أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - عندما يبوح حمام الدوح














المزيد.....


عندما يبوح حمام الدوح


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5426 - 2017 / 2 / 8 - 22:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما يبوح حمام الدوح
نعيم عبد مهلهل

يسكنُ الحمام زاجلا كان أو أورفليلاً أو هنديا أبيضاً ، يسكن المسافات الزُرق لسماءٍ طويلة عريضة وهي تقف بشموخٍ أطيافها الزرق فوق سطوح البيوت ، وربما هذا الطائر النبيل وحدهُ من يشعرنا بجمال ما تحتوي الرسائل من كلمات والحاجة الى السلام وقت الحروب ، لهذا كان بيكاسو يقول : كنتُ أفكر أن ارجم الحروب بالورد لتموت ، لكني وجدتُ الحمامة البيضاء أكثر تأثيرا .
في الناصرية من يربي الطيور على سطح بيته دون أن يبيع أو يشتري كمتاجرة ومهنة ولكنه يصيد وينصاد ومنهم اخي ( رحمه الله ) الذي كان لديه برجا وخمسين طير حمام ، ومنهُ سمعت بكلمة ( حرب ) لأول مرة وكان المطيرجية يلفظوها ( حُرُبْ ) عندما يصبح صيد الحمام بينهم مباحا ولاتعود الحمامة لصاحبها الذي صُيدتْ منه إلا بثمن أو مقابل حمامة أخرى يختارها الصائد بحريته ، فيما يسمى من يبيعها ويشترها بمحل خاص فيها بمنطقة الصفاة يسمى ( الجمباز ) .وهي ذات المفردة التي كنا نطلقها على لاعب الجمناستك.
أما في الصلة بين الغرام والحمام فكنت قد عرفتها عبر عبارة حمام الدوح والتي تعني ظلال الشجرة الخضراء الوارفة فيكون الجمع بينهما أن يكون الحمام والظل والخضرة هو في خيال العاشقين اريكة الانتظار والمرأة الساحرة.
وهذا ابقى الحمام في مخيلتي صلة الوصل بالسماء البعيدة غبر نافذة القلب والامنية وتذكر وجه أخي الذي حملهً نعش الرحيل الى الديار البعيدة خلف ابعد المجرات حيث كنا في طفولتنا نعتقد أن الفردوس هناك.
يوم تعينت معلما في قرية تقع في العمق المائي لأهوار الجبايش كنت أرى الحَمامْ في فضاء الزرقة اليابسة ، وكنت أسأل إن كان هذا الحمام قادما من الجبايش حيث اعتادت المدن ان تكون اكثر من القرى رغبة في تربية طير الحمام ، وقلما رأيت بيتا من بيوت الحمام من يربي الحمام ويجنيه : فيكون الرد أن الحمام يأتي من امكنة اخرى .
ومرة اتى احد المعلمين ولأنه كان عاشقا ويحتاج ليرى حمامة بيضاء من حمامات الدوح تذكره بمن يهوى فقد بنى برجا صغيراً قرب المدرسة وجنى طيورا اغلبها من الحمام الهندي الذي كان مميزا في جمال ذيله حيث ينفشه فيبدو مثل راقصة البالية وكان لا تطير في معظم الاحيان لثقله ، ولكن المشرف التربوي في اول زيارة له أنتبه الى حمام الدوح الابيض وطلب من مدير المدرسة تهديم البرج ونقل الحمام الى خارج المدرسة.
لهذا المعلم أهدى حماته البيض الي بيت عامل الخدمة شغاتي ليجعل ولده مكسيم يعتني بها ولتسجل القرية التي تقع فيها مدرستنا اسم أول بيت فيها يربي الحمام ، فصارت تلك الحمامات الجميلة والناصعة البياض مصدر تغزل والهام لبنات القرية عندما يمرن مع قطعان الجواميس أمام بيت شغاتي ويشاهدن الحمامات مثل ضوء الثلج السيبيري يمنحن العيون مقاربة بمشية الدلال والغنج عند الانوثة العاشقة.
ذهب حمام الدوح بعيدا بالنسبة إليّْ . وظل بديل عنه دوح الحنين والخواطر الى المدينة السومرية والقرية البعيدة في عمق الاهوار التي لم تطل سعادتها مع عودة الماء والطيور.
والآن بدأ العطش من جديد ينشر ذكريات دمعة الامس وحتما الارض التي قصبها يابس وجواميسها بيعت للقصابين الحمام ابيض في سماءها.......!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماري المسيحية وشبوط المعيدي
- أطفال الأهوار والقاص المصري
- هل نحن عبيدكم أيها التيوس..؟
- المداعبة الايروتيكية والسياسة
- عندما يهاجمكَ القرد
- شوبنكن الالمانية ( أمازيغ وصابئة وايزيدين )
- حِينَ يُباعُ الشَرفُ بالترفْ
- يوم جعلنا الورد جنكيزخان
- القيامة عند الملكة فكتوريا ومعدان الجبايش
- خلطة سحرية لعشاء النمور
- ماركو بولو المندائي
- رسالة الى حسين نعمة
- الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية
- تريزا المندائية في شارعنا
- مغنيات منفذ طربيل الحدودي
- حمامة في سوق في المنامة
- الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية
- الهايكو المندائي
- كافافيس وجارتنا المندائية
- رواقٌ في المندي المندائي


المزيد.....




- حلقت بشكل غريب وهوت من السماء.. فيديو يظهر آخر لحظات الطائرة ...
- من ماسة ضخمة إلى أعمال فنية.. إليك 6 اكتشافات رائعة في عام 2 ...
- بيان ختامي لوزراء خارجية دول الخليج يشيد بقرارات الحكومة الس ...
- لافروف: أحمد الشرع وصف العلاقة بين موسكو ودمشق بالقديمة والا ...
- 20 عامًا على تسونامي المحيط الهندي.. إندونيسيا تُحيي ذكرى كا ...
- من أصل إسباني أم إفريقي أم شرق أوسطي؟ كيف يعرف المقيمون الأم ...
- مستشار خامنئي: مسؤولون أتراك حذروا إيران من إثارة غضب إسرائي ...
- الحكومة المصرية تفرض قيودا على استيراد السيارات الشخصية
- -الإمبراطور الأبيض-.. الصين تكشف عن أول طلعة جوية لطائرة من ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على قياديين 2 في -حماس-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - عندما يبوح حمام الدوح