حيدر لازم الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 5429 - 2017 / 2 / 11 - 03:06
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
حيدر لازم الكناني
الأحلام والتحليل النفسي Dreams and Analysis :
بالنسبة إلى يونك يعتبر تفسير الأحلام هو جوهر عملية التحليل النفسي " الأحلام هي مجرد أعادة أنتاج للذكريات ولا تجردها من الخبرة وأنها تتجلى على شكل أبداع لاشعوري " (Jung, 1954a, p. 100) ، أيضا الأحلام هي تمثيلات رمزية عن الحالة النفسية (Hall, 1986, p. 93) ، وعلى الرغم من أن الأحلام كانت موضوع مهم بالنسبة إلى يونك لذا فأن ليس كل الأحلام ذات قيمة متساوية ، فهو يميز بين الأحلام القصيرة والأحلام الطويلة ، والأحلام القصيرة أكثر شيوعا من الأحلام الطويلة والتي تاتي من اللاشعور الشخصي وهي غالبا ما تكون انعكاس لنشاطات الحياة اليومية ، " في جانب أخر الأحلام المهمة Significant dreams هي في الغالب أعادة الذكريات على مدى الحياة فهي اغني جوهرة في كنز المنزل للخبرة النفسية " (Jung, 1960c, p. 290) ، الصور الموجودة في الأحلام الطويلة هي رموز لا تزال مجهولة لاشعورية ، قبل الخوض في تفسير الأحلام الاعتبارات العملية في تغطية مادة الحلم بالإضافة إلى بنية الأحلام تم فحصها .
مادة الحلم Dream material : مصادر مادة الحلم هي متنوعة وأنه قد تتضمن الذكريات من الخبرات الماضية و الأحداث المهمة في الماضي التي تم كبتها وكذلك الأحداث اليومية الغير مهمة الماضية والذكريات المخفية المضطربة بعمق الشخصية ، في بعض الأحيان الحلم يأتي من المثيرات الجسمية مثل برودة الغرفة أو الحاجة إلى التبول need to urinate ، مصدر الحلم غير ضروري ما يهم هو أهمية معنى الصور داخل الحالم (Mattoon, 1981) .
تذكر الأحلام وصورها فأنها عملية ليست سهلة في العادة ، فأن اغلب المحللين ينصحون المرضى إلى تسجيل أحلامهم في مذكرة في اقرب وقت ممكن حتى يتم تذكر الأحلام في منتصف الليل ، شريط التسجيل يتم استخدامه أيضا بدلا من دفتر الملاحظات ، وعلى الرغم من أن الأحلام غابا ما يتم نسيانها قريبا بعد استيقاظ الشخص ، في بعض الأحيان أنها قد تاتي ضمن الذاكرة القصيرة المدى بعد استيقاظ الشخص ، كما أن الكثير من المعلومات عن الحلم يمكن تذكرها وتتضمن تفاصيل قصيرة ويجب أن يتم تسجيلها كما أن تفاصيل الحلم هي في الغالب لها أهمية رمزية وقد يتحول الحلم القصير ضمن الحلم الطويل (Harris, 1996) ، عندما الأحلام يتم تذكرها بشكل كامل فأنها في العادة تتبع تراكيب معينة .
بنية الأحلام Structure of dreams : على الرغم من أن سرد رواية الحلم تختلف بشكل واسع عن محتواه ، ويحتوي على العديد من العناصر الأساسية الأربعة (Jung, 1961, pp. 194–195) رواية سرد الحلم تجري بالتعرض إلى وصف مكان الحلم والصفات الرئيسية في الحلم وعلاقة الحالم إلى الحالة وفي بعض الأوقات تكون
" أنا كنت في الحظيرة مع أختي والمزارع جلب حمولة من القش وقد اقبل علينا الليل وكنا متعبين " الجزء الثاني من الحلم هو تطور الحبكة ومؤشر إلى تطور الصراعات والتوتر في الحلم : " المزارع كان غضبان ويريد منا عدم تحميل القش Hay بسرعة داخل الحظيرة " الجزء الثالث من الحلم هو الحدث الحالم في أي تفسير سوف يأخذ مكانه في الحلم : " وجه المزارع تحول إلى وجه متوحش ومهدد وترجل من الجرار وجاء ألينا " المرحلة الأخيرة من الحلم هو الاستنتاج أو الحل : " أنا وأختي خرجنا نركض بأسرع ما يمكن ولكن المزارع سد علينا الطريق وفي يده شوكة القش Hay fork واستيقظت وأنا أتنفس بسرعة " من خلال تعلم التركيب الكامل للحلم المحللين يستطيعون التأكيد بأن التفاصيل الحلم لا يمكن التغاضي عنها وأن الأجزاء هي ليست مفقودة ، بالطبع في بعض الأحيان الحالم يستطيع تذكر فقط أجزاء أو فتاتات من الحلم ، مثلا الأحلام المتفتتة تتطلب حذرا كبيرا في التفسير من الأحلام التي يتم تذكرها بشكل كامل .
تفسير الحلم Dream interpretation : هدف يونك في تفسير الحلم كان يهدف إلى ربط المعنى الرمزي للحلم إلى الموقف الشعوري للمريض (Jung,1960c) ، مقاربته لكيفية تحليل الحلم تعتمد على طبيعة الحلم وفي بعض الأحيان على الصور المنعكسة من ارتباطات الشخصية وفي أحيان أخرى من ألارتباط بالنموذج الأولي ، وفضلا عن ذلك أنه يتطلع الاستمرار بين صور الحلم أو نماذج الأحلام واستحضارها إلى المعنى الذاتي أو المعنى الموضوعي للصور التي تكون ضمن الحلم .
الأحلام التي تكشف الروابط الشخصية هي تلك الأحلام التي ترتبط إلى حياة اليقظة الخاصة بالحالم ، مثلا الأحلام التي يتم تفسيرها ليس فقط في نواحي الإحداث اليومية للفرد ولكن أيضا في نواحي المعلومات حول العائلة والماضي و الأصدقاء والخلفية الثقافية ، وعلى الرغم من أن الأحلام مع الروابط الشخصية كثيرة الحدوث أكثر أحيانا من تلك التي تحدث مع الروابط بالنموذج الأولي وأهمية كلاهما يمكن أن تكون صعبة الفهم .
الدلالات التعويضية في الأحلام Compensatory -function-s of dreams : اعتقد يونك Jung بأن أكثر الأحلام هي عملية تعويضية وجزء من عملية التنظيم شخصية الإنسان (Whitmont, 1991) ، السؤال هو ما يفعله الحلم إلى الحالم ، من خلال جلب المادة اللاشعورية من الحلم داخل الوعي الشعوري وقد يتمكن الحالم من تحديد الغرض من الحلم ، الأحلام قد تكون تعويض عن الشعور من خلال الإثبات أو المعارضة أو المجادلة confirming, opposing, exaggerating أو في أحيان أخرى التعلق إلى الخبرة الشعورية ، على أي حال ليس كل الأحلام لديها الدلالة التعويضية ، فبعض الأحلام قد تتداخل مع أحداث التصرفات المستقبلية وأخرى تتمثل بالأحداث الصدمية اللاشعورية .
وباختصار أن المنهج اليونكي لتفسير الأحلام هو صعب جدا وهناك كمية شاسعة من الأدبيات التي تصف الرموز في الأحلام وتمثيلات النموذج الأولي وطرق تفسير الأحلام وعلى الرغم من أن الأحلام هي مهمة جدا في عملية التفسير في التحليل اليونكي فأن المحللون في بعض الأحيان يواجهون بأحلام قليلة ، المحللون ينبغي أن يكونوا قادرين إلى استخدام مختلف الطرق العلاجية .
References :
Jung, C. (1954a). Analytical psychology and education. In The development of personality, Collected works
(Vol. 17, pp. 63–132). Princeton, NJ: Princeton University Press. (Original work published 1926.)
Jung, C. (1960c). On the nature of dreams. In The structure and dynamics of the psyche, Collected works
(Vol. 8, pp. 281–297). Princeton, NJ: Princeton University Press. (Original work published 1945.)
Jung, C. (1961). Memories, dreams, reflections. New York: Random House.
Hall, J. A. (1986). The Jungian experience: Analysis and individuation. Toronto: Inner City Books.
Whitmont, E. C. (1991). The symbolic quest. Princeton, NJ: Princeton University Press
#حيدر_لازم_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟