أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ماري المسيحية وشبوط المعيدي














المزيد.....

ماري المسيحية وشبوط المعيدي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 23:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ماري المسيحية وشبوط المعيدي

نعيم عبد مهلهل

يُذكَرُ في خطابات الهوى ، أن التتار تعلموا الحب بطرائق المتصوفة ، عندما بدؤوا بتقبيل النساء دون أن تكون سيوفهم قرب وسائدهم. وفي ذكريات صباي يعيش الوجه الساحر للممثلة نادية لطفي ، في أساطير ما تصنع من دهشة فينا في افلامها الساحرة وأهمها ابي فوق الشجرة .
هذا الفيلم ابقى في ذكرياتنا طرق نواقيس عشرات القبلات الحارة التي كان يطبعها فم عبد الحليم حافظ بفمها ، مما أثار هذا فينا عشقا غريبا لأجواء فنتازيا الغرام وجعلنا نتخيل نادية لطفي افروديتا لأساطير اغريقية تسكن ليلنا السومري. كان جمالها جمعاً لغرام حضاري بين الشرق والغرب .
لهذا كان المعلمون في مدرستنا الواقعة في مدينة الجبايش يتمارضون ليحصلوا على اجازة كي يذهبوا لمشاهدة الفيلم حين بدأ عرضه في سينما البطحاء الصيفي في الناصرية بالرغم من أن ايام العرض كانت امتحانات بكالوريا.
أنا شخصياً إصطنعت لنفسي حجة ارتفاع الحرارة والصداع حتى يمكنني مشاهدة الفيلم . وفيما انا احظر حقيبتي وملابسي التي ستغسلها لي امي مثل كل اجازة حتى جاءني ( ماركوس المسيحي ) وكان نادلا مع ابيه المتعهد في نادي الموظفين ، اقمت معه علاقة مودة لجمال طبيعته وطيبته وفطرته وأنه اطيب من يطبخ ( المخلمة ) في هذا العالم ، وحين سألته عن حاجته ؟
قال :انه لم يجد احدا غيري ليودع عنده امانة.
قلت : انا لا أحبذ ان احتفظ بنقود لاحدهم لأني لا املك خزنة هنا ولا حتى دولاباً وانت تدري بيت المعلمين صريفة .
قال : لا ..أريد أن أودع لديك أختي ماري .
ضحكت ، وقلت مازحا :ما بها ماري ، هل نهبت مسلماً .
ضحك وقال : يا ريت ، ولكنها تريد أن تشاهد فيلم ابي فوق الشجرة لأنها مغرمة بنادية لطفي واغاني عبد الحليم حد الجنون.
ضحكت ، وقلت وكيف اعيدها ؟
قال : بيت اخي سرجون في الناصرية وهو يعمل نادل في نادي الموظفين . اوصلها لهم ، واعدها معك في اليوم الثاني.
قلت :هذا اسهل من أن تودع عندي مبلغا.
جاءت معي ماري ، ترتدي عباءة اهدتها لها جارتهم ، فكأني بجمالها يشبه جمال موناليزا المعدان المعلقة صورتها على جدران الطين في اغلب بيوت الاهوار ، جلست صامتة ، وانتبهتُ الى أن من يجلس امامنا ، هو ( شبوط ) الولد الاكبر لشغاتي عامل الخدمة في مدرستنا .
سألته : ما الذي تفعله في الناصرية .؟
قال :اشتري شباك صيد جديدة .
اقتنعت بجوابه ، غير أني احسست وبهاجس غامض أن اجفان ماري تمدُّ ضوءاً من نظرة مشتاقة الى اجفان شبوط ، لكنني قلت مع نفسي :من المستحيل جمع رأس الشبوط بثوب الراهبة.
في الليل اتت ماري مع عائلة عمها لتشاهد الفيلم وجلست قربي ، وكانت متعة الغرام الاسكندراني تذكرني بشهية قصائد كافافيس يوم قرأتها لأول مرة ، فعشت متعة تخيلي اني اسبح في اللذة التي يتحدث عنها الشاعر اليوناني وبعذوبة مياه شط اسكندرية.
إنتهى الفيلم ، واضيئت المصابيح ، وبينما كانت لذة الاستمتاع بمشاهد الفيلم تسكن عيون الجميع ، لمحت شبوط بن شغاتي يغادر مع الناس وفي عينيه تشع شهية تبادل القبلات .
ضحكت ، وأدركت وقتها لماذا كانت اجفان ماري ونظرتها تشد اجفان شبوط ونظراته بقوة ،لتثبت لأي من يشاهدهما انهما عاشقان.

















#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال الأهوار والقاص المصري
- هل نحن عبيدكم أيها التيوس..؟
- المداعبة الايروتيكية والسياسة
- عندما يهاجمكَ القرد
- شوبنكن الالمانية ( أمازيغ وصابئة وايزيدين )
- حِينَ يُباعُ الشَرفُ بالترفْ
- يوم جعلنا الورد جنكيزخان
- القيامة عند الملكة فكتوريا ومعدان الجبايش
- خلطة سحرية لعشاء النمور
- ماركو بولو المندائي
- رسالة الى حسين نعمة
- الصوفيون ووكالة ناسا الفضائية
- تريزا المندائية في شارعنا
- مغنيات منفذ طربيل الحدودي
- حمامة في سوق في المنامة
- الاحزمة الناسفة والواح الطين السومرية
- الهايكو المندائي
- كافافيس وجارتنا المندائية
- رواقٌ في المندي المندائي
- الأنكليز وذكريات ديانا سبنسر


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ماري المسيحية وشبوط المعيدي