أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - أطلقوا الله من أسره














المزيد.....

أطلقوا الله من أسره


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 1431 - 2006 / 1 / 15 - 11:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
أليس من العجائب أن مثلي
يرى ما قل ممتنعاً عليــــه
وتؤخذ باسمه الدنيا جميعاً
وما من ذاك شيء في يديه
إليه تحمل الأموال طرا
ويمنع بعض ما يجبى إليه
تنسب الأبيات الثلاث الموجوعة إلى الخليفة العباسي " المعتمد " بعد أن حرمه أخوه وولي عهده " الواثق " من الحصول على ثلاثمائة دينار فقط لا غير شحذها الخليفة لسمره وسهراته الباذخة. تلك الأبيات صارت فيما بعد تعبيراً واقعياً عن فقدان خلفاء بني العباس لسلطاتهم الزمنية وتحولهم إلى دمى يتداولها الأتراك حيناً والفرس حيناً أخرى. لقد بلغت التراجيديا أعلى دراجاتها السوداوية حينما سمل الضباط الأتراك عيني الخليفة " القاهر " حتى سالت على خديه، ثم ألقي به في شوارع بغداد يتسول الصدقة من الناس، بعدما كان يوماً أمير المؤمنين وظل الله على الأرض ومفتاح خزائن المال يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، فسبحان مغير الأحوال من حال إلى حال.

-2-
عندما تستعاد ذكرى ذاك التاريخ البعيد وما آل إليه الخلفاء من مصير تتداعى لي صورة الله عز وجل. الله خالق السموات والأرضين السبع، ومسبب الأسباب، ومفتح الأبواب، ومقدر الأمور، ومدبر الدهور، واجب الوجود، وخالق الأخلاق والجود، مفيض العقل وواهب الكل. الله الذي أبدع الكون، الله الذي يسبح باسمه كل ما في الوجود، الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور استبد به بعض من أبناءه القساة قلوبهم.
حبسوا الله بين جدران النص الأسمنتية الباردة، ثم أوصدوا الأبواب وأخفوا مفاتيحه. لقد اختطفوا الله بعيداً، ووضعوه في مكان لا يعرف مكانه إلا هم. منحوه الألقاب والأسماء والتشريفات لكنهم صادروا أختامه الإلهية ليصادقوا على صكوك الجنة لمن يرضونه وقرارات الإعدام لمن يكرهونه.
هؤلاء الأشقياء وجدوا منذ الخليقة ومنذ فجر الأديان، كانوا دائماً ينفشون ريشهم كالطواويس، يسمعون أخوتهم كلاماً جارحاً، ويصفونهم بالجهل والكفر والجحود. اليوم هم أكثر عدداً من الأمس، وأكثر شراسة من الأمس، وأشد أنانية وغباء وتحجراً من الأمس.
لقد أعد الله لعباده جنات عرضها السموات والأرض، لكنهم يريدونها لهم دون سواهم، يريدون نساء وقصور وخمور الجنة والتقلب في نعيم حدائقها الغناء لهم لا يشاركهم فيها بقية أخوتهم. عندما يزل لساني داعياً بالرحمة لقس متعفف عن الدنيا، أو لطفل يهودي بريء، أو لفقير مسالم بوذي، تخترق نظراتهم جمجمتي، ويجلدونني بألسنتهم، وربما تساءلوا فيما بينهم عن صلابة عقيدتي ونقاء إيماني.
قبل مئات السنين طمئن الله عباده في القرآن بأنه سيدفع الأذى عنهم (إن الله يدافع عن المؤمنين) لكنهم كأنما كفوا الله مئونة الدفاع عن عباده، فتقلدوا سيف الله، ونظموا حزب الله، وشكلوا جند الله. صاروا يتحدثون باسم الله، ويكذبون بصفاقة على الله، ويحترفون الإرهاب بألوانه باسم الله.
إن من يجرني بالسلاسل للمسجد، أو يأمرني بإطفاء صوت الأغاني، أو يسد طريقي كي لا أدخل سوقا تجارية فلا أتحرش بامرأة ولا هي تتحرش بي لا يقل عندي بشاعة وهمجية من نظيره الذي يفخخ جسده بالمتفجرات لينثر شظايا الموت والدمار. حدق في وجهيهما فلن تجد اختلافا كبيراً، أحدهما يصادر حريتك والآخر يصادر حياتك، وكلاهما يدعي أنه يحمل تفويضاً إلهياً غير قابل للنقاش، وكلاهما منتشيان بخمر إيمانهما فلا يرونك غير كافر تستحق ذبح النعاج أو فاسق تستحق أن تفرك أذنك.
إن الله الذي يحاصروننا به، ويجلدوننا به صباح ومساء، ويصعدون إليه على سلالم دماء البعض منا لا يشبه في شيء ذاك الإله العطوف الودود والمحب لمخلوقاته. لقد جردوه من شمس السلام وأسراب الحمام وأغصان الزيتون. استبدلوه بإله يضيق بأنغام الموسيقى، ويحنق لرؤية وجه أنثى، ويسخط لرسم لوحة تشكيلية، ويتنسم دماء البشر والخراف.
هذا الإله المتحرق للخراب وحمامات الدم لا يشبهه إلا " يهوه " ذاك الشيطان اليهودي الذي يجوس ليلاً ويتوارى من ضوء النهار. نعم! إنه هو ذاك الإله الرعوي الملطخ بالعار. لقد ورثناه كما ورثنا شرائع اليهود وعادة الختان والأساطير المنحولة. استبدلوا قلنسوته ونجمته السداسية بهلال وكوفيه، أما الله المحب للجمال والسلام فقد حبسوه.



#شموس_نجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفردوس.... كم هو حلم جميل!
- انتبه! تحت كل حجر جندي من جند الله شاهر سيفه
- سجل...ابن سبأ (حقيقة) وابن لادن -وهم
- الأديان طرقات... تتناءى ثم تتلاقى
- سارقو الفرح
- الإسلام بين ثبوتية النص وحركية الواقع
- عصافير الموسيقى لا تطير تحت سماء المملكة
- أما آن للسيف أن يغمد في قرابه؟
- ردود القراء: محاولة للفهم
- عبادة الأسلاف
- فتاوى الدمار الشامل
- المصادر القرآنية 4-4
- المصادر القرآنية 3-4
- المصادر القرآنية 2-4
- المصادر القرآنية 1-4
- المجهول في حياة الرسول
- الإسلام والكذب
- من كان بيته من زجاج...
- البحث عن مملكة سليمان
- أمي والمطاوعة


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - أطلقوا الله من أسره