أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - ما أشبه دواعش اليوم بدواعش 8 شباط الأسود















المزيد.....

ما أشبه دواعش اليوم بدواعش 8 شباط الأسود


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5424 - 2017 / 2 / 6 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاءت الاقدار ان نعيش، نحن جمهرة من الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين، حقبتين من الزمن، لنكون شهودا على الفواجع والمآسي التي حلت بالعراقيين خلال الحقبتين، على أيدي اوباش ولدوا خارج المنظومة البشرية. الأولى، هي حقبة دواعش انقلابيي 8 شباط 1963 ألأسود، والثانية حقبة دواعش اليوم، لندون ما ارتكبت من جرائم ضد الانسانية في الحقبة الداعشية الاولى، تلك الجرائم التي يصعب وصفها ببضعة سطور، وما يحدث اليوم من انتهاكات لحياة الأنسان وحرياته ومعتقداته، بابشع الصور، على يد عصابات تعيش خارج العصر، وهي من مخلفات العصور الهمجية المتخلفة، التي تستهين بكرامة ألأنسان وحياته.
ان ما يحدث اليوم للعراقيين الذين عاشوا وما زال يعيش نسبة غير قليلة منهم تحت سطوة (دولة داعش الأسلامية المزعومة) من قتل بأبشع الطرق كذلك (جهادهم) المزعوم عن طريق تنفيذ تفجيرات في الاسواق والشوارع دون تميز بين مواطن وآخر، ومن تدمير للصروح الحضارية والثقافية وتشويه للقيم الانسانية. يجد المرء من الصعوبة تعداد هذه الجرائم، فهي باتت معلومة، ليس للعراقيين فحسب بل للأنسانية جمعاء. لكنني أبغي تذكير ألأجيال التي لم تعش فترة انقلاب 8 شباط 1963 الاسود، بالجرائم التي ارتكبت بحق خيرة ابناء الشعب العراقي، بمختلف اطيافهم، مدنيون وعسكريون، رجالا ونساءا، اترك لهم المقارنة بما يحدث اليوم، وما حدثت في تلك الحقبة السوداء، من تاريخ العراق.
بعد نجاح عصابة البعث الفاشية، من الاستيلاء على السلطة، صبيحة يوم 8 شباط 1963 المشؤوم، بدعم من الامبريالية العالمية والرجعية العربية والمحلية، وكل الحاقدين على ثورة 14 تموز الوطنية، شنت عصابات الحرس القومي التي تم تشكيلها من قبل الانقلابيين، وهم زمرة من شذاذ الآفاق وسقط المتاع. حملة اعتقالات واسعة شملت مختلف شرائح المجتمع العراقي، من سياسيين وعسكرين وطنيين وقادة نقابات عمالية ومهنية ومثقفين واكاديميين وعمالا وطلبة، نساءا ورجالا. لقد تركزت الحملة على الشيوعيين بصورة خاصة. فتحت السجون والمعتقلات ابوابها لتستقبل هؤلاء المعتقلين، ولما امتلأت تلك المعتقلات، اتخذ الاوباش من النوادي والمدارس والنقابات والجمعيات وحتى البيوت مراكز للأعتقال، ثم بدأت حفلات التعذيب، في قصر النهاية ومحكمة الشعب والنادي الاولمبي وملعب الادارة المحلية في المنصور، وغيرها، بأبشع صورها من قلع الاظافر وسمل العيون وحرق شعر النسوة وقطع اجزاء من اجسام الضحايا بالكتر الحاد، والتعليق بالمقلوب على المراوح والصعق بالكهرباء، كما تم فتح مواسير المياه على سرداب قصر النهاية لتصل المياه الى صدورالمعتقلين، في ذلك البرد القارص، كانوا جلهم من قادة الحزب الشيوعي العراقي، في مقدمتهم الشهيد الخالد سلام عادل. كما وصل الأمر بأدعياء العروبة والقومية باغتصاب عشرات الفتيات. لم تتم تلك الممارسات الهمجية على يد افراد معينين من الحرس القومي بل أسهم فيها وأشرف عليها، قادة الحزب الفاشي ومسؤولون كبار في حكومتهم، وقد كان المجرمون، علي صالح السعدي وحازم جواد وطالب شبيب ومحسن الشيخ راضي وابو طالب الهاشمي وهاني الفكيكي وبهاء شبيب وهاشم قدوري وحازم سعيد ونجاد الصافي وعطا محي الدين ومحمد مرهون وعازم ناجي وخالد طبرة وسعد طبرة، وجعفر قاسم حمودي وعمار علوش وعطا محي الدين في بغداد، وفتحي حسين في كربلاء وفي الناصرية، عباس حمادي وسيف صلاح وعكاب سالم الطاهر وفهمي روفا (شقيق الطيار منير روفا الذي هرب بطائرة ميغ عراقية الى اسرائيل اواسط ستينيات القرن الماضي ) وسالم حمدون ويعقوب كوشان وسالم الشكرة ورياض البنا وموفق عسكر وطه الجزراوي في الموصل. كما اقترفت نفس الجرائم في مدن عراقية اخرى. وقد اسهم في اقتراف تلك الجرائم مع الاسف الشديد عدد من الفلسطينيين المقيمين في العراق اوالذين كانوا في ضيافة الشعب العراقي للدراسة الجامعية، اتذكر منهم فقط المدعو عيسى خضر طه الذي عين نائبا لرئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، حيث كان يمارس التعذيب ليلا بحق المناضلين العماليين في مقر الاتحاد الذي كنت معتقلا فيه مع عدد من القادة النقابيين.
ان الطريقة التي عذب بها القائد الشيوعي الباسل الشهيد الخالد سلام عادل، لمحاول تسقيطه سياسيا، كانت طريقة سادية قل نظيرها في العصر الحديث، لكن حدث العكس حيث انه بصموده الاسطوري اسقط الجلادين ليس سياسيا فحسب بل حطم اعصابهم، وهذا ما جرى لبقية المناضلين الافذاذ من قادة وكوادر الحزب الشيوعي، جمال الحيدري ومحمد صالح العبلي ومحمد حسين ابو العيس وجورج تلو ونافع يونس وحمزة سلمان وعبد الرحيم شريف ومحمد الجلبي وحسن عوينة والنقيب مهدي حميد والكاتب والصحفي الشهير عبد الجبار وهبي (ابو سعيد) والرائد خزعل السعدي والقائد العمالي الياس حنا كوهاري والقائد النقابي طالب عبد الجبار وعبد الخالق البياتي وجمال ماربين ومهيب الحيدري والكوادر العمالية والنقابية عباس نعمة رئيس اتحاد نقابات العمال في العمارة وعلي الوتار وابراهيم محمد علي ومحمد موسى وسميع جاني وابراهيم اواديس، والصبي فاضل الصفار، والقياديان في نقابة المعلمين متي الشيخ وعبد الاحد المالح، وآخرون لا يحضرني اسمائهم. ان تلك الجرائم، وبتلك الطرق الهمجية، تدل على مدى خسة ودناءة والسقوط الاخلاقي والانساني لعصابة البعث الفاشية المجرمة.
لم تقتصر جرائم البعث في تعذيب الضحايا حتى الموت، بل تعدى ذلك الى دفن مجموعة من المناضلين وهم احياء في قبور جماعية، من هؤلاء، الشهداء الخالدين، ابراهيم الحكاك صبيح سباهي وعدنان البراك وداخل حمود وعبدالستار مهدي الخوجة ولطيف الحاج وصاحب ميرزا وفيصل الحجاج وحسين الهورماني وابراهيم أدهم وادمون يعقوب ومحمد الوردي وآخرون لاتسعفني الذاكرة بأسمائهم.
كما تم اعدام كوكبة من الضباط الذي شاركوا في ثورة تموز المجيدة، دونما اجراء اية محاكمة اصولية، وهؤلاء، هم العميد الركن داود الجنابي والعميد عبد المجيد جليل والعقيد حسين الدوري والمقدم ابراهيم الموسوي والمقدم خليل العلي والرائدان فاضل البياتي وكاظم عبد الكريم والنقباء حسون الزهيري وعباس الدجيلي وهشام اسماعيل صفوت وعمر فاروق والملازم الاول الطيار منعم حسن شنون والملازم الطيار طارق محمد صالح (أبن شقيقة الزعيم عبد الكريم قاسم)، وتم ايضا اعدام العشرات من ابناء الموصل وكركوك والبصرة وبغداد داخل السجون، لم يراع فيها ابسط الشرائع السماوية والوضعية.
لا يفوتني ان اذكر الطريقة الهمجية التي أعدم فيها في دار الاذاعة بدون اية محاكمة اصولية وبعد دقائق من جلبهم، الشهداء، الزعيم عبد الكريم قاسم وفاضل المهداوي وطه الشيخ احمد وكنعان حداد، وقد تم اعدامهم بحضور عبد السلام عارف واحمد حسن البكر وعبد الغني الراوي وقد نفذ بهم الحكم كل من المجرمين منعم حميد وسعد طبرة. وكان قد اغتيل قبلهم قائد القوة الجوية الشهيد جلال الاوقاتي امام داره في صبيحة ذلك اليوم المشؤوم وكانت عملية اغتياله هو ايذانا بساعة صفر تنفيذ المؤامرة. كذلك اغتيل في صبيح يوم الانقلاب الحقوقي الديمقراطي البارز نائب رئيس نقابة المحامين الشهيد توفيق منير.
ليس باستطاعتي ذكر اسماء مئات بل الالف المعتقلين والمعتقلات من الشيوعيين والديمقراطيين والقاسميين وحتى بعض المستقلين الذين غصت بهم السجون واماكن الاعتقال.
اترك للقراء الكرام اجراء مقارنة بين ما جرى في تلك الحقبة السوداء من جرائم وبين ما تقترف من جرائم على يد عصابات داعش بحق شعبنا اليوم، اليس دواعش اليوم هم امتداد وتلامذة لبعث 8 شباط الاسود وبعث صدام وما الفرق بين ما جرى في تلك الايام السود وما يجري اليوم على أيدي الدواعش الجدد؟.



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجد لذكرى انتفاضة تشرين الثاني عام 1952 المجيدة
- ذكرى جريمة ساحة السباع عام 1968
- شامل عبد القادر يوزع صكوك براءة الجلادين!!
- أين موقع الديمقراطيين العراقيين على الخارطة السياسية العراقي ...
- خطة المالكي لأسقاط العبادي
- النفخ في طبل مثقوب
- الفاعل مجهول!
- طائفيون عابرون للطائفية!!
- نماذج من الانجازات الكثيرة للنظام -الملكي السعيدي-!!
- ثورة 14 تموز من الولادة الى الوأد... من المسؤول؟
- ضحايا الارهاب يطالبون بمحاسبة الرؤوس قبل الذيول
- لتذهب سلطة المافيات الى مزبلة التاريخ
- النقابة الوطنية للصحفيين تكرم اقلام البعث المقبور!
- المهام الآنية للديمقراطيين الليبراليين العراقيين
- رائد من رواد الحركة النقابية العراقية يرحل عنا
- محاربة الارهاب لايعني السكوت عن المطالبة بالحقوق
- حكام العراق يعترفون بفشلهم لكنهم يصرون على تكراره
- عمال العراق.. معاناة كبيرة وحقوق مسلوبة
- انقلاب ابيض يقوده دولة القانون بقيادة المالكي!!
- المتباكون على (سقوط بغداد)!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - ما أشبه دواعش اليوم بدواعش 8 شباط الأسود