علي فاهم
الحوار المتمدن-العدد: 5426 - 2017 / 2 / 8 - 13:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تناولت صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي خبر منسوب الى الخزينة الامريكية مفاده أن الرئيس الامريكي ترامب كشف عن ارقام ايداعات لسياسيين عراقيين منذ عام 2003 الى 2017 وتشمل القائمة عدد من الاسماء الكبيرة والتي استلمت مناصب في السلطة العراقية وأمام كل أسم منها رقم مهول مختوم بكلمة ( مليار دولار) ، ورغم الفرحة العارمة التي اجتاحت العراقيين لهذا الخبر والتعليقات الشامتة بالسياسيين والامنيات بإرجاع بعض الاموال المنهوبة من هذا الوطن ورغم ان نفس الخبر يقول أن ترامب سيأخذ جزء كبير من هذه الاموال له ولجنوده ثمن تحريره العراق من صدام فأن هذه الفقرة هي الجزء الصحيح الوحيد في الخبر والا فلا وجود لمثل هذه الانباء وما هي الا أحلام يقظة وأمنيات بعودة ما تبخر ومازالت بأستمرار من نهب وأستحواذ لخيرات هذا البلد الذي وقع بأيدٍ لاترحم وبطون لاتشبع وضمائر ميتة لا تستيقظ ، مخدرة بالطمع بثروات يبدو ان ليس لها صاحب ولا مطالب ، هذا من جهة ومن جهة أخرى هو ينساق مع منهج أعلامي قائم على ضخ ملايين الرسائل السلبية يتعرض اليها المواطن العراقي يومياً قائمة على ايصال فكرة واحدة الى الذهن العراقي الجمعي وهي ان لايوجد شريف في هذا الوطن فالكل حرامية وسراق ليصل في النهاية الى مرحلة الصدمة وهي التي تعني اليأس من أي حل ممكن للوضع الراهن من الداخل وبالتالي القبول بالحلول القادمة من الخارج وهي السياسة الامريكية المعروفة برأس مالية الكوارث والتي طبقت في تشيلي والبرازيل والارجنتين وروسيا علي يد فريدمان وصبيان جامعة شيكاغو والتي تعني استثمار الكوارث الطبيعية والمصطنعة كالحروب والهجمات الارهابية والانهيار الاقتصادي وغيرها لتمرير سياسات اقتصادية وأجتماعية معينة وفرض هيمنة الرأسمالية وشركاتها على بلدان ترفض هذه الهيمنة في الحالة الطبيعية فتقبلها وهي راضية وهذا ما يسمى بعقيدة الصدمة التي يتعرض لها العراق اليوم ، ولكن الحقيقة ان الحلول موجودة ومتاحة وليست صعبة أو مستحيلة ولكن لاتوجد أرادة حقيقية للحل و لا تسمع الاذان لهذه الحلول وقد سيطرت المصالح والمحاصصة على كل المنافذ وأبعد الشرفاء والمخلصين عن مراكز قيادة المجتمع بالاغتيال الجسدي تارة وبالتسقيط والتشويه تارة أخرى من قبل من يمسك بهذه المصالح فالحلول تحتاج الى وعي من الجمهور وتكاتف جهود من قبل المخلصين والتغيير متاح بين أيدينا ربما تنتهي بصناديق الاقتراع وتبدأ بك انت والا فسنكون نسخة اخرى من دول انهارت وباتت قصعة تلحسها كلاب امريكا
#علي_فاهم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟