في دولة الفساد رأس المال الإسلامي العالمي

الميدان

الحوار المتمدن-العدد: 397 - 2003 / 2 / 14 - 02:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

جمعة الاعجوبة .. والاتفاقية الحصرية .. وشبح بن لادن
رجل المال والأعمال السعودي جمعة، دخل السوق السوداني كإعصار، واشترى ما اشترى من مؤسسات بدءً بالاسواق الحرة، وتبرمكت معه حكومة الجبهة وخفضت له قيمة أسهم واصول مشترواته، واختار وكلاء لمؤسساته من دهاقنة الجبهة،  وتدخلت السلطة وعدلت وبدلت عضوية مجلس إدارة الاسواق الحرة وكل مؤسسة اشتراها، وأدخلت أعضاء جدد من "الموثوق بهم" على رأس المال الإسلامي العالمي... وعندما رجع جمعة إلى السعودية، سحبت الحكومة السعودية جواز سفره وجمدت حساباته في البنوك السعودية لأن له صلة بأموال وتمويل منظمة القاعدة وقائدها بن لادن!

أما الاتفاقية الحصرية التي حصل على امتيازها الأمير طلال ووكلاؤه لتصدير وتسويق الماشية السودانية، فان الأطراف المحركة لها في السودان هم كوادر الجبهة المالية والتجارية مثل موسى محمد سعيد معروف مدير أحدى شركات الجبهة – شركة الأعمال التجارية والكيمائية – التي أصبحت الوكيل المحلي للأمير طلال – وتناقلت مجالس الخرطوم ان أحد أشقاء عمر البشير وصهره لهما علاقة ومصلحة في الاتفاقية، الأمر الذي أسهم في السرعة الشيطانية التي تمت بها الاتفاقية وتنفيذها، ثم تمرد الوزير المختص على المثول أمام المجلس الوطني للرد على المسألة المستعجلة التي تقدم بها أحد الأعضاء عن الاتفاقية في الجلسة المحددة واليوم المحدد ..، ثم سارع الوزير وأعلن بدء تنفيذ الاتفاقية، وأعلنت شركة الأعمال التجارية والكيمائية انها صدرت 20 طناً من اللحوم و3 بواخر من الضان الحي! ... وما يبعث الدهشة والغضب ان اتحاد مصدري الماشية السوداني، تراجع عن احتجاجاته واستسلم وأعلن رئيسه ان الاتفاقية أصبحت امراً واقعاً لابد من التعامل معه ... وهكذا تسطو الجبهة على كل مجالات نشاط رأس المال السوداني،  وتحيل أصحابه "للصالح العام" ! وكان على اتحاد مصدري الماشية ان يحتاط ويتعظ من الضربة الأولى التي تلقاها من تجار الجبهة، عندما انفرد آدم يعقوب بالسوق السعودي وهبط بأسعار الماشية السودانية، ودخل تجار الماشية المعروفون أباً عن جد، السجون في زمرة المعسرين !

كان رأس مال تجار الماشية مؤهلاً، سواء بحكم خبرته أو حجم رأس المال أو الثقة المتبادلة مع الرعاة، ان يطور نشاطه بالاستثمار في تحسين المراعي، ووسائط النقل لتقصير رحلة الماشية حتى ميناء الصادر، وإقامة المسالخ، والاحتفاظ بعلاقاته وسمعته في الأسواق الخارجية .. لكنه تباطأ وتردد، فانتزعت منه مؤسسات الجبهة المبادرة بدعم رأس المال الاسلامي العالمي، وآليات السلطة والقانون والسجون، ومـرة أخـرى يسـقط ادعـاء ان تجـار الجـبهة شـطار وأذكياء – فلولا السلطة ورأس المال الإسلامي العالمي لما صمدوا في المنافسة الحرة في السوق.

الميدان - الحزب الشيوعي السوداني

#الميدان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات