|
الحل العربي للأزمة السورية : - فاقد الشيء لا يعطيه -
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 1430 - 2006 / 1 / 14 - 10:35
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الحل العربي للأزمة السورية : " فاقد الشيء لا يعطيه " لاقى النظام السوري وتحديدا منذ تولي الرئيس الراحل – حافظ الأسد – مقاليد السلطة بعد حركته الانقلابية خلال أكثر من ثلاثة عقود ونيف ضد رفاقه احتضانا دافئا من أغلبية الأنظمة العربية مقرونا بهبات مالية سخية متواصلة من حكومات الخليج وجمهورية ايران الاسلامية في الوقت ذاته وخلال كل هذه الفترة لم يتوقف أحد من هذه الأطراف على حقائق الداخل السوري وطبيعة النظام الدكتاتورية وانتهاكات حقوق الشعب السوري في الحرية والديموقراطية والتقدم الاجتماعي ولم يرف جفن ملك أو رئيس من هؤلاء خلال المجازر التي حصلت للالاف من أبناء سورية والاعتقالات الكيفية وحجز حريات مئات الألوف لمدد تتساوى وتزيد على مدة رئاسة الأسد الأب وعلى عمر الأسد الابن كما لم نسمع صوتا واحدا يرتفع ضد هيمنة النظام على مقدرات الشعب اللبناني ونهب خيراته بالجملة والمفرق وتصفية رجالاته البارزة بدء من الشهيد كمال جنبلاط وانتهاء بالشهيد جبران تويني ولم يقطع طرف من هؤلاء المستحقات أو – الخوات – المالية لصالح نظام دمشق حتى عندما تورط علنا في ضرب الشعب الفلسطيني في مخيماته والاساءة لقضيته – قضية العرب المركزية - وملاحقة قادته وشق منظمة التحرير الفلسطينية الممثلة الشرعية الوحيدة باعتراف قممهم وجامعتهم الرسمية وبعد كل هذا أليس من الواجب أن نتساءل ماذا يجمع بين نظام بعثي علماني ظاهرا يرفع شعارات قومية وثورية وانقلابية اعلاميا بأنظمة وحكومات اما محافظة أو دينية أوغارقة في الطائفية ؟ أوليس من حق أي متابع أن يقول أن نظام دمشق هو الذي كان وما زال مضللا لشعبه وللآخرين متاجرا بالمبادىء ومتواطئا مع القوى الاقليمية والعالمية التي لا تريد الخير والسلام للشعب السوري . لم تكن تلك الامدادات المالية من – زكاة بيت المال – بل كانت ومازالت مقابل خدمات محسوبة ومرسومة وقد ضرب النظام السوري منذ حقبة الأسد الأب رقما قياسيا في التفنن باللعب على الحبال وارضاء جهات مختلفة دولية ومحلية من ضمنها اسرائيل بخصوص القضيتين الفلسطينية واللبنانية في وقت واحد مستثمرا بدقة العامل الجغرافي والحرب الأهلية اللبنانية ومحنة الشعب الفلسطيني ونتائج – ثورة – الخميني ونهجها الطائفي الظلامي وعدوانية ومغامرات نظام البعث في بغداد ليتحول شريكا وحكما في الآن ذاته في تناول قضايا المنطقة الصغيرة منها والكبيرة ويعمل بدأب لتعزيز قاعدة النظام أمنيا وعسكريا ليصبح عصيا على السقوط وهذا ما جعل انهياره يطول بعض الوقت بخلاف أقرانه اقليميا وعالميا من أنظمة الحزب الواحد الشمولية الاستبدادية . ليست مصادفة أن يكافأ النظام من القوى العربية السائدة وخاصة مصر والسعودية بين فترة وأخرى كلما واجهته الصعاب وذلك باسم الحفاظ على الاستقرار ممددة له حبل النجاة تارة بتقديم النصائح وأحيانا بالتوسط لدى الولايات المتحدة الامريكية وبلدان اوروبا لتخفيف آثار القرارات الدولية في العقوبات والحظر أوتأجيلها أو تحويل مسألة استنطاق المتهمين باغتيال الرئيس الحريري وبينهم رؤوس النظام السوري من اطارها القانوني الصارم الى مهزلة شكلية مضيعة للوقت وأحيانا بممارسة الضغط على القوى اللبنانية الوطنية الفاعلة والحكومة للتراجع عن مطالبها المحقة والمشروعة بشأن معطيات لجنة التحقيق الدولية والتراجع عن خياراتها في الاستقلال الوطني والخلاص من الهيمنة السورية والحرية والديموقراطية وكانت آخر تقديماتها المستخفة بالأطراف اللبنانية دفعها الى قبول تشكيل لجنة أمنية سورية- لبنانية للبت في قضايا الخلاف وتجاوز كل الحقائق التي توصلت اليها لجنة التحقيق وطوي صفحة جميع قرارات مجلس الأمن لهذا كانت ردود فعل الوطنيين اللبنانيين غاضبة ومستنكرة وأكثر من مستغربة باجماعهم على الرفض الكامل لحلول الخارج خاصة ما ترشحت منها في جدة والرياض وشرم الشيخ وجميع الصفقات والتسويات التي تقوض التحقيق كما أن ذلك دفع الرئيس شيراك الى القول باستهجان :" زمن التدخلات والافلات من العقاب ولى في لبنان " وأدلت الصحافة اللبنانية الحرة بدلوها أيضا حيث ازدانت افتتاحية النهار بعنوان : من جرب المجرب ...( حلت به الندامة ) والمجرّب هنا الحلول العربية الرسمية التي جلبت الكوارث والحروب الطائفية والقتال اللبناني الفلسطيني على حساب الكيان والنظام الديمقراطي والتجربة الحضارية الأولى في الشرق الأوسط . من المؤسف أن يواصل البعض من الدول العربية الاقليمية ممارساته الضارة ومواقفه الخاطئة بمواصلة تقديم الخدمات للنظام السوري حتى بعد ادانته من جانب المجتمع الدولي وليس من الشعب السوري فقط هذا البعض يذكرنا بموقفه المماثل حيال النظام الدكتاتوري في بغداد حتى عشية سقوطه وطرح البدائل تلو البدائل من العائلة والأقربين حتى اللحظات الأخيرة ارضاء لنزوات الدكتاتور صدام حسين , أليس الأولى بهذا البعض البحث عن حلول لمشاكله الداخلية ؟ لماذا لا يعالج النظام المصري المطعون بسجله في مجال الديموقراطية وحقوق الانسان وحقوق الأقباط أزمات شعب مصر وما أكثرها من اقتصادية وسياسية واجتماعية ؟ لماذا لايقوم هذا البعض بتحقيق المصالحة الوطنية واطلاق الحريات العامة بما فيها حرية المرأة والتناوب على السلطة في بلدانها ؟ . ليس خافيا أن الشكوك بدأت تتزايد حول النيات السيئة لهذا البعض في سياساتها المتبعة حيال سورية والعراق ولبنان وحتى فلسطين الرامية الى الابقاء على أسباب وعوامل التوتر والتفجير بمحاولة افشال تجربة التغيير الديموقراطي الجارية في العراق ووضع العراقيل أمام سير العملية السياسية , واطالة أمد الحل السياسي للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي , وتحويل الساحتين السورية واللبنانية الى خط دفاعي أخير حتى لا تطال أنظمة ذلك البعض موجة التغييرات الحتمية ولو أدى ذلك الى نشوب الصراعات والتجاذبات فيهما في ظل السلطات الدكتاتورية كما هو قائم في سورية وكما يراد للبنان في المستقبل ولا نغالي اذا قلنا أن هذه السياسات تتطابق بشكل أو بآخر مع التوجهات الاسرئلية الرسمية وبعض الأوساط الدولية بخصوص الأزمة الناشبة ولذلك فان الدعوة لاقامة جبهة الخلاص الوطني في سورية خاصة بعدخروج السيد عبد الحليم خدام على النظام الذي سيقوم بدوره الايجابي فيها ومد الجسور بعد ذلك لاقامة علاقات التضامن والتنسيق المشترك مع قوى التغيير والديموقراطية في لبنان والعراق وفلسطين باتت من الأمور الملحة التي تتطلب الانجاز السريع .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يعني خروج - خدام - على النظام ؟
-
نظام - الرجل المريض - على حافة الهاوية
-
جدلية الداخل والخارج
-
كركوك : التحدي الأكبر أمام التعايش القومي في العراق الجديد
-
قناة - الجزيرة - : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
-
المنبر الذي يزداد تألقا
-
قناة الجزيرة : عنوان الاعلام المضاد في عصر التغيير
-
الديموقراطية في الشرق الأوسط الجديد
-
شهادة في الراحل مصطفى العقاد
-
هل صحيح أن استقرار المنطقة مرهون ببقاء النظام السوري ؟
-
رحلة بارزاني : سبعة أيام - عولمت- كردستان
-
نعم انه حل - بعثوي - للقضية الكردية في سورية
-
اعلان - المترددين - في دمشق والمهام العاجلة
-
مأساة متواصلة برسم النظام العالمي الجديد
-
نحو دستور التوافق الوطني السوري - وجهة نظر كردية
-
الرئيس - المعارض - ضد الحزب - الحاكم - !
-
رسالتي الى الملتقى الوطني السوري - باريس 1 -
-
مداخلة في مهرجان تكريم الشاعر قدري جان
-
انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا 3
-
انفصالية المركز ... ووحدوية الأطراف ... العراق نموذجا - 2
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|