|
8 شباط 63 مرة أخرى
رعد مقبل محمد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 5427 - 2017 / 2 / 9 - 13:59
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
من د. رعد مقبل العبيدي 8 شباط 1963 م مرة أخرى !! هذه الأيام مواقع الانترنيت و الفضائيات تكثر الحديث عن 8 شباط على نحو يتكرر كل سنة بين مؤيد و معارض ، من ذلك المقالات التي نشرها موقع ( الحوار المتمدن) ، و فيما يلي تعليقي بصورة عامة من دون ان أقصد مقالا لكاتب معين ، فأفكار كتاب موقع (الحوار المتمدن) تكاد تكون متشابهة، و إن اختلف التعبير أو الاسلوب ، لكن المضمون على الاغلب يبقى واحداً ، فأكثر كتاب الموقع من الشيوعيين كما هو معروف. و يعبرون عن وجهة نظر الحزب الشيوعي العراقي او المتعاطفين معه. و هنا أود ان اوضح بأنني اعتقد اعتقاداً جازماً بأن الحزب الشيوعي العراقي شيء، و النظرية الشيوعية شيء آخر ، فأنا من دون مبالغة قاريء لأغلب الكتب المهمة و الاساسية للنظرية الشيوعية، التي جاءت في كتب ماركس و انجلز و لينين، و مطلع على تجارب الحكم الشيوعية في زمن المعسكر الاشتراكي سابقا ، فقد عشت سنوات عديدة في أكثر من بلد شيوعي آنذاك. و الملاحظة الاولى ان هؤلاء الكتاب يرددون الاقوال نفسها في كل مرة من دون ان يتجرأ احدهم على اي نقد ذاتي و موضوعي لما حدث بعد نجاح ثورة تموز حتى يوم 8 شباط 63 و ما تبعه ، و انا واحد من شهود العيان على ما قام به الحزبان ( الشيوعي و البعث ) ، من محاولة الاستحواذ على السلطة بكل الوسائل المشروعة و غير المشروعة، و استخدام القوة و العنف على نحو لم يعرفه العراق زمن الملكية، وأظنني لا أخطيء ، إذا قلت أنهما المسؤلان و المسببان المباشران و الأساسيان لمآسي العراق و العراقيين ، منذ تموز 58 و لحد سقوط البعث، في 2003م،...و للحقيقة و التأريخ، و اذا كنا موضوعيين لابد ان نعترف أن الحزب الشيوعي هو الذي بدأ كل المظاهر السلبية بعد ثورة تموز 58 ، و رد السوء عليه حزب البعث بالطريقة نفسها ! فكان لهذين الحزبين أثر سلبي للغاية بعد نجاح ثورة 1958م، يعرفه من عاش في العراق في تلك الحقبة. و طالما أن الحديث يتعلق بمحاولة اسقاط نظام عبد الكريم قاسم ، فأود أن أبين ما يلي : بعد سقوط الاتحاد السوفياتي كشفت الوثائق الروسية ان الشيوعيين العراقيين بتوجيه من المخابرات الروسية قرروا الانقلاب على عبد الكريم، و لكن اللجنة المركزية للحزب انقسمت على نفسها بين مؤيد و متحفظ ، و قد عرفت بذلك المخابرات الامريكية في هذا الوقت بالذات ، و قررت لسبب و آخر التآمر مع البعثيين لإسقاط عبد الكريم ، ربما بإعتبار أن البعثيين القوة المضادة لشيوعيي العراق آنذاك، و هكذا سعى الامريكان الى استباق إنقلاب الحزب الشيوعي ، فعند الامريكان و جود الشيوعيين على رأس السلطة في العراق معناه وجود الاتحاد السوفياتي في الخليج ، و هذا ما لم تكن تقبل به أبداً امريكا في ذلك الوقت ، و مما كشفته الوثائق السرية المشار اليها أعلاه، يتأكد بما لا يقبل الشك أن الحزبين كلاهما كانا قد قررا الانقلاب عسكرياً على قاسم ( تنفيذا لأوامر خارجية ) ، كما يظهر في الوثائق السرية الروسية و الامريكية، بعد رفع السرية لمضي المدة، و للانصاف ليس كل من شارك في ( انقلاب أو ثورة أو ردة) (8) شباط كان على اتصال بالامريكان ، لا ليس هكذا ، و انما بعض القياديين البعثيين كانت لهم علاقة بالامريكان ، و في المقدمة صالح مهدي عماش، فهو الذي استلم مبالغ من المخابرات الامريكية بصكوك نشرت صورها، و تحرك آخرون ( من القوميين و المستقلين) لإسقاط قاسم و اشترك بعضهم في الهجوم عليه في وزارة الدفاع لاكثر من سبب ، من دون ان تكون لهم علاقة لا بامريكا و لا بغيرها ، و شيء من هذا حصل بالنسبة لبعض أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، و كل ما حدث وقتها ان البعثيين سبقوا الشيوعيين الى الانقلاب الذي كان يعده كل منهما ضد عبد الكريم، وأغلب الظن انه هكذا جاء البعثيون الى السلطة في 8 شباط 63 بالقطار الامريكي كما يشاع بأن علي صالح السعدي قال ذلك ! و ما فعله البعثيون بعد ذلك معروف للجميع، و أكد الصحفي محمد حسنين هيكل بأن المخابرات الامريكية في 8 شباط كانت توجه الانقلابيين البعثيين من اذاعة مباشرة من الكويت ! و أيده الملك حسين و أكد صحة اقواله ! و في المقابل لو قدر للشيوعيين العراقيين النجاح بانقلاب سابق على البعث لفعلوا بالبعثيين الشيء نفسه الذي فعله بهم البعثيون في 8 شباط و ما بعده، و الدليل ان هذين الحزبين من دون كل القوى السياسية في العراق هما وحدهما اللذان تقاتلا في الشارع صبيحة 8 شباط ، لأن كلا منهما كان يعرف ان هذه معركة مصيرية لا تتعلق بمصير العراق بقدر تعلقها بمصير كل من الحزبين ، و لهذا استقتل الاثنان في محاولة كل منهما تصفية الحزب الآخر ، و هنا أود أن أشير الى أن اسقاط قاسم يكاد يكون بسبب الصراع على مراكز النفوذ بين روسيا و امريكا و الرغبة في الهيمنة و السيطرة على الوطن العربي و مصادر الثروة النفطية فيه، لذا أميل على الرأي بأن من المبالغة القول ان اسقاط قاسم في 8 شباط بسبب كونه معاديا للاستعمار ، أو اصداره قانون رقم (80) بخصوص النفط، و تحديد مناطق الاستثمار النفطي في العراق، فمثل هذا الرأي الذي يشيعه بعضهم، مجرد تصور لا يستند الى أدلة مؤكدة ، و هو لا يعدو كونه رأياً عاطفياً لا تدعمه لا الوثائق الامريكية عامة ، و لا البريطانية خاصة، فقانون رقم (80) له آثار سلبية بالشركات البريطانية النفطية بالدرجة الأولى، و ليس يؤثر مباشرة لا بأمريكا و لا بروسيا، و لو كان هناك رد فعل عدائي و جدي على القانون (80) ، فيفترض ان تقوم به بريطانية نفسها، و يكون التآمر على قاسم قرارا بريطانيا بالذات، نتيجة من الضرر المؤكد الذي يلحقه تطبيق القانون بشركات بريطانية النفطية، التي كانت المستثمر و المستفيد الأول من نفط العراق. و لكن لم يظهرلحد الآن ما يفيد ذلك، و كم اتمنى ان يبذل الجهد احد الباحثين و من المقيمين في بريطانية خاصة ، ليكشف لنا الوثائق البريطانية المتعلقة بالعراق في عهد عبد الكريم ، و منها يمكن ان نتعرف على الموقف البريطاني الرسمي، من قانون رقم 80 ، الذي اصدره قاسم، و ما هي القرارات التي اتخذتها الحكومة البريطانية بهذا الخصوص ؟ و هل كان هناك طلب بريطاني بأن تتولى امريكا اسقاط قاسم ، سواء بصورة مباشرة أو بوساطة جهة عراقية كحزب البعث أو غيره؟ و من هم الاشخاص الذين تعاونوا و استجابوا للطلب الامريكي فاقدموا على اسقاط قاسم؟ و طالما ليس بين أيدينا مثل هذه الوثائق ، فأن اغلب ما يقال بهذا الشأن مجرد تكهنات و آراء شخصية يعلنها الكاتبون كل حسب دوافع موقفه من قاسم ، و مثل هذه الكتابات لا شك في انها قد تصيب أو تخطيء !! و لهذه المناسبة آسف شديد الأسف انه حتى هذه اللحظة لم يصدر أي نقد موضوعي و ذاتي للتصرفات غير المقبولة اطلاقا التي صدرت عن الشيوعيين و عن البعثيين ( لا على المستوى الشخصي و لا الحزبي )، و من دون مجاملة أقول أن هذين الحزبين قد إرتكبا الكثير من الاخطاء بل الجرائم بحق ثورة تموز عامة و ما فعلاه في 8 شباط خاصة ، و بحق العراق وطنا و العراقيين بشرا ، وأبقى آمل و أكرر القول يا حبذا لو بادر احدهم الى البحث المنطقي و الموضوعي في ذلك ..... د. رعد مقبل العبيدي....صفحة الفيس ( رعد مقبل محمد حسن ) 8- شباط -2017 م
#رعد_مقبل_محمد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|