شادية الأتاسي
الحوار المتمدن-العدد: 5424 - 2017 / 2 / 6 - 13:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن الحالمون بالديمقراطية
أصبحت الانتخابات الرئاسية الفرنسية، سميرتنا كل مساء ، في هذا الشتاء البارد ،كما هو حال الجمهور الفرنسي المسمر أمام الشاشات ، يتابع الجولات والحوارات والمداخلات بين المرشحين بشغف واهتمام.
نحن نتابع مايحدث ، لأننا نجد امامنا تجربة تستحق فعلا أن تعاش ،
لكننا نحن الحالمون بالديمقراطية ماتزال تدهشنا هذه الديمقراطية
نحن أبناء الشعوب المقهورة ، والمنكسرة أمالها ، على واقع ذليل ، رأينا أنفسنا ملطخين به غصبا عنا
تابعنا وأحببنا المرشح الاشتراكي المستقل /ماكرون/الواعد بنقلة نوعية لسياسة فرنسا الحرة الديمقراطية،
أ عجبنا كما هو حال /آلاف الشباب الفرنسي / بالروح الشابة التي تحدثت عن حق الشعوب، كل الشعوب ، بالحرية والعدالة، بغض النظر عن العرق والدين ، وأي شي آخر
تابعنا المرشح الجمهوري القوي /فييون /، وهو يصول ويجول ويعد بفرنسا نظيفة ويلمز الى الغرباء واللاجئين والمشبوهين ،
لكن الأهم والمفاجئ كان لنا ، ونحن نرى هذا ال فييون المنتفخ /المرشح الأبرز/ يسقط منكسرا،مترقرق الدموع ، أمام الضربة التي كالها له خصومه/والتي قد تقضي على مستقبله السياسي برمته / ، وهي تهمة تعود الى سنوات عديدة ماضية ، بأنه قد وظف زوجته كمساعدة له وتقاضت عن ذلك أجرا كبيرا ، وهي لم تفعل ذلك في الحقيقة .
هذه الشعوب الحرة ، بكل بساطة،لها مبدأ والمبدأ هو قبل اي شيئ آخر ، هي لاتقبل الخطأ ، هذه الشعوب /الكافرة / لاتقبل أن ترى رموزها يسقطون أمام أهواء التلاعب والفساد
نحن أبناء الشعوب المقهورة ، الحالمون بالديمقراطية ،تدهشنا هذه الديمقراطية ، يدهشنا سقوط تاريخ رجل قوي أمام فضيحة،حدثت منذ زمن بعيد ،وقد تكون / صغيرة / بالنسبة لنا ،نحن / الرعاع / الذين اعتدنا على العبارات المدججة بالتخوين والمؤامرة والتكفير والتدمير ،اذا ماهمسنا !
بل ربما سخرنا منهم في أعماقنا ،وقلنا وماذا بها اذا استفاد هو وزوجته وولديه ،حلال عا الشاطر
نحن من احترقت ارواحنا ، واهترئت ،وتدجنت ،وتقبلت كل شيئ
#شادية_الأتاسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟