أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد رجب - عبدالإله الصائغ يصارع الموت في الغربة














المزيد.....

عبدالإله الصائغ يصارع الموت في الغربة


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 1431 - 2006 / 1 / 15 - 09:26
المحور: الصحافة والاعلام
    


يتذّكر المواطنون العراقيّون في كل مكان المآسي والويلات والكوارث التي جرّتها الدكتاتورية المجرمة على الوطن بالإستفادة من الأجهزة القمعية المعادية للشعب بصورة عامة وللكتّاب والمثقفين بصورة خاصة وتشبث النظام الدموي بإفتعال الذرائع والأحداث المختلفة التي أظهرت حقيقة عقولهم العفنة لملاحقة الأخيار والأبناء البربرة للشعب دون إخفاء الحقد الطائفي الأسود الذي ملأ قلوبهم الحاقدة، ولا الخوف من جماهير الشعب التي رفضت وترفض التمييز الطائفي البغيض، هذه الجماهير التي طالبت دوماً بالديموقراطية، وبالمساواة بين المواطنين أمام القانون.
لقد قامت الدكتاتورية بمداهمة البيوت، وأعتقلت المواطنين الأبرياء من جميع الشرائح والقوميات والمذاهب، ومن ثمّ قتلهم، ومن جرّاء تلك الأعمال الطائشة والمشينة للدكتاتورية لاقى الآلاف حتفهم والمقابر الجماعية خير شاهد، كما فقد عشرات الآلاف وطنهم، وبدأت الهجرة الجماعية لأبناء الشعب، ومن ضمنهم هجرة رموز الفكر والثقافة وأصحاب العقول التي ساهمت بقسطها في الحفاظ على التراث الإنساني وبلد الحضارات.
يجب علينا أن نتذكر ونعيش مأساة الملايين المهّجرة خارج الوطن، وأن نتلّمسّ معاناتهم في الغربة والتشرد والحرمان، وفقدان حقوقهم كمواطنين عراقيين، وبالأخص في الوقت الحاضر بعد زوال النظام الدموي وجب مساعدة العراقيين الذين يعيشون في ديار الغربة، للتخفيف من معاناتهم ومصاعبهم، والنظر إلى ظروف معيشتهم الصعبة، والعمل من قبل الحكومة العراقية على لجم الإرهاب والسهر على تجفيف منابعه والتخّلص من حالة الإنفلات الأمني لضمان عودة العراقيين الذين غادروا الوطن مكرهين حفاظاَ على كرامتهم وعدم الإنصياع لإرادة الدكتاتورية الجبانة، لكي يستعيدوا حقوق المواطنة اسوةً بالآخرين، وإعادة ممتلكاتهم وتعويضهم على الأضرار الجسيمة التي لحقت بهم.
البروفيسور الدكتورعبدالإله الصائغ مفكروأديب ورمز من رموز الأدب والثقافة العراقية ترك وطنه مرغماً، شأنه، شأن أي كاتب وباحث ومثقف عراقي من أمثال محمد مهدي الجواهري وعبدالوهاّب البياتي وبلند الحيدري وأخرين، وهو جزء من شعبه وجماهيره يحمل هموم العراق الذي يواجه هجمة شرسة من العابثين والقوى الظلامية وبقايا النظام الدكتاتوري الأرعن، والصائغ إرتبط كما يرتبط وهو واثق من عمله وتوجهاته برؤيته العميقة وإدراكه الحسّاس بمعاناة جماهير العراق والمخاطر على مصير الوطن، لذا عمل بنشاط ودون كلل، للوقوف في وجه موجات الشر العاتية التي إجتاحت العراق: كما دأب على السهر والعمل بإستمرار من خلال كتاباته وأبحاثه على إيجاد مخرج يمكن مساعدة العراق على تخطي حالة القتل والإرهاب والتخلص من الفوضى والأعمال الإجرامية.
انّ عبدالإله الصائغ مثقف ومبدع عراقي غنَى للشعب والوطن، غنّى للعراق، كما غنّى لكوردستان، وعبّرّ عن سعادته بسقوط الدكتاتورية الفاشية لكي يعود الوطن حباً وجمالاُ وأمناَ وسعادة. لقد عرفنا الصائغ رغم كبر سنه ومتاعبه وأمراضه كتلة إبداع مشّعة لا تتوقف لحظة، وصاحب ذهن وقّاد يجوب في رحاب الثقافة، لكي يكون عطاءه في نشاط متصل لخدمة الإنسان.
بقلب مثَقل بالحزن يقرأ المرء إستغاثة مبدع عراقي وهو يصارع الموت في الغربة، بعيداً عن محبيه وأصدقائه وأهله، بعيداً عن مدينته الباسلة، بعيداً عن رأس الحواش والعمارة وحي كندة.
أليست مهزلة قاسية لبلد غني، وريث لحضارات ثقافية وإنسانية أن يكون أحد أبنائه ومن خيرة مثقفيه على فراش الموت، وهو يطلب المساعدة !!، أليست مهزلة أن يكون البروفيسور عبدالإله الصائغ، وهو من الذين نذروا أنفسهم بحثاً عن الحقيقة والدفاع عن الإنسان، والذي كرّسّ جلّ طاقته الإبداعية لخدمة بلده بحاجة إلى المال لإجراء عملية جراحية.
إنّها جريمة أن يقضي مبدع فذ مثل الصائغ صرعات الموت، على فراش الموت، وهو ينتظر مساعدته، وممّا لا شكّ فيه أنّ قضية هذا الصرح العراقي مأساة حقيقية، ومن باب الواجب، وليس العطف أناشد السيد رئيس الجمهورية العراقية الأستاذ جلال الطالباني الذي تبّرّع في وقت سابق لكاتب جزائري أراد بيع كلية من كليتيه بمبلغ من المال، كما أناشد الحكومة العراقية التي تتبرع هنا وهناك الإسراع في تبّني مسألة علاج والعملية الجراحية لعملاق من عمالقة الأدب والفكر، والإهتمام بقضية البروفيسور عبدالإله الصائغ كونه واجباً وطنياً لخدمة الثقافة العراقية، وعدم إحتساب هذا الواجب فضلاَ أو منّة من أحد، وعلى الحكومة العراقية القيام وبأسرع وقت ممكن لإنقاذ حياة هذه العلامة لكي لا يرحل عنّا، وأن يعود للوطن عزيزاً ومكرّماً وأن تكتحل عيناه برؤية أحبته في مديننه الجميلة.
أناشد إتحاد الأدباء ونقابة الصحفيين والهيئات الإعلامية في العراق وفي كل مكان مطالبة الحكومة العراقية على تبّني قضية المفكر الصائغ.



#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف إندحر جيش البعث العقائدي العروبي وتهاوى
- الكورد يناضلون في سبيل حكومة وطنية بعيدة عن الطائفية
- لكي لا تتكرّر الحرب القذرة في كوردستان نصّوت لقائمة التحالف ...
- وكالة خبرية بعثية تصاب بالهيستيريا وتوجه إتهامات باطلة
- وكالة الأنباء العراقية تشتاق لأيام الدكتاتورية وزمن صدام الس ...
- دكتاتور العراق يقف ذليلاً رغم أنف البعثيين والقومويين العروب ...
- بعد رحيل أم الشهداء بشهر استشهد حفيدها شالاو
- إلى متى تبقى المأساة في العراق ؟؟
- الفنانة الكبيرة مه رزيه فه ريقي توّدع عشّاق فنّها الأصيل
- الشوفينيون العرب يريدون من الكورد التخلي عن ثوابتهم القومية ...
- الأحزاب والمنظمات السويدية تنظم مسيرات من أجل منح الإقامة لل ...
- فيما تردّد بقايا البعثيين والقومجيين كلمة الشمال تهدّد تركيا ...
- لماذا يكتب السيد خالد عيسى طه مادة واحدة بعنوانين مختلفين ؟
- حادثة الدبّابة تحمل ذكريات النضال ضد العسكريين الطغاة
- الشعب الكوردي يرفض الدستور العراقي الذي لا يحقق تطلعاته
- مدينة خانقين تعيش في قلوب أبنائها وستبقى رمزاً للإخاء القومي
- من يستطيع تعويض شهداء ومتضرري إنقلاب 8 شباط 1963 وردّ الإعتب ...
- كتبوا عن كرّومي كثيراً ولكنهم لم يكتبوا كل شيء عنه
- هل تستطيع حكومة الجعفري إزالة آثار دكتاتورية صدام حسين
- سيكتب الشيوعيون عن مآثركم وشهامتكم وتضحياتكم


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحمد رجب - عبدالإله الصائغ يصارع الموت في الغربة