أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غمكين ديريك - نحن ومعوقات الديمقراطية















المزيد.....

نحن ومعوقات الديمقراطية


غمكين ديريك

الحوار المتمدن-العدد: 1430 - 2006 / 1 / 14 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان التطورات الحاضرة والتصورات المستقبلية من اجل منطقة ما تتعلق بالتاريخ والثقافة التي تعيشها تلك المنطقة بشكل عام ، لان اي تطور مستقبلي محتمل يستند او ينبع من تاريخ او ثقافة منصرمة ومتجزرة في روح ذلك الشعب لانها تصبح موروث ثقافي ويدخل في الجينات الوراثية لهذا الشعب ، وهذا ليس على اساس ان التاريخ يعيد نفسه ، بل تبقى هذه التطورات مرآة تعكس مدى قدرة شعب ما على التطور او اللحاق بركب العصر وتحقيق متطلباته او امكانيته وقابليته على التطور والتغير المطلوب وفق مستلزمات المرحلة والتعايش مع التطور الحاصل او التوافق مع ثقافات الشعوب الاخرى المجاورة .

ولكن العصر الحالي او النظام العالمي الجديد ,كما يسمى ,تتميز ببروز الثقافة الديمقراطية ومفاهيم المساوات واحترام حقوق الانسان ، واطلاق المواهب والحريات الشخصية او الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،وهي الان على قدم وساق من اجل نشرها في العالم ، وذلك باساليب منها الاقتصادية ومنها الدبلوماسية ومنها اعلامية ، او عن طريق الفتوحات العسكرية ، مستفيدة من التجربة الاسلامية في الفتوحات (اسلم تسلم ) بقيادة الولايات المتحدة الامريكية واوربا ، ويبقى السؤال هو :هل يوجد اساس لهذه المفاهيم والثقافة الديمقراطية في كل من اوربا او امريكا ، ليقوموا الان على نشرها او فرضها او الرواج والدعاية لها..؟ ، او هل كانت هكذا ثقافة او مقوماتها موجودة في اسيا والشرق الاوسط لننادي اليوم بها ونعلن اننا من دعاتها ، ونطمح الى تحقيقها ؟ .

ان الجواب الوافي سيكمن في التاريخ حتما ، لان دراسة تاريخ الشعوب يساعدنا على معرفة مقومات هذا الشعب وتحليل مميزاته وخواصه الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، ومن خلال التاريخ والحاضر نستطيع الإستطلاع والتكهن بالمستقبل ، والتاريخ وحده هو الذي يستطيع ان يحكم ، و ان عدنا الى تاريخ اوربا واخذنا بعين الاعتبار حاضرها الان ، نجد بأنها شكلت نظاما ديمقراطيا قبل الميلاد بخمس مائة عام وتطورت هذه الديمقراطية ومفاهيمها في عموم اوربا بعدما نشأت في اليونان ، وان كانت هذه الديمقراطية او ثقافة حكم الشعب نفسه بنفسه , في مراحلها البدائية او الاولية ، الا انها شكلت في تلك الحقبة ثورة او ثقافة عامة لكافة الاوربين ، بغض النظر عن بعض الاستثناءات ، و الامريكيين هم الاوربيين المهاجرين ، والفارين (لاسباب عديدة ) من اوربا الى امريكا قبل حوالي ثلاثة قرون ، اي انهم يملكون نفس الثقافة وان اختلطت معها بعض مميزات وخواص القوة والسيطرة والاستعلاء ، ويبدو من الحاضر بان هذه الثقافة المتجزرة استطاعت المقاومة والصمود ، بل والتطور والتاثير على المحيط والجوار ، والتي اصبحت سمة خاصة بها .

الا اننا لو توجهنا الى التاريخ القديم لشعوب الشرق الاوسط نجد ان العرب والذين يعتبرون القومية الاولى من حيث عدد السكان ، كانو على مر العصور رعاة الابل والماشية ( البدو) وكانوا يعيشون على شكل عشائر وقبائل ، ما ان تجد إحداها الفرصة حتى تغزو على الاخرى وتاخذ من مالها واملاكها كغنائم ومن الاولاد والنساء عبيدا وسبايا ، وان كانت هناك تجمعات حضرية في بعض المدن والقرى او بعض الممالك النادرة الوجود من اصل عربي ، فانها لم تشهد ازدهارا في الثقافة او الاقتصاد ، لان الاقتصاد الرعوي فقير بطبيعته وان كانت تتخللها بعض المواد التجارية او الرحلات التجارية الطويلة ، وكانت هذه القرية او المدينة تحت سيطرة عشيرة غنية تلملم كل شيء وتحول مدينتها الى سوق للنخاسة والتجارة العامة وملتقى للقوافل التجارية .

وقلّ ما يذكر التاريخ وجود حلف او تعاقد او اخوة ومساواة بين تلك العشائر والقبائل ، او تشكيل عقد اجتماعي او بروز ثقافة المدينة ، لان مفاهيم الاخوة والمساواة والعدالة الاجتماعية ، او المفاهيم والثقافة الديمقراطية تنشأ في المدن ولاتنشأ في البراري او تحت خيمة رئيس عشيرة مهما كان يتمتع بالمرؤة والجرأة والشجاعة ، والتجمعات السكنية والمختلطة هي التي وصلت الى مستوى وجوب او ضرورة سن القوانين ، او كتابة عقد اجتماعي ، وتطور مفاهيم العدالة والمساواة ، او بما تعرف الان بالمفاهيم الديمقراطية .

واخر نظام توصل اليه العرب كان في المدينة المنورة ، وتم فيه اقتسام السلطات ولكل عشيرة سلطة معينة ، وحسب تعدد وقوة العشائر كانت تزداد عدد السلطات في المدينة ، الى ان جاء الاسلام ( الدين الحنيف ) الذي ساعد العرب على ان يتفقوا نسبيا فيما بينهم ، ويشكلو قيادة مشتركة ليبدوؤا بالفتوحات الاسلامية والتي كان تحمل نفس الثقافة المنصرمة بالاضافة الى بعض التعاليم الدينية اي (السيف فيها هو الحد الفاصل والحاكم على كل الخلافات والتناقضات ). والتي كانت بالنسبة للعرب ثورة وحضارة ، وتطور كبير في توصلهم لقيادة مشتركة ، على الرغم من بعض الخلافات الجانبية وتناقضاتها والتي استمرت الى يومنا الحالي ، الا انها لم تكن كذلك بالنسبة الى شعوب وامم اخرى مجاورة, او ممن دخل الجيش الاسلامي في اوطانهم والتي كانت تعيش حالة اجتماعية وثقافية متطورة نسبيا مقارنة مع العرب في تلك المرحلة ، لان الفرس مثلا, كانوا يتمتعون بسلطة وثقافة مدنية متطورة نسبيا ، وكانت مدنهم تتمتع بنظام البلديات وتوجد فيها المحكمة المستقلة ونظام الري والصرف الصحي ، وكان العمران متطورا من حيث القصور وبناء المدن ، وحتى المدارس التعليمية والثقافية .، الا انها انهارت على يد الاسلام كما انهارت امبراطورية روما على يد البربر ، لان ميزة تلك المرحلة كانت الغلبة للبربرية في الحروب والصراعات ، ولم تكن انهيارها بسبب النظام الانساني الذي اعتمده الاسلام ، لان مبادىء المساواة التي اعلنت في هذه الحضارة ايضا ( الحضارة الاسلامية ) كانت بحد السيف اولا ، وبالاستناد الى قبول الدين الاسلامي او نظام الحكم الاسلامي ( اسلم تسلم ) أما إن كان عكس ذلك, فالويل لك ولاتستحق الحياة .

وان قلنا اننا دعاة الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية (نحن الكرد )لانكون مغالين في هذا الادعاء ، وبشكل خاص يشهد لنا تاريخ بذلك, وبصفحات ناصعة ومكتوبة باحرف من ذهب ، حيث كنا اول شعب اوجد الفيدرالية والمساواة والعدالة الاجتماعية في الشرق الاوسط ، واول شعب اعترف بمكوّنات المجتمع الشرق اوسطي واعطاها الحرية في اختيار نظام الحكم اللائق بها ، وخير مثال على ذلك الامبراطورية الميدية والتي اخذت من كونفيدرالية الشعوب والامم اساسا لها وانشاء نظام فيدرالي في مركز الامبراطورية عن طريق مجلس يمثل جميع الامم والشعوب المنطوية تحت سقف هذه الامبراطورية في المنطقة (612 ) قبل الميلاد ، واثبتت الشخصية الكردية روح التسامح والتضحية في جميع مراحل تاريخه ، ان كان باسم الكرد او باسم الدين ، وحسبنا هنا ان نذكر القائد العظيم صلاح الدين الايوبي والذي دخل القدس دون اراقة نقطة دم ، في وقت كانت النزعة الدينية في اوجها ، وروح الانتقام في ذروتها ، ولايمكن للتاريخ ان يذكر بان كرديا قتل او انكر حق انسان ، او انه غدر او اضهد شعبا او طائفة ،في كافة مراحل تاريخه (الامبراطورية - الامارات –عهد حكم ) .

واسطع مثال هو ما نعيشه الان في العراق الفيدرالي ، حيث ان الكرد يشكلون نظاما مستقلا بهم منذو اكثر من ثلاثة عشر عاما ن وشكلت هذه البقعة من العراق ملجأ لكافة العراقين العرب والقوميات الاخرى التي هربت من بطش النظام العراقي البائد ، وقامت القوات او الحركة الكردية بمساعدة العرب بكل مذاهبهة واطيافة ، حتى تحرير العراق ، وابو ان يستقلو من العراق بل قدمو مساعدة لايقدمها اي شعب لشعب اخر ، على الرغم من المجازر التي تعجز القلم من كتابتها والتي ارتكبت بحق الكرد من انفال ومقابر جماعية واستخدام الاسلحة الكيمائية على مدنه وقراه ، الا اننا نرى بان الكرد يقومون وبكل تواضع على بناء العراق الجديد والديمقراطي والفيدرالي ، والتي ستكون الموديل اللائق لشعوب الشرق الاوسط برمتها .



#غمكين_ديريك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكردية بين الانكار و الوجود
- دراسة تحليلية في البنية التنظيمية للحركة الكردية في سوريا
- قصة ميليس
- الرجل يعرف بكلمته التي لن تتغير ولو طارت راسه
- رسالة إلى إعلان حلب
- من بين المتاهات
- هل ستتساوم قامشلوعلى كرديتها
- شذرات سياسية
- دور الشبيبة في ترتيب البيت الكردي السوري
- تأهيل الشرق الأوسط الكبير
- افتتاحية جريدة الوفاق العدد 22
- الانظمة تخلق حفارة قبرها


المزيد.....




- السعودية.. بلقيس تثير ردود فعل واسعة بتصريحات حول عدم مشاركت ...
- من بينها فيروز وشريهان.. لبنانية تُجسد صور نساء ملهمات بأسلو ...
- في الإمارات.. مغامران يركضان على مسار جبلي بحواف حادة في تجر ...
- رئيس -الشاباك- الأسبق لـCNN: نتنياهو يفضل نجاته السياسية على ...
- نائب بريطاني يستعين بنجمة من بوليوود لدعم حملته الانتخابية ( ...
- Tribune: رئيس الوزراء الهندي يزور موسكو في 8 يوليو
- مصر.. قتلى وإصابات في حادث سير
- تحقيق يرجح أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب فرانس بر ...
- الحرب في غزة| قصف إسرائيلي يستهدف مدرستين تابعتين للأونروا و ...
- تعرّف على -أونيغيري-.. النجم الخفي بين المأكولات اليومية في ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غمكين ديريك - نحن ومعوقات الديمقراطية