مصادر الثقافه الذاتيه في ممارسات صدام حسين -الحلقه الاولى

وليد الحيالي

الحوار المتمدن-العدد: 397 - 2003 / 2 / 14 - 01:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

ان البحث في السلوك الانساني يعتبر احد فروع العلوم المختصه بالنفس وتفرعاته المختلفه ،وعلى الرغم من الدراسات المتعدده التي تناولت ممارست وسلوك النظام العراقي وبخاصه راس النظام المتمثل بصدام حسين باعتباره انموذج في الاداره السياسيه التي تتجسد فيها كل انواع القسوه والعنف السادي حيال ابناء جلدته من البشر كاسلوب اعتاد عليه في حسم صراعته اتجاه الاخر.ولعل الجميع يعرف كيف حسم صدام ابسط انواع الخلافات التي حدثت له مع رفاق دربه في حزب البعث قبل وبعد استلامه السلطه ، ناهيك عن  خصومه السياسين في الاحزاب السياسيه  الاخرى .وبدوري لاارغب في سوق الامثله للتدليل على صحه ما ذكرته لانها من البديهات المعروفه لدى الكل،بلاضافه الى ان المقاله الحاليه هي محاوله للتسليط الضوء على
دور الثفافه العقائديه في المساهمه بتكوين سلوكيات وممارسات الفردالتى اجدها مغيبه او هي نادره .لذلك أخصص ماكتبه هنا في سوق امثله في الايدلوجيه التي نما وترعرع عليها فكر وعقليه صدام حسين ورفاقه في الحزب الحاكم في العراق.ولعل المصدر الذي ارتاع منه صدام حسين ثقافته الفكريه وممارسته الاداريه في الحزب والدوله هو فكر مشيل عفلق الاب الروحي لصدام حسين ولمعظم قيادات حزب البعث العراقي .باعتبار ان  التكوينات الفكريه الاولى التي تشكلت لدى صدام حسين وتاثر بها بعمق هي خلال هروبه من العراق الى
سوريا بعد محاوله الاغتيال الفاشله للزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله الذي كان صدام حسين احد المساهمين في هده المحاوله وذلك في7 تشرين 1959.وهناك في سوريا التقى بالمؤسس عن حق فكراَ وسلوكاَ والتي  تركت هذه العلاقه غير المتوقعه لصدام الشاب القادم من ريف متخلف اجتماعياَ واقتصادياَ حتى بالمقارنه  مع بقيه الريف العراقي اثر نفسياَ ومطمحياَ في شخصيه صدام السياسيه للسيطره على كل منابع السلطه فيما بعد سواء على مستوى الحزب اوالدوله، معتبراَ نفسه الوريث الشرعي لمشيل عفلق سياسياَ اولاَ ومن ثم فلسفياَ باعتباره الشخصيه  الحزبيه العراقيه الوحيده التي توفرت لها فرصه القاء المبكر بقائد ومفكر البعث.هذه القاءات المبكره لصدام حسين وغير المتوقعه بالنسبه لشخص عاش مهمشاَ ومهملاَ وسط اسرته نتيجه لظروف مرتبطه  بنسبه كما تشير الرويات العديده والشائعه في العراق.مدته بطموح شخصي على ما يبدوكبير في اندفاعه غير المحدود نحو راس القياده العراقيه وتطلعه للزعامه العربيه عبر القناة المخابراتيه التي ارتبط بها من قبله من هو قد تاثر به في مراحل تكويناته الثقافيه الاولى .لذلك حينما نجد كيف تعامل صدام حسين مع قضيه الآقليات غير
المسلمه في العراق خلال فتره حكمه عند قدوم حزب البعث الى السلطه مره ثانيه الى العراق عام 1968 ولحد الان كمثال عن جمله الممارسات التي الحقت الضررالبالغ بالشأن العراقي شعباَ وثروه في الجانبين المادي و الاجتماعي في الوقت نفسه .ناهيك عن الخسائر التي لحقت بشعوب ودول المنطقه المجاوره للعراق.في منحى اثبات الطروحات التي قدمت لها حول دور ميشيل عفلق في صياغه العقليه الفاشينازيه لصدام حسين اعرض للقارئ الكريم هنا كيف يقدم مشيل عفلق رؤيته لمساله الاقليات المسيحيه -ولكننا وضعنا الأمور في نصابها عندما وضعنا الاسلام كثوره أخلاقيه وفكريه واجتماعيه حاسمه في تاريخ البشر، وضعناها في صلب القوميه العربيه.بهذا المعنىلايوجد عربي غير مسلم. هذا اذا كان العربي صادق العروبه،واذا كان متجرداَ من الأهواء والمصالح الذاتيه،العروبه تعني الاسلام بهذا المعنى الرفيع-.....ويضيف/ - جميع المسيحيين في هذا الشرق العربي اذا لم يقبلوا عن طوع واراده واقناع بأن يكونوا بمعنى من المعاني مسلمين فانهم لا يكونون أمناء لفكرهم ووطنهم وعروبتهم،هذا ما قلناه قبل ثلاثه وثلاثين عاماَ أي في عام 1943 عفلق يتكلم هنا عام 1976 أثناءاندلاع الحرب الأهليه البنانيه - بأن المسيحيين العرب عندما تستيقظ فيهم قوميتهم سوف يعرفون بأن الاسلام هو لهم ثقافه قوميه يجب أن يتشبعوا بها ويحرصوا على أثمن شئ في عروبته-..... راجع في هذا تركي علي الربيعوا- المحاكمه والارهاب-صص100-101. بهذا المعنى السابق يحاول مشيل عفلق ان يختال عروبه ووطنيه الكلدان والائزييديه والصابئه وجمييع الدينات الاخرى في الوطن العربي للمجرد انهم غير مسلميين اي دهاء وخبث يمييز هذا المؤسس الذي رضع من فكره حتى الثماله هذا المجهول النسب القادم من اكثر الارياف تخلفاَ في العراق ،هكذا فكر عنصري حاقدَ نمى على  حبه صدام حسين. ويقيناَ ان ميشل عفلق لم يطرح طروحاته هذه عن ايمان حقيقي للاسلام والمسلمين، وانما ليأسس الحقد الطائفي والمذهبي في البلدان العربيه فيما بعدالذي انتهجه صدام حسين في العراق عند معالجاته  لقضيه المسلمين الشيعه والمسحيين الكلدان والاشورين والتلكييف...الخ

 

#وليد_الحيالي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات