أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ترامب والدولة العميقة .. من سينتصر؟















المزيد.....

ترامب والدولة العميقة .. من سينتصر؟


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5427 - 2017 / 2 / 9 - 01:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أعرف متى دخل تعبير الدولة العميقة القاموس المصرى، لكنه بدأ فى الإنتشار بعد ثورة 25 يناير ثم إأصبح على كل فم فى سنة حكم الإخوان بينما سمّاها أحد الصحفيين " أعتقد أنه بلال فضل" بالدولة الغويطة، على أى حال لا تهم التسمية الآن المهم أن مايمكن تعريفه بالدولة العميقة فى أمريكا يتكون من مجموعة مؤسسات لها دور بالغ فى رسم السياسات والإستراتيجيات وعلى رأسها وزارة الدفاع (البنتاجون)، ووكالة المخابرات المركزية، وأعضاء الكونجرس الأمريكى بغرفتيه، والمجتمع الصناعى المدنى والعسكرى، ومراكز الأبحاث والدراسات وأيضا جماعات الضغط ويمكن إضافة مؤسسات المجتمع المدنى والمؤسسة الإعلامية ووكالات الأنباء لما لها من دور مؤثر فى تكوين وإتجاه الرأى العام.
الدولة العميقة فى أمريكا قادرة على الإتيان برئيس تتفق عليه كما أنها تستطيع الإطاحة بأى رئيس "أى إنتخابه لفترة واحدة فقط" أو بالإغتيال كما حدث مع الرئيس حون كينيدى " بعد أن طالب بإرسال مفتشين أمريكيين لمفاعل "ديمونة" النووي"، ولكن يبقى السؤال المحورى هل الدولة العميقة تؤيد بشكل مطلق سياسات الإدارة الديموقراطية المنتهية أم أنها يمكن أن تتغير باتجاه الجمهوريين ودونالد ترامب؟، أم أنه بمكن أن يحدث توافق بينهما، المعلوم أن الدولة العميقة هى من تصنع الرؤساء جمهوريين أو ديموقراطيين وتعمل على تسويقهم للجمهور، كل ما يتغير أن يكون الرئيس أبيض أو أسود، معتدل أو متشدد، الأصل فى الموضوع أن يتم تسويقه داخل وخارج الوطن ويتم التصويت عليه من قبل الشعب وليس إنتخابه، لقد تم الدفع بأوباما كرئيس هادئ نسبيا بعد "جورج بوش الإبن" الشرس الذى أوصل سمعة أمريكا للحضيض، وفى ظل أزمة إقتصادية ومالية خانقة، استطاع أوباما أن يحقق بعض الإنجازات على رأسها سحب القوات الأمريكية من العراق ومعظمها من أفغانستان مع عدم خوض مغامرات عسكرية جديدة، بالإضافة لتنشيط تجارة السلاح مع دول الخليج و زعزعة الأوضاع فى دول الشرق الأوسط لصالح إسرائيل، وإنجاز الإتفاق النووى مع إيران، والمساهمة فى تدهور أسعار النفط، وإحداث بعض التقدم فى مجال الإقتصاد والبطالة والتأمين الصحى بالداخل.
بعد أوباما تم الدفع بترامب لقمّة السلطة لرغبتهم فى إصلاح بعض ما أفسده أوباما والعمل على إعادة هيبة أمريكا المفقودة، واللعب بالبيزنس وتصدير الرأسمال فى مقابل الحروب، وغزو الأسواق الخارجية بطريق الهيمنة ومواجهة العملاق الصينى الجانح، وتقليم أظافر إيران، وعمدت عناصر من تلك الدولة العميقة الى تسريب بعض الفضائح المالية والتجاوزات لهيلارى كلينتون، والإعتماد على شعبوية ترامب وإسلوبه الفج وإفتقاده الخبرة السياسية حتى يظل تحت سيطرتهم، ولعل ما أكسب الرجل بعض الشعبية هو تحميله لأوباما وهيلارى أنهما صنّاع داعش، وإدانته لغزو العراق، ودعوته لعودة الشركات الصناعية الكبرى لأمريكا وتشغيل الأيدى العاملة الباحثة عن عمل وكذلك موقفه من المهاجرين، وتصميمه على القضاء على داعش وكل المنظمات الإسلامية المتشددة، بالإضافة لموقفه المتشدد من إيرن فيما يعتبر رسالة ضمنية لطمأنة إسرائيل، كل ذلك ساهم فى رفع شعبيته بعد إجتذاب الطبقة العاملة لمشروعه، لهذه الأسباب إتهمه البعض بالتهور والغباء بينما إعتبره آخرين شجاعا وقادرا على المواجهة، والرجل يتراجع فى مواقفه كثيرا وخصوصا تجاه المؤسسات الأمنية القوية كالسى آى سى، ويمكن القول إن مهارات ترامب الغوغائية وضعته في موقع أفضل بكثير من خصومه بإستغلال العصاب الوطني الذي خلقه إنتشار الإرهاب.
لقد تآمرت الدولة العميقة لإبعاد "بيرلى ساندرز" منافس هيلارى لتمثيل الحزب الديموقراطى وذلك لخطابه اليسارى شكليا ومعاداته لملوك المال فى وول ستريت وتجسيده من خلال أطروحاته لنوع من العدالة الإجتماعية التى لا تتوافق مع الطبيعة الإمبريالية للولايات المتحدة، وبعدها إعتمد الديموقراطيين على إبنة مخلصة للمؤسسة الأمريكية وممثلة عتيدة للدبلوماسية الأمريكية، ولكن جاءت المفاجأة برئيس من خارج المؤسسات الحزبية والسياسية يحمل خطاب صادم لأصول وقواعد وقيم دامت لمدد طويلة، وما لبث الديموقراطيين وأجهزة الإعلام والدولة العميقة أن روجوا أن سبب نجاحه هو التدخل الإكترونى الروسى متجاهلين أن أمريكا تلعب دور أكبر جاسوس فى العالم ليس على خصومها فقط بل أصدقائها أيضا كالرئيس الفرنسى والمستشارة الألمانية، بينما الرسالة المضمنة هى مصادرة أى تقارب محتمل بينه وبوتين وإعادة إنتاج العولمة الإقتصادية المرتكزة على الرأسمالية المالية والنيوليبرالية والصهيونية العالمية وساعدوا فى خروج مظاهرات حاشدة ضده.
إن القبول بشخص مثل ترامب يمثل أقصى اليمين ربما كان أفضل حائط صد ضد إرتفاع موجة اليسار الجديد فى أمريكا ممثلا فى ساندرز وثورة الشباب، وأفضل مثال على ذلك ما قاله فولتير من "انك اذا اردت معرفة سادتك فعليك التعرف على اولئك الذين يحرم على الجميع نقدهم"، لذا فإن الدولة العميقة تعتبر أن فوز ترامب اليمينى هو نجاح لليمين البديل الذى يعتبر ضرورة لإعادة إنتاج النيوليبرالية.
إن الدولة العميقة هى شبكة من العلاقات المعقدة داخل الدولة، وتتغلغل في كل مفاصلها السياسية والاقتصادية والإعلامية والفنية والاجتماعية والعسكرية وتربط هذه الشبكة مصالح وفوائد خاصة على حساب المصلحة العامة، ومع الزمن تتراكم لديها أنماط سلوك وقواعد فى الإدارة، وربما تقاليد فى العمل وتزداد تلك القواعد والقوانين رسوخاً بمرور الزمن، وللدولة العميقة جوانب إيجابية وجوانب سلبية، فالجوانب الإيجابية تكمن في الكفاية الاقتصادية والمعرفية والقانونية والقدرة على الإنجاز العلمي، والجوانب السلبية للدولة العميقة تكمن فيما تراه تلك الدولة يصب في مصلحتها، وتستخدم في سبيل ذلك وسائل العنف والضغط الأخرى بطريقة سرية في الأغلب للتأثير على النخب السياسية والاقتصادية لضمان انتهاج سياسات تحقق مصالح معينة لها ضمن الإطار الديمقراطي ظاهريًا لخريطة القوى السياسية، وتتحكم بكل شيء بدعوى الأمن القومي وضرورات الاقتصاد والإستقرار، إن الدولة العميقة باختصار هى الداعم الأول والرئيسى للثورة المضادة.
موقف الدولة العميقة من ترامب يشبه الى حد ما ذلك الدور الذى قامت به نفس الدولة العميقة فى مصر فى مواجهة محمد مرسى الذى تشاركت أجهزة الأمن ومؤسسات الدولة فى تعطيل حكمة الذى كان ديكتاتوريا ومستبدا وفاشلا بالأساس، وكان محمد مرسى غير كفؤ إداريا وأخرق سياسيا، ما أثار ليس الدولة العميقة فقط عليه ولكن الشعب المصرى بأجمعه الاّ قليلا ليطاح به وجماعته فى 30 يونيو، هذا المزيج بين شخصية ترامب الرعناء وشخصية محمد مرسى المنقادة والفاقدة للفاعلية ربما يؤدى الى مزيد من التخبط والرعونة فى إتخاذ القرارات وإتساع الفجوة مع الدولة العميقة بالولايات المتحدة، دعونا ننتظر حتى يظهر اليقين.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد داعش .. عودة الى البدايات
- الموقف من 11 فبراير 2011 .. وموازين القوى
- الخلافة ..بين العثمانيون والداعشيون
- الإنقسام والوحدة فى الحركة الشيوعية المصرية
- زكى مراد ..شهاب تألق فى سماء مصر
- عبّاس ودحلان .. وسياسة تكسير العظام
- -روج آفا- يوتوبيا الأكراد فى سوريا
- صعود اليمين المتطرف فى الغرب..محاولة للفهم
- مرّة أخرى .. الصين دولة رأسمالية
- هل تختلف مواقف ترامب كثيرا عن سلفه أوباما؟
- حالات تعرض الكعبة للهدم عبر التاريخ الإسلامى
- حزب الرئيس .. القرار المؤجل
- -المشاغب- فتح الله محروس .. وداعا
- داعش...وما بعد الموصل
- دابق .. الأسطورة المؤسسة للدولة -داعش-
- البرجماتية السلفية ... النور مثالا
- الأزمة السورية الى أين؟
- مبادرة واشنطن.. -وطن للجميع- محاولة للإقتراب من طرح موضوعى
- بين إنقلاب تركيا وحريق الرايتستاج
- إشتراكية عبد الناصر .. رؤية شخصية


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - ترامب والدولة العميقة .. من سينتصر؟