قاسم احمد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 5425 - 2017 / 2 / 7 - 17:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نستطيع ان نصف السلام الداخلي بأنه الفردوس الارضي والحديقة المزهرة والمسورة بالهدوء والطمأنينة ، التي يستطيع ان يأوي اليها الانسان بعد كل حهد ذهني او سفر فكري ، وهو الوضع الامثل للجسد كي تقوم اعضائه المختلفة بممارسة مهامها بأقصى كفاءة واتم تدبير فالطبيعة زودت الانسان بكل ما يحتاجه من اجهزة غاية في الذكاء والدقة وعبر مراحل تطوره التأريخية للوصول به الى مرتبة ( احسن تقويم ) حسب المصطلح القرآني ومما لاشك فيه ان هذا التقويم هو تقويم جسدي وروحي وفكري .
الاشخاص الذين يتنعمون بنعمة السلام الداخلي اشخاص حاضرين دائما في اللحظة متصالحين مع الداخل ومع الخارح تكون ردود افعالهم متوازنة بارعين في علاقاتهم الاجتماعية يتقنون التفاعل والتجاهل .
اما الاشخاص الذين يعانون من فقدان السلام الداخلي فهم يعانون من التوتر المزمن والعدائية والتخبط العاطفي والارتباك الانفعالي والتطرف الفكري والشعور الدائم بالمعاناة .
من اجل الوصول لحالة السلام الداخلي يتطلب الامر ارادة حقيقية وثقة بالنفس وقوة وشجاعة وصبر .فلكي نصل علينا ان نزيل طبقات عدة من الاوهام ترسبت في عمق اذهاننا لاننا اعتبرناها حقائق ومسلمات تنعش انواتنا الزائفة حقائق جاهزة لمجتمع مريض اقصى مراده ان يكون افراده قطيع من الاشخاص المرضى بالفكر والجسد .
ومن اهم الاليات اتي تساهم في الوصول لحالة السلام الداخلي .
-- الحرية اي ان نتحرر من كل فكرة او عقيدة او ايدلوجية اعتبرناها في يوم ما مسلمة غير قابلة للتداول والمراجعة وان تكون سمائنا الداخلية صحوا دائما بنور الفطرة والنفخة الربانية ولا تشوبها غيوم او ظلال الانا الزائفة .
-- الشعور الدائم بالرضا والامتنان لكل ما يحدث والقناعة العميقة بأن كل ما يحدث هو لصالحنا سواء اكان خيرا او تجربة او انعطافة لخير ابقى واوسع .
-- التسامح الحقيقي مع انفسنا ومع الاخرين رغم كل حدث او موقف بأعتبار ان التسامح مزيل فعال لكل اشكال الندبات الظاهرية والدفينة.
-- تدريب النفس على النظر بعين المحبة والعطف والرحمة للناس من حولنا فرغم مساوئ البعض فهم في النهاية ضحايا اليات وبرمجة المجتمع وطغيان الطاغين .
--الانتباه الدائم على الية التنفس لما للتنفس العميق من فعالية في التخلص من التوتر وتجهيز اجهزة الجسم المختلفة بما تحتاجه من اوكسجين وطاقة .
#قاسم_احمد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟