|
منطقة حظر الطيران بوابة الفدرالية بمباركة دولية و دائرة أخرى من الصراع بين الكرد و تركيا
جهاد كورو
الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 22:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دون شك أن جملة القرارات التي إتخذها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قد فاجأت الجميع أما على مستوى الأزمة السورية كان للرئيس الجديد قراران أو مشروعا قرار أدخل الجميع في الصدمة و هما بطبيعة الحال مشروعات غير مكتملان حتى الآن المشروع الأول كان طلب ترامب من البنتاغون وضع خطط جديدة لإنهاء تنظيم داعش و إخراجه من معقله في الرقة في فترة أشهر فقط و هي فترة زمنية قياسية مقارنة بخطط الرئيس أوباما و الذي كان مستشاروه يؤكدون أن الحرب على داعش ستستمر لسنوات هي على الأقل ثلاث سنوات المشروع الثاني هو المنطقة الآمنة أو منطقة حظر الطيران التي أوعز ترامب إلى عسكرييه لإنشاء خطة لفرض و إنشاء تلك المنطقة و هذا الأمر هو سابقة في الأزمة السورية لأن هذا المشروع هو طرح تركي و تنادي به تركيا منذ ثلاث سنوات لكنها لم تجد مستجيباً في واشنطن و حتى الجانب الروسي الذي كان يعارض هكذا مشروع جملة و تفصيلاً لم يعلن رفضه للمشروع كعادته بل إكتفى بالقول : أن المشروع الأمريكي مايزال قيد الدراسة و هو غير مكتمل الملامح بعد ما الذي تسعى إليه الإدارة الأمريكية من خلال هذا الطرح ! إن كان هدفها هو جعلها مركز إيواء للهاربين من مناطق النزاع فهذا أمر غير ممكن و هو ما صرح به اليوم رئيس مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليب غراند حيث قال : إن تركيبة و طبيعة الصراع في سوريا و تعدد قوى النفوذ سيجعل تلك المنطقة غير آمنة على الإطلاق . • لو كان الهدف من المشروع هو بالفعل إيجاد مناطق آمنة لإحتواء اللاجئين فيوجد بالفعل في شمال سوريا مناطق آمنة منها المنطقة التي تتحكم بها تركيا من جرابلس حتى إعزاز و جنوبا حتى مدينة الباب و هي مناطق شاسعة فيها مئات القرى قادرة على إحتواء مئات آلاف النازحين فلماذا لا يتم إيواء النازحين فيها و هي منطقة مؤمنة من قبل تركيا و أيضاً هناك مناطق كردستان سوريا و التي أيضاً تعتبر بمثابة مناطق آمنة بحكم الأمر الواقع و قادرة على استيعاب ملايين النازحين فلماذا لا يتم التفاوض مع الجانب الكردي بخصوص هذا الأمر ! • مشروع المناطق الآمنة إن هو تم فهو ليس سوى إعطاء صبغة قانونية شرعية دولية لحالة التقسيم الإداري المناطقي الموجودة حالياً باعتبارها أمر واقع و لنا في التجربة العراقية خير مثال عندما تم فرض منطقة حظر للطيران في شمال العراق/ كردستان العراق في عام 1991 أدى ذلك إلى نشوء منطقة الحكم الذاتي الكردي هناك بشكل تلقائي ، لكن الأمر هناك كان اسهل كونه يوجد طرفان متصارعان فقط و هما الجيش العراقي السابق و قوات البيشمركة لكن في سوريا الأمر أكثر تعقيداً بسبب كثرة و إختلاف القوات التي تحكم سيطرتها على الأرض و إختلاف أهدافها و توجهاتها و إختلاف ولاءاتها الخارجية أيضاً / النظام و حزب الله و داعش و التيارات الإسلامية مثل هيئة تحرير الشام و أحرار الشام و درع الفرت و فصائل سورية معارضة و أخيراً القوات الكردية متمثلة بوحدات حماية الشعب و مظلتها الأشمل قوات سوريا الديمقراطية / و هذه النقاط كان قد أكد عليها المسؤول الأممي في حديثه من بيروت اليوم لكن إذا تم إتخاذ قرار من قبل الإدارة الأمريكية بضرورة إنشاء مناطق آمنة في سوريا و خاصة في شمالها فسوف نشهد فصولا جديدة من الصراع بين الدولة التركية و حزب الإتحاد الديمقراطي ، حيث ستسعى الإدارة التركية إلى جعل المنطقة تحت إدارة دولية و يكون لتركيا نصيب الأسد منها و ستسعى تركيا إلى إصباغ تلك المنطقة الغير معروفة التفاصيل بعد بطابع إنساني أممي بعيد كل البعد عن التأثيرات السياسية و بعيدة عن التمثيل الكردي أما حزب الإتحاد الديمقراطي فسيحاول خلق مظلة سياسية لتلك المنطقة و جعل نفسها صاحبة الركيزة و صاحبة الكلمة الأولى فيها و في هذا تشبيه بمنطقة حظر الطيران التي تم إقامتها فوق كردستان العراق بعام 1991 كما قلنا سابقاً حيث سيكون وجود الحزب القوي في تلك المنطقة بمثابة مكسب سياسي داخلي يفرض نفسه كأمر واقع و من جهة أخرى سيكون بوابة العلاقات السياسية الخارجية بين الحزب و المجتمع الدولي و كما أن شمولية مناطق الحزب / كردستان سوريا / في تلك المنطقة يعني بالضرورة أن الحزب و المنطقة بكل عام أصبحت بمأمن من خطر بشار الأسد حيث يتفق الجميع أن الأسد لن يرضى بأي شكل من الأشكال قيام أي سيادة كردية مهما كان طابعها و توجهها على الأرض و أنه سيبدأ بتطويق تلك الإدارة شيئاً فشيئاً بغية إنهائها أو على الأقل إرضاخها إلى شروطه المتمثلة بالحقوق الثقافية و حق اللغة فقط ، لكن المظلة الدولية إن تم إنشاؤها سيكون رادعاً لمحاولات بشار الأسد تلك لكن بطبيعة الحال فإن كل هذه الإستفسارات و التكهنات ستجد طريقها إلى التفسير بعد أسابيع من الآن عندما تكون خطة ترامب في هذا الصدد جاهزة و خاصة أنها ستكون بالضرورة بالتوافق مع موسكو لإنجاح المشروع لأن موسكو هي صاحبة القرار السياسي و العسكري و الميداني في سوريا اليوم . جهاد كورو: الناطق بإسم جمعية الحياة " جين "
#جهاد_كورو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كرد المالكي و إستراتيجية البارزاني الجديدة
-
قراءة في خارطة الشمال الملتهب عشية تحرير الرقة.
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|