أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل من خارطة طريق تنقذنا من القادم الكارثي؟














المزيد.....

هل من خارطة طريق تنقذنا من القادم الكارثي؟


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل من خارطة طريق تنقذنا من القادم الكارثي

كل التطورات السياسية والتفاعلات المتسارعة لتولي الرئيس الأمريكي الجديد وما هو متوقع في قادم الأيام، توحي أن أوقاتا صعبة أضافية علينا مواجهتها والعمل على قدم وساق من أجل تلافي ما هو حاصل بالتأكيد، هذا التوقع ليس نظرة تشاؤمية نطلقها في فراغ أو من فراغ بقدر ما هو تحسب للأسوأ سواء حصل ذلك قريبا منا أو حتى وفقا للأحتمالات الواقعية ستدور في ساحتنا ونحن أكثر الأطراف تضررا وأصابة فيما يدور، ومن المؤكد أيضا أن التركيبة السياسية المتولية زمام الأمور هنا ليس لها أي خطة طوارئ ولا يمكنها أن تعمل منعزلة عن القاعدة الجماهيرية التي طلقتها مبكرا لفعل شيء مهم يمكن أن يساهم ولو بشكل ما في توقي الخطر وتجاوز الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.
في الوقت الذي نشهد أن حمى الصراع والتكتلات بدأت تأخذ مسارا جديا وتتعامل مع ما يمكن أن يدور وفقا للمصالح القومية والطنية للبلدان المعنية بالأزمة، نشهد الواقع عراقيا يدور في فلك الأنتظار فقط ومحاولة البحث عن ظل تحتمي به ومقابل أي ثمن فقط تحت شعار حماية السلطة والأطراف السياسية أن لا تتضرر شخصيا، هذا هو الذي يبدو متاحا في التفكير التكتيكي السائد على الساحة في الوقت الذي يعلم الجميع أن التكتيكات السياسية يجب أن تبنى ضمن أستراتيجية بعيدة وعملية وذات أفق أوسع من مصالح السياسيين والقوى التي تدور في فلك العملية السياسية المتهرئة والفاقدة لشرعيتها محليا وأقليميا ودوليا، وأخرها ما صدر أمريكيا بعدم أستقبال أي مسئول عراقي خاصة وأن العراق وأمريكا بينهما أتفاقية طويلة الأمد وهي التي تسمى أتفاقية الأطار المشترك، هذا الخلل ليسأمريكيا بالطبع بل هو نتاج العملية التي قادها بريمر أولا وأورثها النظام الحالي ويتعامل الجميع في أطارها الموضوعي والشكلي.
من أوليات العمل السياسي الوطني أن تكون لدى السياسي برنامج عمل محدد وملزم ومرن ومتطور يحي للتغيرات والتبدلات الأقليمية والدولية الكثير من الحسابات العملية، ويخضع هذه الحسابا دوما للفحص والتمحيص مع كل تغير مهما كان حجمه أو تأثيره، هذه الخطة أو المشروع السياسي لا يرتبط فقط بالأمن القومي وإنما يتعداه ليرتبط أكثر بما هو واقعي ومتغير في المعادلات الأستراتيجية التي تحكم النظام الدولي، ومن المؤكد أن ما أنتجته جمهورية بريمر بتركيبتها الحالية القائمة على تفكيك الأستراتيجية والعمل تكتيكيا ومة خلال المؤثر الخارجي وبأيادي غير حرفية ولا تجربة مناسبة تقدر من خلالها رسم خارطة طريق تضع العراق كدولة ومجتمع ووجود في مهب ريح الصراعات والتدخل الخارجي في كل مرة.
وما يؤلم أيضا أن التركيبة السياسية الحالية لم تستوعب الدرس السياسي ولم تتعلم من التجربة لأنها منغمسة كليا في أتون صراع داخلي بيني على المكاسب المرحلية، ولم تستطيع أن تفرز طبقة سياسية مهمتها التكلم والعمل باسم العراقيين جميعا ولا حماية مصالحهم العليا، لقد أسس السيد بريمر ودستوره سيء الصيت هذا الحال ولا نتوقع أن ينتج نظام بني على المصالح الفئوية والمحاصصة السياسية بشقيها الطائفي والعنصري رؤية سياسية قادرة على فعل الممكن والمتاح فضلا عن لمستحيل لحماية العراق وشعبه، بل الظاهر من خلال ما يطرح من مشاريع سياسية مأزومة في كل مرة إلى تعميق حالة الإنقسام الوطني وصولا إلى بلقنة العراق وتحويله إلى دويلات متناحرة على الكثير من المسائل التي وضعت كألغام في الدستور الحالي النفط والحدود والمياه والديون وغيرها من مسببات التشظي والتشرذم.
إن ما ينقصنا كعراقيين اليوم قيادة وليس أشخاص يمتهنون السياسة لأنهم فرضوا أنفسهم وفرضوا بموجب تركيبة أراد منها المحتل الأمريكي المزيد من التشتت والوهن، قيادة تمتهن السياسة بوطنية حريصة وبمنهج برغماتي معزز برؤية وطنية تستنهض العوامل الكامنة في المجتمع وتسخرها للتنمية والتعويض عن السنوات المفقودة من تأريخ العراقيين من عام 1958 ولليوم وتقدم حلولا ومشاريع لعموم الشعب ولا تتحدث بالمصالح الفئوية، ومما يعيق وجود هذه القيادة شكلية الدستور وتعميق أزمة المواطنة الناتجة عن توصيفه للشعب ككيانا وليس وحدة ديموغرافية متفاعلة مع قضايا الوطن، وأيضا من صفات القيادة المطلوبة أن تقدم المصلحة الوطنية الجامعة على الأنتماءات الفئوية والأجندات الخارجية كما هو الآن معمولا به حتى من الدول التي تخضع بالعموم للمصالح الدولية،
مثل دولة صغيرة كالكويت يعمل حكامها على كافة الوسائل والأساليب السياسية التي تحمي وتحفظ الكيان الأجتماعي من خلال بعض التنزلات التي تقدمها للغير وتشتري بها أيضا دفع الضرر عن البلاد، في حين أن حكومتنا ونظامنا السياسي لو يوفر قضية مهمة وفرط بكل قضايا ويدفع ثمنها مضاعفا دون نتائج تذكر، لأنها لا تعمل وفقا للفن السياسي المسئول ولا تستند إلى قاعدة أو منهج سياسي يحترم الوطن ويحترم المهمة والوظيفة التي يديرها كمسئول وفاعل في إدارة الشأن العام، وهذا يستدعب أولا بروز قيادة مدنية ديمقراطية معارضة حقيقية تحشد الرأي العام خلفها وتتبنى خارطة طريق برؤية قابلة للتطبيق كبديل لكل مسببات الإنهيار وتعالج كل الثغرات والعورات التي خلفتها منهجية بريمر ودستور عام 2005 ينتهي ويبتدئ بمحاولة التغيير السلمي المحافظ على ما بقي من أسباب القوة ومشتركات العمل العراقي الجامع.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الثور والطاووس، أمريكا وإيران على الخارطة العراقية
- الموت والحياة وقصائد الشعراء
- الدين والسياسة خلطة التأريخ القاتلة
- رجل من تمر ... أمرأة من عنب
- إشكالية العقل الديني والتطور
- هل غادر الشعراء من متردم
- رسالتي إلى السيدة الأولى
- المفيد
- العراق ... وتخاريف الصغار
- سوق المربد حيث تباع الكلمة بخسة ونخاسة
- الشذوذ في عالمي السياسة والدين ح1
- مشهد من فلم لم ترونه كاملا..............
- المصير خلق التجربة وإثبات لدور المعرفة
- حين يتكلم الفاسدون عن العفاف والطهارة والوطنية
- نظرات أولية في نتائج تحرير الجانب الأيسر من الموصل
- أنشودة الدم المسفوح في روح القصيدة
- أمريكا وأحتمالات العمل العسكري في العراق
- الدين وإنسانية القيم الأخلاقية
- أمريكا وسياسة التوجه للداخل
- تجريف التربة الصالحة للزاعة وتلويث المياه ... حرب بأيقاع أخر ...


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل من خارطة طريق تنقذنا من القادم الكارثي؟