على عجيل منهل
الحوار المتمدن-العدد: 5423 - 2017 / 2 / 5 - 01:49
المحور:
المجتمع المدني
يحكى أن الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، رضي الله عنه، كان يجلس في المسجد بين تلامذته في بغداد، يحدثهم عن أوقات الصّلاة، فدخل المسجد شيخ كبير السن، له لحية كثيفة طويلة، ويرتدي على رأسه عمامة كبيرة، فجلس بين التلاميذ.
وكان الإمام يمدّ قدميه، لتخفيف آلام كان يشعر بها، ولم يكن هناك من حرج بين تلامذته حين يمد قدميه، فقد كان قد استأذن تلامذته من قبل بمدّ قدميه أمامهم لتخفيف الألم عنهما.
فحين جلس الشيخ الكبير، شعرَ الإمام بأنه يتوجّب عليه، واحتراما لهذا الشيخ، أن يطوي قدميه ولا يمدّهما، وكان قد وَصَلَ في درسه إلى وقت صلاة الصبح، فقال ‘’وينتهي يا أبنائي وقت صلاة الصبح، حين طلوع الشمس، فإذا صلّى أحدكم الصبح بعد طلوع الشمس، فإن هذه الصلاة هي قضاء، وليست لوقتها’’.
وكان التلامذة يكتبون ما يقوله الإمام والشيخ الكبير ‘’الضيف’’ ينظر إليهم. ثم سأل الشيخ الإمام أبو حنيفة هذا السؤال ‘’يا إمام، وإذا لم تطلع الشمس، فما حكم الصلاة؟’’.
فضحك الحضور جميعهم من هذا السؤال، إلا الضيف والإمام الذي قال ‘’آن لأبي حنيفة أن يمدّ قدميه’’.
بمجرد أنْ انكشف لأبي حنيفة أن مظاهر هذا الرّجل كانت خادعةً. وتغطّي على حقيقة صاحبها وكونه جاهلاً لا يفقه شيئاً غير التلبّس بالمظاهر الكاذبة؛ عندها أسقط أبو حنيفة حقّ الاحترام الشكلي، ومدّ قدميه.
، عندما وقف رجل وسيم وأنيق أمام الفيلسوف اليوناني (سقراط)، وأخذ يتباهى بملابسه، ويتبختر في مشيته. قال له سقراط: تكلم حتى أراك. رغم ان هذا الرجل كان يقف أمامه لكن سقراط لم ير منه شيئاً يتحدث غير الملابس الجميلة، فقيمة الإنسان ليس بما يرتديه أو يظهره بل بما يفكّر به، ويظهر فكر الإنسان بكلامه ومقدار مايحمله من حكمة وصدق وأمانة، قال الإمام علي بن أبي طالب:الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام،
البعض في زماننا هذا، فإنه يفعــل العكس تماماً؛ يُعلي من شــأن المتلبّسيــن بمظاهــر العلم والعلمــاء، حتى لو انكشــف جهلهم، وفي المقابل يمدّ قدميه في وجه منْ ثبُت علمه وتفوّق عقله.
#على_عجيل_منهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟