وبوابات معابدهم في اورشليم والناصرة وإيلات من وجه النبي الذي يحتفي بأبنية القصب ونعاس الموج وهو يمر من قبلُ بحيطان البناء الذي غلف بالطين والجص والحناء وتلوح في عينيه قرى المعدان الممتدة والتي تسكن الاهوار القريبة وحتى حدود إقليم الاهواز.
يتذكر صاحب إحدى هذه الخانات لحظة استيقاظ الزوار اليهود الى الصباح وهم ينتهون من حفظ الادعية التوراتية التي سينشدونها بهدوء وبرؤوس تهتز مع وقع الكلمات ، والى الصباح حيث تستقبلهم شمس قلعة صالح بالترحاب والالفة وذلك الازل الذي يلم شمل الديانات كلها منذ صحائف المندائيين المكتوبة على الواح الرصاص الى هذا اليوم.
وأمام الضريح التي تتنازعه شغف الارواح بين عشق المعدان له وبين محبة أحفاد يهود بابل واورشليم وكل الآتين من شتات العالم ليصنعوا وطنا مبتكراً تنازعه أحقية الوجود لدموع عرفات ومحمود درويش وغسان كنفاني.
يتعالى همس الادعية والصلوات فيما موج دجلة يسكنه الإنصات والخشوع للقادمين من ليل خانات قلعة صالح.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساطير الطور الصُبيّْ
- عندما يبوح حمام الدوح
- ماري المسيحية وشبوط المعيدي
- أطفال الأهوار والقاص المصري
- هل نحن عبيدكم أيها التيوس..؟
- المداعبة الايروتيكية والسياسة
- عندما يهاجمكَ القرد
- شوبنكن الالمانية ( أمازيغ وصابئة وايزيدين )
- حِينَ يُباعُ الشَرفُ بالترفْ
- يوم جعلنا الورد جنكيزخان
- القيامة عند الملكة فكتوريا ومعدان الجبايش
- خلطة سحرية لعشاء النمور
- ماركو بولو المندائي
- رسالة الى حسين نعمة
- الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية
- تريزا المندائية في شارعنا
- مغنيات منفذ طربيل الحدودي
- حمامة في سوق في المنامة
- الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية
- الهايكو المندائي


المزيد.....




- رجل يتسبب في انهيار جليدي ويدفن شقيقه تحت الثلوج.. شاهد ما ح ...
- تحليل: كيف يمكن للتضليل الإعلامي الذي يمارسه الكرملين أن يخف ...
- -راديو الأشباح-... إذاعة عسكرية روسية من عهد الحرب الباردة ت ...
- رئيس وزراء العراق: بشار الأسد لم يطلب من بغداد التدخل العسكر ...
- الحرب على غزة: الجيش الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان ويسته ...
- وزارة الداخلية السورية: بدء استقبال طلبات المنشقين عن النظام ...
- صحيفة: إسرائيل تواصلت مع نظام الأسد عبر رسائل -واتساب- ووسطا ...
- إحالة21 عسكريا أوكرانيا إلى المحكمة بتهمة -ارتكاب عمل إرهابي ...
- باكو: دلائل تشير إلى تعرض الطائرة المنكوبة لهجوم خارجي
- تصاعد دخان كثيف بعد حرق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان ( ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - كتاب التوراة في قضاء قلعة صالح